رئيس التحرير
عصام كامل

ابني..إرهابي !


بيده خط مستقبله، وقرر أن يصبح إرهابيا، متصورا أنها فكرة، ومع الأفكار تولد القضية، ولكنها قضية مهزومة، لن يكون فيها سوى "فأر"، تطارده الأجهزة الأمنية، وأصبحت صورته منتشرة في الصحف ومواقع التواصل الاجتماعى، ستغمر عيون أمه دمعا يصنع نهرا كى يسبح فيه إسلام "ابن المدارس"، ليسبح فيه هو وأصدقاؤه، وسط جثث، ودماء، شارك فيها وصنعها بنفسه، وتباهى أمام الكاميرات أنه يشكل تاريخا مع تنظيم إرهابى، يرسم المنطقة من جديد. 

لا أعتقد أن أم "إسلام"  الداعشي  قد انهارت من السعادة، حين رأت صورة ابنها بجوار جثث مشوهة الوجه، وأخرى وهو يحمل السلاح، وأمهات تلعن "البطن اللى شلته"، مبسوط يا ابن بطنى؟!.. تتهرب الأم من روايات تطاردها ليلا، حين تنهار الأسئلة، وتنفجر علامات الاستفهام، وتقول "ابنى بقى إرهابي"، يزداد الألم، مع ذكريات عن الابن صاحب الميول الموسيقية "الروش". 

ابنى..عنقود السعادة..ثمرة ظهرى التي انتظرتها عقدين كاملين..فسدت..حين أينعت وقطفها تجار الدين الجدد..خلفاء الله في أرضه..مبروك يا أم إسلام ابنك إرهابي.. مبروك يا أم إسلام "ربيتى" ويا زين ما كبرتى "، ولدى كان حلمه أن يصبح موسيقيا، لكنه أصبح يلعب على أوتار قلوب ممزقة تنزف دما، من كثرة التمثيل بها.... وجثث نصفها طائر، وأرواح تائهة. 

إسلام الداعشي مؤمن أنه يؤدى رسالة سامية، عن اعتقاد وإيمان لا يتزحزح، ذات يوم سيكون هو الخليفة المنتظر، وسيقف يخاطب الناس من منبر في الموصل أو ربما بغداد، أو حلب، أو ريف دمشق، أو في جنوب لبنان، ليكون الخليفة أبو سلمة بن يكن، ليتردد اسمه في إرجاء البلاد، ويرسل رسائل لوالى عكا، وحاكم مصر، يطلب منهم الدخول في دين "داعش" وهو دين جديد، ما أنزل الله به من سلطان، هو دين أرضى، نزل عليه الوحى حين أراد أن يؤلف أغنية جديدة عن الراب، وأوحى إليه أن له شأنا عظيما، وعليه أن ينتظر، ويصبر، صبرا جميلا والله المستعان. 

الأخطر في موضوع أبو سلمة الداعشى أن يظن بعض من الشباب اليائس، أن يكون الأمر مغنما، فيصير الانضمام لداعش حلما يتمنوه، وما أكثر المحبطين في بلدنا، ويبقى التجنيد على مواقع التواصل الاجتماعى وسيلة كى تكون إرهابيا، وحين تسأل عن وظيفتك، قل إنك تنفذ أمر الله على الأرض. 
الجريدة الرسمية