صاحب دار «نون» للنشر: المناخ الثقافي في مصر متخبط
- رشحنا عددا من إصدارتنا هذا العام لجائزة البوكر
- التزوير أكبر مشكلة تواجه دور النشر في مصر
- وزارة الثقافة تفتقد لخطة واضحة وحقيقية وطويلة الأجل
- الغالبية العظمى تتجه إلى روايات المتعة والتشويق هروبا من الواقع
- هناك فتوى من الأزهر تحرم شراء الكتب من المزورين
- دار نون أصدرت 50 عنوانا العام الماضى
- التزوير يعطل مسيرة نجاح الكاتب والناشر
- أطالب مجلس الشعب الجديد بوضع ملف النشر في الاعتبار
- أناشد عصفور وضع إستراتيجية حقيقة لحماية الكتاب والناشرين
صناعة الكتاب والتزوير والنشر مازالت من أكبر التحديات التي تواجهها دور النشر المصرية في إثراء الحياة الثقافية بكل جديد من ألوان المعرفة الأدبية والعلمية والاجتماعية... وهذا ما اعتبره حسام حسين صاحب دار "نون" للنشر والتوزيع خلال حواره مع " فيتو" من أكبر المشاكل التي تواجه النهوض بالوعي المجتمعي..
و إلى نص الحوار:
*بداية.. كيف تبلورت في ذهنك فكرة تأسيس الدار؟ ولماذا اتخذت هذا القرار؟
كنت أعمل مديراً عاماً لأحد دور النشر الكبرى 22 عامًا في مجال الفكر والثقافة ولي إسهامات كثيرة في إصدار أعمال إبداعية مهمة.. وبعد ثورة 25 يناير اعتنقت فكرا آخر بالنسبة للنشر حيث وجهت كل طاقتي نحو الشباب فوجدت مواهب عدة وحماسا وأقلام لا تقل أبدًا عن أقلام الكتاب الكبار، فبدأت أتابعهم بشكل آخر ولهم إسهامات ممتازة في مجال الأدب وخاصة أدب الرعب وما وراء الطبيعة وهو أدب جديد على الوطن العربي على سبيل المثال: الكاتب أحمد خالد توفيق رائد أدب الرعب في مصر والكاتب نبيل فاروق والكاتب وائل نصار ومن العنصر النسائي الكاتبة فاطمة ماضي والكاتبة شيماء محمود.
وعلى مستوى الأدب الاجتماعي الكاتب أحمد عبد المجيد صاحب رواية "ترنيمة سلام" الذي وصلت روايته إلى القائمة الطويلة من جائزة الشيخ زايد والكاتبة مروة سمير صاحبة رواية "خطايا الشهد".
وتنوع آخر مثل رواية" تراتيل العزلة" للكاتبة ليلى الشويشاني حيث تناقش روايتها موضوعا شائكا جدا عن "المثليين"، ورواية "أمل" للكاتبة السورية دينا نسريني تحكي مأساة سوريا حيث تتناول الموضوع بشكل إنساني رائع.
*ما هي طبيعة إصدرات الدار؟
الدار متخصصة في مجال الأدب وخاصة الروايات حيث إننا نؤمن أن الإبداع أساسه التخصص ونسعى لخلق شخصية مستقلة للدار بعيدًا عن محاكاة دور أخرى ونتبع سياسة البحث عن كل ماهو مبدع ويهم القارئ وقضايا السوق، أيضا لنا إسهامات عدة في مجال الصحة النفسية للطفل حيث أصدرنا 12 كتابا.
*كم عدد الكتب التي تصدر سنويا عن الدار؟
أصدرنا العام الماضي 50 كتابا وإلى الآن 70 كتابا معظمهم في مجال الروايات وجزء منهم في مجال الصحة النفسية للطفل، وهذا العام رشحنا عددا من إصدارتنا لجائزة البوكر وهناك ثلاثة أعمال حصلت على تقييم لجريدة الفجر من ضمن أحسن 20 رواية وهي: رواية "عهر مقدس" ورواية "ليليان" و"ترنيمة سلام".
*وهل تضع دار نون معايير للنشر؟ وما هي؟
دائما نبحث عن كل عمل جيد بغض النظر عن اسم معين ولكن تركيزنا أكثر على الشباب كما ذكرت ونؤمن بطاقتهم خصوصا أن هناك كتابا شباب في الأقاليم تعرضوا لظلم بين على أيدي "أشباه ناشرين" أو "أنصاف ناشرين" حيث إن الناشر الحق هو الذي يتمتع بالأمانة والمهنية وذلك بسبب سوء التخطيط والتوزيع، فالكاتب الشاب الموهوب في حاجة إلى تنظيم جيد ويكون سببا رئيسيا في نجاح كاتب معين.
إلى جانب أن العمل الإبداعي لابد أن يتضمن رسالة حقيقية وأن يكون سلوكة وألفاظه تتناسب مع جميع الفئات العمرية وحتى المواضيع الشائكة لابد أن تنتقي الألفاظ التي تتوافق مع الآداب العامة والأخلاقية.
*ماهي مشاكل النشر في مصر بشكل عام ؟ وحلها في رأيك؟
التزوير.. التزوير هو أكبر مشكلة تواجه دور النشر في مصر أو الوطن العربي عامة فهى تُعطل مسيرة نجاح الكاتب والناشر حيث أن المزور يُكبد الناشر ماديًا ويكبد الكاتب أدبيًا، فالتزوير (تصوير الكتاب) عملية منقوصة ومزورة ومكررة لأنها عملية عشوائية بحتة تهدف للربح فقط ،ويعتبر المشتري من المزورين مشارك في التزوير وهناك فتوي من الأزهر الشريف تحرم ذلك، فحقوق الملكية الفكرية في مصر مهدرة تمامًا، والقانون ضعيف وغير رادع وأناشد مجلس الشعب القادم تعديله وجعله أكثر ردعًا.
*كيف ترى المناخ الثقافي في مصر في الوقت الراهن؟
المناخ الثقافي في مصر متخبط وغير مستقر نتيجة افتقاد وزارة الثقافة لخطة واضحة وحقيقة وطويلة الأجل، وبصفتى ناشر أناشد دكتور جابر عصفور وزير الثقافة الحالى، بوضع إستراتيجية وحد للتزوير ومحاكاة أوربا في الثقافة وتبني الشباب الموهوبين وإحياء قصور الثقافة وتفعيلها وتخصيص ميزانية لها، فالثقافة استثمار صناعة حيث أن الأمم لن تنهض إلا بالثقافة.
*إلى أي مدى ترى الشارع المصري يقرأ؟ وما هي أولوياته في القراءة؟
المناخ السياسي يؤثر على المناخ الثقافي فالكاتب والقارئ يتأثر بالأحداث الموجودة.
إلى جانب كل فرع من فروع الثقافة له قرائه إلا أن الغالبية العظمى تتجه إلى الروايات للمتعة والتشويق، وأيضا هروب من الواقع للخيال، الكتب السياسية وذلك لأن المناخ السياسي الجديد بثوراته أدى إلى ظهور مصطلحات جديدة كالليبرالية والعلمانية والإمبريالية والتي استفزت جمهور القراء فبدأو يتجهون للبحث عنها.