رئيس التحرير
عصام كامل

«جامعة الأزهر» تستعد للرئيس الجديد.."المراغي" ضمها إلى هيئات الأزهر الشريف.."عبد الناصر" طورها وأضاف لها جامعات جديدة.."مبارك" همشها بعد ظهور ميليشيات الأزهر.."المعزول وأنصاره" حولوها لساحة

جامعة الأزهر
جامعة الأزهر



في إطار استعدادات جامعة الأزهر لاختيار رئيسها الجديد، عقدت اليوم الثلاثاء، اللجنة التي شكّلها الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أولى اجتماعاتها بمقر المشيخة، لتلقِّي وفحص أوراق المتقدمين لشغل منصب رئيس جامعة الأزهر، خلفا للدكتور أسامة العبد، بعد بلوغه السن القانونية للتقاعد، على أن تستمر اللجنة في تلقى طلبات شغل المنصب حتى، السبت المقبل 9 أغسطس الجاري.


الأزهر.. تاريخ من العلم الإيمان
تحتل جامعة الأزهر مكانة كبيرة في قلوب وعقول المصريين، فمنذ بناء الجامع الأزهر اكتسب المسجد شهرة واسعة على مر العصور، وأصبح أشهر مسجد في العالم الإسلامي، وأقدم جامعة تدرس فيها العلوم الدينية والعقلية، وسرعان ما جلس فيه العلماء يقدمون حلقات الدراسة التي اتسمت منذ البداية بسمات الحياة الجامعية، كالمناقشات العلمية الحرة والإجازات الدراسية والفخرية ونظام المعيدين والأساتذة الزائرين وغيرها من مظاهر الحياة العلمية التي عرفها الأزهر منذ قرون، وكانت أساسا للنظم والتقاليد الجامعية التي عرفت بعد ذلك في الشرق والغرب، ومن ثم اعتبر الأزهر أقدم جامعة دينية في العالم.

قوانين الدراسة في الأزهر
في أواخر القرن التاسع عشر صدرت عدة قوانين لتنظيم العمل بالأزهر، وكان أول هذه القوانين قانونا القرن التاسع عشر، والذي صدر أولهما في سنة 1872 والذي ينظم طريقة الحصول على العالمية وموادها، وثانيهما صدر في سنة 1885، وأهم ما تناوله تحديد صفة من يتصدى لمهنة التدريس في الجامع الأزهر.
وبحسب القانون فإن من يتصدى للتدريس بالأزهر عليه أن يكون انتهى من دراسة أمهات الكتب في 11 فنا، واجتاز فيها امتحانا ترضي عنه لجنة من ستة علماء، يرأسهم شيخ الأزهر.

وفي بداية القرن العشرين استصدر قانون سنة 1908 في عهد المشيخة الثانية للشيخ حسونة النواوي، وفيه تم تأليف مجلس عال لإدارة الأزهر برئاسة شيخ الأزهر، وعضوية كل من مفتي الديار المصرية، وشيوخ المذاهب الأربعة، (الحنفي والمالكي والحنبلي والشافعي)، واثنين من الموظفين.
وفي هذا القانون تم تقسيم الدراسة لثلاث مراحل، أولية، وثانوية، وعالية، ومدة التعليم في كل منها أربع سنوات، يمنح الطالب الناجح في كل مرحلة شهادة المرحلة، ثم تلاه القانون رقم 10 لسنة 1911، وفيه تجديد اختصاص شيخ الأزهر، وإنشاء مجلس الأزهر الأعلى، وهو هيئة إشرافية، وتنظيم هيئة كبار العلماء، ونظام التوظف بالأزهر، وعقب إصدار هذا القانون لوحظ إقبال المصريين على الأزهر، وأنشئت عدة معاهد أزهرية في عواصم المدن المصرية.
وفي القرن الـ19 صدر القانون رقم 49 الذي نظم الدراسة في الأزهر ومعاهده وكلياته، ونص على أن التعليم العالي بالأزهر يشمل كليات الشريعة وأصول الدين واللغة العربية، وفي 5 مايو 1961 صدر القانون رقم 103/1961 بتنظيم الأزهر والهيئات التي يشملها، وبمقتضى هذا القانون قامت في رحاب الأزهر جامعته العلمية التي تضم عددا من الكليات العلمية لأول مرة مثل كليات التجارة والطب والهندسة والزراعة.

وفتحت أبواب الدراسة بالجامعة للفتاة المسلمة بإنشاء كلية للبنات ضمت عند قيامها شعبا لدراسة الطب والتجارة والعلوم والدراسات العربية والإسلامية والدراسات الإنسانية وتتميز الكليات الحديثة والعلمية بجامعة الأزهر عن نظيراتها من الكليات الجامعية الأخرى باهتمامها بالدراسات الإسلامية إلى جانب الدراسات التخصصية.

المراغي وتطوير الجامعة
وفي عهد المشيخة الأولى للشيخ محمد مصطفى المراغي، أصبحت جامعة الأزهر هيئة من هيئات الأزهر الشريف، تختص بالتعليم العالي بالأزهر، إلى جانب هيئات أخرى للتعليم قبل المرحلة الجامعية الأولى، وأخرى للمجلس الأعلى للأزهر، وثالثة لمجمع البحوث الإسلامية، الذي يختص بنشر الثقافة الإسلامية وتجلية التراث وتنقيته من الشوائب التي علقت به، وبشئون الدعوة والوفود الطلابية في العالم الخارجي وإعاشتهم، وأنشئت لهم مدينة سكنية للإعاشة والإقامة والرعاية البدنية والنفسية، وخاصة لمن يأتون الأزهر على منح، بالإضافة إلى المنح التي تقدمها وزارة الأوقاف، وبالإضافة إلى الوفود الإسلامية المتبادلة، والمراكز الثقافية الإسلامية التي أقامتها مصر في عديد من البلاد الأوربية الأمريكية والأفريقية وكذلك المعاهد التعليمية.

عبد الناصر والسيطرة مع التطوير
سعى الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، إلى السيطرة على فكر الأزهر ولكنه طور الجامعة، وأضاف لها الكثير من اللغات والكليات الجديدة، وهو ما لم يكمله الرئيس الراحل محمد أنور السادات، حيث أهمل الجامعة ولم يهتم بها كثيرا.

مبارك وميليشيات الإخوان بالأزهر
وفي عهد الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، ظهر ما يعرف بميلشيات جامعة الأزهر التي تعد أهم الأحداث الطلابية في العقدين الأخيرين، وفي هذا الإطار تغير التعامل مع الطلاب المنتمين للجماعة من العلاقة الصراعية المتمثلة في التضييقات المختلفة والتهميش من المشاركة في الانتخابات الطلابية إلى "مباراة صفرية" يسعى النظام السياسي من خلالها إلى استغلال تحركات الطلاب المضادة وبعض الأخطاء التي ارتكبوها في الدعاية ضدهم من أجل تشويههم وتوجيه الضربات الأمنية القوية لهم بغرض إضعاف صوتهم "العالي" مع العمل في نفس الوقت على إيجاد بديل طلابي حكومي "تيار المستقبل أو جيل الوطني" أقوى من البدائل الأمنية والحكومية السابقة التي فشلت في مجاراة نشاط طلاب الإخوان في الجامعة.

مرسي ودعم الشرعية
أما بعد عزل الرئيس محمد مرسي سعى الطلاب التابعين لجماعة الإخوان الإرهابية إلى تحويل الجامعة لساحة حرب من أجل مناصرة رئيسهم المعزول ضد رغبة الشعب، وهو ما يطلقون عليه دعم الشرعية.

الجريدة الرسمية