«الجيش» فى مرمى الإخوان.. مسلم: محاولات «أخونته» لا يمكن إنكارها.. كاطو: من علامات يوم القيامة.. عز الدين: قياداته واعية لأى محاولات لتقسيمه.. جنيدى: تسعى لمخططها عبر الضباط الاحتي
أثار عدد من التقارير الصحفية المحلية والدولية بشأن محاولات الإخوان لبسط سيطرتها على المؤسسة العسكرية جدلا واسعا بين السياسيين والخبراء الاستراتيجيين، وبخاصة بعدما رصدت تلك التقارير عددا من الظواهر التى قالت إنه تأتى فى إطار سعى الجماعة لأخونة الجيش، وقالت: إن من ضمن هذه الممارسات تكثيف انضمام ضباط الاحتياط وإلحاق أبناء جماعة الإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية بالكليات العسكرية كما أخذت التقارير فى اعتبارها الإشاعة التى أطلقت فى الأيام الماضية عن إقالة الفريق عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع وهو ما اعتبروه «بالونة اختبار» لمعرفة ردود الأفعال فى حالة عزل السيسى واستبداله بأحد المنتمين لجماعة الإخوان.
من جانبه أكد اللواء طلعت مسلم الخبير العسكرى والاستراتيجى أن الحديث المثار فى الفترة الأخيرة عن أخونة الجيش المصرى ينطوى على قدر كبير من المبالغة وبخاصة أن سيناريو الأخونة لا يقع بين ليلة وضحاها وإنما يحتاج إلى ما يزيد عن الخمس سنوات وهى مدة قد لا تكملها جماعة الإخوان فى الحكم.
وعن التقارير الصحفية التى أكدت أن محاولات الأخونة بدأت من ضباط الاحتياط قال: "إن هؤلاء لن يمكنهم تغيير تركيبة القوات المسلحة، ولكن على الرغم من ذلك فلا يمكن إنكار أن هناك مجموعة من الإجراءات التى تشير إلى وجود محاولات للأخونة وتتمثل فى ظهور ما يسموا ضباط 9 أبريل كما يظهر فى احتمالية انتقال ظاهرة الضباط الملتحين إلى الجيش بعدما وصل إلى الشرطة".
وقال: "إن الجيش ليس جسدا واحدا حتى يمكن تغييره على الرغم من تأثر نفسية بعض الجنود والضباط بما يقال ليؤمنوا أن المؤسسة العسكرية أصبحت تابعة للجماعة الحاكمة، إلا أن الأمر لم يصل إلى القادة الكبار أمثال الفريق عبد الفتاح السيسى الذى وصف مؤخرا إشاعات الأخونة بأنها "مهاترات" حيث كان يقصد أن هذا الأمر لن يتم.
فيما أكد اللواء علاء عز الدين مدير مركز الدراسات الاستراتيجية بالقوات المسلحة سابقا أن قيادات الجيش واعية تماما لمحاولات أخونته؛ حيث إن أى محاولة للزج بعناصر تنتمى لجماعة الإخوان لتولى مناصب القيادة فى الجيش ستلاقى رفضا وعقابا لمن يحاول القيام بها، مشيرًا إلى أنه لا يمكن فرض أى شخص على قيادات القوات المسلحة، وبالتالى تعتبر جميعها كتلة واحدة متماسكة تدين بالولاء لقادتها.
وأشار إلى أن القوات المسلحة تؤكد على البعد عن التيارات الدينية والحزبية ومن ثم فإن كل من تظهر عليه علامات انتماء لأى تيار يوضع له عدد من المحاذير التى تمنعه من تولى القيادة؛ لأن النهج المتبع داخل الجيش هو تولى الأصلح وليس المنتمى للجماعة الحاكمة.
وأضاف أن هناك محاولات بدأت لأخونة الجيش بالفعل كان أولها الترويج بأن الفريق عبد الفتاح السيسى هو أحد قادة جماعة الإخوان، مشيرًا إلى أن جماعة الإخوان المسلمين تحاول الوصول للأخونة على المدى البعيد من خلال إلحاق أبناءها وأبناء الجماعات الإسلامية بالكليات العسكرية حتى يتمكنوا فى المستقبل من تولى المناصب القيادية وبذلك تحدث أخونة الجيش.
وقال الخبير الاستراتيجى اللواء عصام جنيدى: "إن جماعة الإخوان المسلمون تسعى إلى الضغط من أجل الوصول إلى أخونة القوات المسلحة وذلك عن طريق ضباط الاحتياط أو الحاق أبنائهم بالكليات العسكرية".
وأشار إلى أن الجيش هو من يستطيع التصدى لمحاولات أخونته؛ لأن قواعده قائمة على عدم الانتماء إلى تيار، وبالتالى فمن الممكن استبعاد من له تاريخ سياسى من الالتحاق بالكليات العسكرية وذلك بإبداء أى أسباب أخرى لأن القادة لن يسمحوا بالمذهبية الطائفية داخل صفوف جيش الوطن؛ وهو الأمر الذى ظهر من الجبهة المناهضة للإخوان والتى كونها الضباط المتقاعدون واشتركت فى اعتصامات التحرير بخيم باسمها.
