رئيس التحرير
عصام كامل

برهامي لـ"إبراهيم عيسى": إنكار عذاب القبر بدعة وضلالة ويكفر صاحبه.. يستدل بالآيات القرآنية والأحاديث.. يجب استتابة صاحب الفتوى.. ويوجه الشكر لشيخ الأزهر

الدكتور ياسر برهامي،
الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية،

علق الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، على إنكار الإعلامي إبراهيم عيسى لعذاب القبر، قائلًا "إن إنكار عذاب القبر بدعة وضلالة فالجاهل يُبَلَّغ هذه الأدلة وتُبيَّن له المسألة قبل أن يكفَّر، فإذا أصر وعاند بعد البلاغ والبيان؛ فحكم المصر المعاند معلوم في هذه الشريعة، والتكفير للمعين بعد استيفاء الشروط وانتفاع الموانع هو لأهل العلم أو القضاء الشرعي، وجزى الله خيرًا "شيخ الأزهر" على قيامه بإحالة الأمر للتحقيق". 

وأضاف برهامي في فتوي على موقع "أنا السلفي" أن إنكار عذاب القبر بدعة ضلالة، فإن عذاب القبر ثابت بالقرآن والسنة والإجماع. 

وجاء سؤال أحد رواد موقع أنا السلفي التابع للدعوة السلفية: "ما هو حكم الشرع فيمن أنكر عذاب القبر ونعيمه مثل المدعو "إبراهيم عيسى" الذي دأب على السخرية مِن الشعائر الإسلامية والتشويش على الناس في دينهم وعقيدتهم؟ وهل يجوز تكفيره بسبب ما ادعاه مِن نفي عذاب القبر، وأنه مِن كلام فقهاء المسلمين لتخويف الناس وردعهم، وأنه لا وجود لثعبان أقرع ولا بشَعر كما قال هو ذلك -عليه مِن الله ما يستحق ؟ 

وجاءت إجابة برهامى قائلًا: "فإنكار عذاب القبر بدعة ضلالة، فإن عذاب القبر ثابت بالقرآن والسنة والإجماع، مستدلًا بذلك على عدد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية ومنها: " قال الله -تعالى- عن آل فرعون: (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ) (غافر:46)، فدل على أن العرض على النار قبل قيام الساعة، وهذا هو عذاب القبر. 

- وقال الله -تعالى-: (وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ) (الأنعام:93). فمن ساعة احتضارهم يُعذَّبون. (وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ): أي بالضرب والعذاب. وقوله: (الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ): نص قاطع أنهم يبَشَّرون بالعذاب مِن يوم احتضارهم، وليس كما ينكره الجاهل الضال! 

- وقال الله -تعالى- عن المنافقين: (وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ) (التوبة:101). فالمرتين: مرة في الدنيا، ومرة في القبر، ثم يردون إلى عذاب يوم القيامة وهو العذاب العظيم، مشيرًا أن هذه أدلة قرآنية صريحة في إثبات عذاب القبر. 

- وأما الأحاديث: فهي متواترة عند أهل العلم؛ إذ الأحاديث الصحيحة المرفوعة فقط رويت عن أكثر مِن ثلاثين صحابيًّا مِن طرق مختلفة عنهم عدا الموقوف والضعيف الذي لا يشك عالم أنه قد بلغ مبلغ التواتر (راجع كتابي: "عذاب القبر ونعيمه في الكتاب والسنة"). 

- ومن هذه الأحاديث: عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: خَرَجَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ بَعْضِ حِيطَانِ المَدِينَةِ، فَسَمِعَ صَوْتَ إِنْسَانَيْنِ يُعَذَّبَانِ فِي قُبُورِهِمَا، فَقَالَ: (يُعَذَّبَانِ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ، وَإِنَّهُ لَكَبِيرٌ، كَانَ أَحَدُهُمَا لاَ يَسْتَتِرُ مِنَ البَوْلِ، وَكَانَ الآخَرُ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ) (متفق عليه)، وغير ذلك مِن الأحاديث الصحيحة الثابتة. 

- وأما الإجماع فنقله غير واحد مِن أئمة السنة. 
فالجاهل يُبَلَّغ هذه الأدلة وتُبيَّن له المسألة قبل أن يكفَّر، فإذا أصر وعاند بعد البلاغ والبيان؛ فحكم المصر المعاند معلوم في هذه الشريعة، والتكفير للمعين بعد استيفاء الشروط وانتفاع الموانع هو لأهل العلم أو القضاء الشرعي. 

وجزى الله خيرًا "شيخ الأزهر" على قيامه بإحالة الأمر للتحقيق.
الجريدة الرسمية