روشتة علاج لتأهيل «أطفال التعذيب».. «خضر»: أمهات بديلة لتعويضهم..«عيسوي»: مبادرة «عين شمس» ومحاسبة الجاني هما الحل.. «هندي»: مكونات الشخصية للمعذبين ت
طرحت كارثة تعذيب أطفال دار "مكة" على يد مدير الدار بطريقة وحشية، شاهد وقائعها معظم المصريين على جميع القنوات الفضائية من خلال بث شريط فيديو، عدة أسئلة حول تأهيل هؤلاء الأطفال نفسيًا ؟ وهل ممارسة التعذيب عليهم يخلق منهم أناسًا مجرمين يخشاهم المجتمع؟ للإجابة عن هذه الأسئلة لابد من الرجوع إلى علماء الاجتماع والنفس لتشخيص الحالة..
الأمهات البديلة:
قالت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن ما حدث بدار الأيتام بالهرم من تعذيب الأطفال وانتهاك كل ما يتمتعوا به من طفولة هو جريمة في حد ذاتها وتشترك بها الحكومة أيضًا متثملة في وزارة التضامن الاجتماعى، مشيرة إلى أن المسئول الرئيسى عن هذا التضامن الاجتماعى.
وأضافت خضر أنه يجب تأهيل هؤلاء الأطفال نفسيًا وصحيًا واجتماعيًا، لافتة إلى أنه يجب وجود أمهات بديلة على الفور لمتابعة حالتهم وتعويض كل ما حرموا منه خلال فترة وجودهم بهذه الدار.
مبادرة لتأهيلهم نفسيًا بـ"عين شمس".
من جانبها أعلنت الدكتورة هبة عيسوى، أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس، عن مبادرة لتأهيل الأطفال الذين تم تعذيبهم في دار أيتام "مكة" بالهرم" نفسيًا.
وأكدت أن المبادرة مجانية دون أي تكاليف، على أن يتم إرسال الأطفال إلى المركز الطبى لقسم الأطفال للطب النفسى بمستشفيات جامعة عين شمس، مشيرة إلى أن هذه المبادرة لم تكن الأولى من نوعها، وأن الجامعة قامت بتأهيل العديد من الأطفال ضحايا العنف.
المحاسبة هي الحل
كما أكدت العيسوى أنه توجد عدة نقاط مهمة لتأهيل الأطفال المعذبين في دار "مكة" للأيتام بالهرم، أولها تغيير الدار التي عذبوا بها ووضعهم في دار أفضل.
وأضافت عيسوى يجب تعريضهم إلى طبيب نفسى لاكتشاف جميع المشاكل التي يعانون منها والوصول إلى حلول، لافتة إلى أنه يجب أن يتحدث الأطفال على مشاكلهم والإفصاح عنها بكل حرية حتى وإن بالغوا بها، وأن يتعاملوا مع الطفل بأنه ضحية وليس جانيًا.
وأشارت أستاذ علم النفس إلى أنه يجب إدراك الأطفال أن ما حدث لهم هو استثنائى وهل يتكرر، مطالبة بعقاب الجانى وإخبارهم بذلك حتى يدركوا أن من يخطئ يحاسب حتى لا يشعر الطفل بعجز وغياب العدالة.
مكونات الشخصية
كما أكد الدكتور وائل هندى، أستاذ علم النفس بجامعة الزقازيق، أن تعذيب الأطفال جريمة وتحاسب عليها الدولة والجانى، لافتًا إلى أن ما شاهدناه بالفيديو يحدث من آباء أيضًا، وأن العيب هنا فى الشخصية المكونة بالمجتمع.
وأضاف أن كل الأطفال الذين عذبوا يختلفون من حالة لأخرى على حسب مكونات الشخصية لكل منهم ويجب أن يتم وضعهم بمراكز اجتماعية جماعية لإعادة تأهيلهم نفسيًا.