الهيئة الهندسية والطريق الصحراوي
منذ عدة أشهر ربما تكون قد اقتربت من العام تحولت رعاية الطريق الصحراوي من القاهرة إلى الإسكندرية إلى القوات المسلحة، زادت رسوم العبور من أربعة جنيهات إلى خمسة جنيهات ولم يشكو أحد، فجنيه زيادة لراكب سيارة لا مشكلة. والأهم أنه بعد أن أصبحت الرسوم خمسة جنيهات صارت فرصة عبور السيارة أسرع فالموظف الذي هو هنا الجندي لن يضيع وقتا في البحث عن جنيه فكة وستمر بسرعة.. هكذا نظرت أنا إلى المسألة.
طبعا لم أنتظر تدخلا سريعا في الضغط على الشركة التي تقوم بتوسيع الطريق وسفلتته منذ قبل يناير 2011 أن تسرع حتى تنتهي أماكن العمل يوما بعد يوم فإنها تسبب تكدسا وبطئا فظيعا وبالذات في أيام الذروة مثل الخميس أو الجمعة أو الإجازات عموما.
ولن أطلب سرعة إضاءة الطريق كله ليلا وهذا لن يكلف الكثير، ذلك أني مرة قبل يناير 2011 طلبت من وزير المواصلات أن يضئ نصف الطريق المظلم من الإسكندرية إلى الرست هاوس وسافرت بعد شهر فوجدت الطريق كله مظلما وكتبت أشكره ! قلت كيف حقا يعمل الوزير لإقلال الحوادث والبلد يحكمها تنظيم الأسرة فحوادث المرور هي أكبر عوامل خفض أعداد السكان في مصر! ما علينا، هذا تاريخ قديم لا معنى للعودة إليه.
رغم أني تذكرت ذلك حين صارت المسافة من بلدة العامرية إلى الإسكندرية هي الجحيم لأكثر من سنة لكن حين وصل رئيس الوزراء إليها منذ ثلاثة أسابيع وقال إن تنتهي في أسرع وقت انتهت في أيام، إذن هناك أمل.
لكن ما أريد أن أتحدث فيه هذه المرة لا يخص رئيس الوزراء.. هل لرئيس الوزراء ولاية على هيئات القوات المسلحة المدنية ؟ لا أعرف ولا أظن.
ما سأتحث فيه شيء لا يخطر على بال أحد، لا من الذين يعبرون الطريق لأنهم تعودوا ولا من الذين تسببوا في ذلك.. أعني بالحديث بوابتي الرسوم ما بين القاهرة والإسكندرية.. كانت البوابتان تعملان وكانتا في وضع جيد وبوابة الإسكندرية بالذات كانت أجمل لأن عليها نقوش باليونانية لاسم المدينة وكانت السيارات تعبر بسلاسة لأن الطرق المخصصة للعبور في كل اتجاه تكفي وإذا تأخر العبور جدا لا يزيد على خمس دقائق بسبب الفكة لأن الرسوم كانت أربعة جنيهات تضاف إليها خمس دقائق أخرى بعد بوابة الإسكندرية مباشرة بسبب الكمين العسكري، لا أكثر ولا أقل من ذلك.
فجأة تم هدم البوابتين وعلّقت لافتة مكتوب عليها أن الهيئة الهندسية للقوات المسلحة تعيد بناؤهما ومع اللافتة التي تعلن ذلك اسم الشركة الخاصة التي تقوم بالعمل واسمها "الأنصار".
وهو اسم جميل يحيلك إلى الأنصار الذين قابلوا الرسول بعد هجرة شاقة وطريق صعب، لكن الأنصار هنا الذين أوكلت لهم الهيئة الهندسية للقوات المسلحة مهمة العمل في البوابتين يمضون الأشهر والأسابيع ولا شيء إلا منظر بشع للبوابتين مهدومتين وأرض مكسرة أمامهما لمسافة طويلة ومعبرين في كل اتجاه مغلقين ومن ثم طوابير للسيارات على أرض بشعة وفي الحر الشديد.
وبالمناسبة مضت شهور على ذلك.. هل بناء البوابتين يحتاج كل هذا الوقت وهل ما سيبني سيشبه مثلا بوابة الكونكورد بفرنسا.. الآن في الصيف جحيم كل يوم وفي العيد توقفت السيارات قبل خمسة كيلومترات للعبور في ساعة وبالذات من ناحية الإسكندرية بسبب العمل الذي لا ينتهي وإغلاق معبرين في كل اتجاه.
طيب إذا لم تكن الهيئة الهندسية للقوات المسلحة هي التي تشرف على ذلك هل كان سيبقي أعواما قادمة ! طيب ما رأي القوات المسلحة وإلى متى هذا الجحيم أمام البوابتين وبالذات بوابة الإسكندرية.. ولماذا الأنصار ؟ لماذا لا تكون قريش ربما تنجز أسرع!.
ibrahimabdelmeguid@hotmail.com