رئيس التحرير
عصام كامل

أعتذر عن عدم الكتابة


بعد شد وجذب ومشاجرة عنيفة مع نفسى قررت عدم الكتابة، نحن كمن يحرث فى البحر، نقول النصائح الصادقة، المخلصة لله والوطن، من قلوبنا، ولا أحد يستجيب.

الإخوان كرهونا فى حياتنا، والعيشة واللى عايشينها، ما من عهد أو وعد قطعوه على أنفسهم، من أكبر رأس فى البلد حتى أصغر شاب فى شعبة بقرية، إلا أخلفوه، واعتبروه كأن لم يكن، لذا قررت الاعتذار عن عدم الكتابة.
والكارثة الكبرى أنهم يتبعون سياسة الإقصاء والتهميش مع الجميع، حتى مع حلفائهم من السلفيين والجماعة الإسلامية، على اعتبار أنهم جميعًا خرجوا من عباءة الحركة الوهابية، التى أطلقها محمد بن عبد الوهاب فى الدرعية – إحدى ضواحى الرياض – وكان ابن عبد الوهاب قد عقد اتفاقًا مع الأمير سعود الكبير، الذى سميت المملكة باسمه فيما بعد، للهجوم على القبائل العربية فى الحجاز ونجران والهدى والطائف وغيرها، للخضوع لابن سعود تحت ستار الدين، من خلال الوهابية، أى أنها حركة نفعية، انتهازية، وتتطور الأمور ليخرج الإسلاميون المصريون من عبائتهم، ليمارسوا ذات الانتهازية والنفعية، لذا قررت الاعتذار عن عدم الكتابة.
ثم يعقد الإخوان الصفقات على حساب الشعب، مع قوى الخارج والداخل، ومع طنطاوى وعنان، اللذين قدما لهم حكم مصر على طبق من ذهب، مقابل الخروج الآمن لهما، وقد كان، ثم يطلقون الوعود بأن مصر سوف تكون أغنى دولة فى المنطقة، بعد ضخ الإخوان 200 مليار دولار فى شرايين الاقتصاد المصرى، وبعد استيلائهم على السلطة بدأوا يتسولون القرض من البنك الدولى، ومن دولة قطر العظمى وينحنون لها، وقد مسحوا بكرامة مصر الأرض، مصر التى منحت المعونات والهبات والتبرعات لدول الخليج كافة قبل الحقبة البترولية التى سوف تنتهى عاجلاً أو آجلاً ، لذا قررت الاعتذار عن عدم الكتابة.
ثم استخدامهم ميليشياتهم فى قتل الثوار والتنكيل بهم، وعندما يفتضح أمرهم يتمسحون فى الثورة، كامرأة سيئة السمعة تتشدق دومًا بكلمة "الشرف"، لذا قررت الاعتذار عن عدم الكتابة.
وأخيرًا يحاولون هدم المؤسسة العسكرية، بإطلاق الشائعات، وهم بذلك كالعنز الذى يقرر قتال الأسد، هل بعد ذلك ما يدعو إلى الكتابة؟
وإلى مقال الغد بإذن الله.
الجريدة الرسمية