رئيس التحرير
عصام كامل

الوقوف مع المقاومة الفلسطينية أو مع "حماس" الإخوانية؟!


الاشتباك الإعلامي الدائر مع "حماس" وجماعة الإخوان المسلمين على خلفية الحرب الدائرة في غزة لا يشير إلى وجود وعي وإدراك لحقيقة الصراع مع الكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين والقدس، فلطالما شن الإسرائيليون اعتداءاتهم على العرب لأسباب من اختراعهم ولا ننسى أسر الجنود الصهاينة عام 2006 التي اتخذتها إسرائيل ذريعة لشن حرب واسعة على لبنان يعرف القاصي والداني أنها كانت حربا سابقة التجهيز والتخطيط.

الأمر ذاته ينطبق على خطف الصبية الإسرائيليين الـــ3 التي اتخذتها إسرائيل ذريعة لشن عدوانها الأخير، المدافعون عن غزة وأهلها ليسوا كلهم وربما ليس أغلبهم من حماس ومن باب أولى ليسوا من جماعة الإخوان.

من ناحية أخرى فقد بدا واضحًا أن تباينًا واضحًا بين الجناح السياسي الحماسي الذي يعبر عنه خالد مشعل وآخرون الذين بدا واضحًا أنهم يسمسرون سياسيًا لصالح قطر وتركيا الأطلسية، وهو ما عبر عنه القائد العسكري للقسام محمد ضيف الذي كشف خطابه الأخير عن سحب ورقة السمسرة السياسية من يد خالد مشعل.

أما الذين وضعهم قدرهم العاثر في موضع الوساطة بين المعتدين والمعتدى عليهم فعليهم أن يدركوا أن تحقق (مطالب المقاومين في غزة) سيصب لصالحهم وليس لصالح هؤلاء السماسرة، كما أنه سيهز موقع المزايدين في تركيا وقطر، كما أن عليهم أن يدركوا أن استعادة الإخوان لمكانتهم المنهارة أمر بعيد المنال، وسيبطل حججهم بأنهم وحدهم من يتصدى للعدو الصهيوني.

لم يكتف هؤلاء بالمزايدة على مصر بل هم يزايدون على من دعم ويدعم المقاومة الفلسطينية بالمال والسلاح والتدريب وهذا هو شأن الإخوان في كل زمان ومكان.

العدو الصهيوني هو الخطر الأكبر الذي يهدد وجود الأمة العربية وهو المحرك الحقيقي لكل فصائل الإرهاب في سوريا ومصر ولبنان لينشغل المسلمون بمعاركهم الوهمية حول الخلافة الداعشية لينعم هو بالراحة والأمان.

التقارير التي تطلقها مراكز الأبحاث الموالية لإسرائيل تؤكد هذه الحقيقة وتشير إلى أن الاقتتال الداخلي بين العرب والمسلمين يمنح إسرائيل الأمن والأمان لمدة 50 سنة إضافية على الأقل.الاصطفاف في هذه الحرب ينبغي أن يكون مع المقاومة لا مع "حماس" أو غيرها.
الجريدة الرسمية