وأضاف: "إذا كان الرئيس مرسى يثق بنسبة 90 % أن الجيش لن يتحرك ضده فإن الجيش نفسه يثق أن مرسى لن ينقلب عليه بنسبة 40 %"، معتبرا أن العلاقة بين الطرفين متوترة الآن ويظهر ذلك فى البيانات المتبادلة بين الجانبين وبالونات الاختبار التى أطلقت مؤخرا لمعرفة ردود الأفعال إذا ما تم إقالة الفريق عبد الفتاح السيسى.
وقال جنيدى: "إن هناك حربا معنوية منظمة ضد الجيش لإيهام أفراده بأن الجيش أصبح تابعا للسلطة". مؤكدا أن الإخوان هم أول من اخترع شعار "يسقط حكم العسكر" لتشويه صورة الجيش كما أنهم استغلوا شباب الألتراس مؤخرا للخروج بمسيرة أمام وزارة الدفاع وهى تهتف هذا الشعار.
وأكد اللواء محمد قدرى سعيد، رئيس وحدة الدراسات الأمنية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن القوات المسلحة سوف تتصدى لأى محاولات للأخونة داخل صفوف الجيش المصرى، مشيرًا إلى أن الأمر سيكون ظاهرا وسيتعرض من يحاول الترويج لأفكار جماعة الإخوان المسلمين والدعوة لهم سياسيا إلى التحقيق والمحاكمة.
وأضاف أن هناك إجراءات معروفة داخل المؤسسة العسكرية تمنع الانتماءات السياسية والحزبية بين صفوف أفرادها وبخاصة أن الجيش لن يسمح بانتشار ما يسمى «الأخونة» لأن ذلك معناه فتح الباب أمام توغل جماعات أخرى داخل الجيش مما يجعله منقسما إلى مجموعة من الانتماءات التى تقسم ولاء أفراده.
واعتبر سعيد أن قادة القوات المسلحة ليس لديهم أى تخوف من محاولات الأخونة إلا أنهم ينظرون إلى الأمر بحذر وترقب ولن يسمحوا بمظاهر الأخونة التى يتخوف منها البعض مثل انتقال ظاهرة اللحية من ضباط الشرطة إلى الجيش.
أما المحلل الاستراتيجى اللواء فؤاد فيود فقال: إن الأخونة ليست موجودة بين صفوف الجيش المصرى، وبخاصة أن المؤسسة العسكرية لها تقاليدها التى تحظر الانتماء لأى تيار سياسى كما أن صفوف الجيش تشمل أفرادا مسيحيين أو حتى مسلمين غير منتمين للإخوان، وبالتالى فالأخونة تعنى تشرذم الجيش وانقسامه بين تيارات مختلفة.
كما أكد على رفضه ما يقال عن أن أخونة الجيش بدأت بسبب السماح لأبناء الإخوان المسلمين بالكليات العسكرية. مؤكدا أن الانتماء للجماعة ليس «سبة» طالما أن الطالب ملتزم بالقواعد والتعليمات ولا ينادى بنشر أفكار الإخوان. مشيرا إلى أن الجيش لا يسمح بتدين أفراده وإنما يشجع عليه للارتقاء بأدائهم ولكن دون الانتماءات السياسية.
فى حين قال المحلل الاستراتيجى اللواء عبد المنعم كاطو: إنه لا يمكن أخونة الجيش على الإطلاق قائلا: "إن ذلك من علامات يوم القيامة". لأنه لا يمكن لأى فصيل أو تيار أن يسيطر على المؤسسة العسكرية التى تتمسك بتقاليدها التى ترفض الانتماءات السياسية.
موضحا بأنه لا يمكن القلق على الجيش وبخاصة أن وجود بعض الإخوان فى صفوفه لا يعنى أن اتجاه أفراده سيتحول من الوطنية إلى الأخونة؛ معتبرا المؤسسة العسكرية هى الوحيدة المتماسكة فى الفترة الحالية بعدما نجح الإخوان فى شق صف مؤسسة القضاء وتدنت حالة مؤسسات الشرطة والتشريع مثل مجلس الشورى؛ مؤكدا أن هناك محاولات لتوجيه ضربات نفسية لأفراد الجيش من أجل النيل من هذا التماسك.
وأكد كاطو على عدم وجود أى تخوف لدى قادة الجيش من محاولات الأخونة مشيرا إلى أن الإشاعة الأخيرة التى خرجت عن إقالة الفريق السيسى كانت نوعا من استطلاع الآراء وهو نوع "فاشل" جعل مؤسسة الرئاسة تعتذر بشكل غير مباشر من خلال بيانها الذى أكدت فيه على تجديد الثقة فى الجيش.