الحجاج والبغدادي اشتركا في قتل المسلمين فقط.. "داعش" لم تقتل جنديا أمريكيا.. وطائرات البنتاجون التي تحلق في سماء العراق لم تقصف عناصرها.. والتنظيم "كرَّه" المقبلين على الإسلام في الدين الحنيف
صحيح أن التاريخ شهد مجازر لا يستطيع أحد إنكارها ومازال العالم يخلد ذكراها ارتكبتها شخصيات دموية قتلت ملايين البشر بطرق بشعة مثل الحجاج بن يوسف ومنغستو هيلا مريم الذي أفتك بـ1.5 مليون شخص في أثيوبيا و كيم إل سونغ زعيم كوريا الشمالية الذي قتل أكثر من مليون ونصف شخص والسلطان العثماني أنور باشا أباد أكثر من 2.5 مليون نسمة من الأرمن والأشوريين وأدولف هتلر قتل 17 مليون شخص والتاريخ حافل بالمزيد ولكن أليس تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام "داعش" يرتكب ذات المجازر البشعة الموثقة بالصور والفيديوهات ويصمت العالم ولا يتحرك لوقف تلك المجازر.
قتل الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش مئات الآلاف من العراقيين وشرد أضعافهم في سبيل تخليصهم من الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وادعى أن صدام ارتكب مجازر ضد شعبه ويمتلك الأسلحة النووية التي تهدد حياة البشر وأن قيم ومبادئ الولايات المتحدة تحكم على واشنطن التحرك لإسقاط هذا الديكتاتور ونشر الديمقراطية في بلاد الرافدين و الآن تغلق واشنطن والعالم أجمع أذنيها وبصرها عن الجرائم المرتكبة في حق البشارية على يد قوم غذاؤهم رؤية الدماء و إشباع شهواتهم .
يتساءل الكاتب الصحفي عبد الباري عطوان في مقاله لماذا لم يضع الرئيس باراك أوباما جميع الخيارات، بما فيها الخيار العسكري، على الطاولة لضرب الدولة الإسلامية (داعش) ؟ ويجب أننا أمام "مؤامرة" ثالثة، غير المؤامرة الأولى في سورية، والثانية في العراق هذه المؤامرة الثالثة هي لزيادة قوة وحرارة لهيب الحرب الطائفية التي اشتعلت وستحرق المنطقة كلها، بما فيها إيران وتركيا، وليس الدول العربية وحدها، ولن تفرق نيرانها بين شيعي وسني فالكل سيكون حطبها والأيام بيننا.
في السياق ذاته يقول نبيل نعيم، الباحث القيادي السابق في الجماعات الإسلامية، إن الهدف من تأسيس داعش هو تبغيض العالم من الإسلام وذلك بعد انتشار الإسلام بين الأمريكيين والأوروبيين بطريقة كبيرة خلال السنوات الأخيرة.
وأضاف نعيم أن داعش التي تدعمها الإدارة الأمريكية، على حد قوله لم تقتل أو تذبح أمريكيًا واحدًا ولم تهاجم أيًا من المعسكرات الأمريكية في العراق.
ولفت إلى أن الطيران الأمريكي الذي يحلق بالمنطقة العربية لم يقصف فردا واحدا من داعش مشيرا إلى أن غرض أمريكا من دعمها لداعش هو إشعال نار الفتنة بين السنة والشيعة لتكريس الفرقة بينهما لتقسيم العراق.
ولا شك أن الولايات المتحدة الأمريكية تطمح في استغلال داعش والحركات الأخرى في ليبيا في ترهيب الدول العربية حتى تعود لواشنطن طالبة السلاح لتدفع مليارات الدولارات تنعش بها اقتصادها وتطرح نظريتها المزعومة أنها هي التي تحمي استقرار الدول لذا يجب أن يبقى الجمبع تحت نفوزها وإلا داعش أنصار الشريعة سيكونون البديل.
استغلت واشنطن فكرة تنظيم القاعدة وعملت على تقسيمه ودفعه نحو البلدان العربية بعد أن كان موحدا في كيان واحد في دولة واحدة بأفغانستان لضرب أمريكا أصبح منتشرا بعشر دول عربية وإسلامية يقتل أبناءها ويزعزع استقرارها.
كشف موقع "فورث ميديا" الإخباري الصيني في تقرير له الشهر الماضي عن دور السفارة الأمريكية في أنقرة في قيادة قوات "داعش" في العراق.
وقال الموقع، إن "الضوء الأخضر قد منح لتنظيم "داعش" بهدف تدمير العراق وتوسيع رقعة الحرب في سوريا إلى حرب كبيرة في الشرق الأوسط في نوفمبر 2013".
لا تختلف مجازر أمير داعش البغدادي والحجاج ابن يوسف من حيث البشاعة وعدد القتلى في شيء بل اشتركا في القتل سويا في قتل المسلمين وتخويفهم وترهيبهم.