رئيس التحرير
عصام كامل

يوم رئاسي ساخن.. «السيسي» يتابع الأوضاع في غزة.. ويلتقي وزير خارجية الصين لبحث الشراكة بين البلدين.. يطالب وزير التموين بتوفير السلع للمواطنين.. ويستقبل رئيس «بلومبرج» لتنفيذ ثلاثة

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي

بدأ الرئيس عبد الفتاح السيسي يومه الرئاسي بمتابعة الأوضاع في غزة؛ حيث أجرى عددا من الاتصالات على كافة الأصعدة الإقليمية والعالمية، كما استقبل بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة وانج يي وزير خارجية جمهورية الصين الشعبية بحضور سامح شكري، وزير الخارجية، والسفير سونج أيجو، سفير جمهورية الصين بالقاهرة، وشين أكسيودونج، مدير عام إدارة غرب آسيا وشمال أفريقيا بالخارجية الصينية.


أكد السفير إيهاب بدوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن وزير الخارجية الصيني جاء إلى مصر حاملا رسالة شفهية إلى الرئيس السيسي من نظيره الصيني "شي جين بينج"، تضمنت تجديد التهنئة على تولي الرئيس منصب رئيس الجمهورية، والإشادة بدوره خلال المرحلة الراهنة وجهوده الحاسمة لتحقيق الاستقرار في مصر، مؤكدا دعم بلاده للجهود المصرية المبذولة لتحقيق التهدئة والهدنة في قطاع غزة، داعيا الرئيس زياة الصين.

فيما أضاف الوزير الصيني: إن بلاده تقدر أن تطوير علاقاتها مع مصر من منظور إستراتيجي بعيد المدى، لا سيما أن تحقيق الاستقرار في مصر يمثل ركيزة لاستقرار المنطقة.

كما استعرض تجربة بلاده خلال العقود الثلاثة الماضية لإرساء الاستقرار السياسي لتحقيق التنمية الاقتصادية، معربًا عن ثقة بكين في استئناف مصر لدورها التقليدي في محيطها الإقليمي والدولي.

وأوضح بدوي أن الرئيس طلب نقل تحياته وتقديره إلى الرئيس الصيني، مشيرا إلى أن مصر التي كانت من أوائل الدول التي اعترفت بجمهورية الصين الشعبية، وتثمن وتقدر مواقف الصين إزاءها، وذلك ليس فقط على مدى السنوات الثلاث الأخيرة، وإنما طيلة العقود الماضية.


وفيما يتعلق بتطورات الأوضاع في قطاع غزة، أشار الرئيس إلى الجهود والاتصالات التي توليها مصر لوقف القصف وتحقيق التهدئة حقنا لدماء الأبرياء من الأشقاء الفلسطينيين، بما في ذلك المساعي المصرية لاستضافة وفود الطرفين في القاهرة للتباحث بشأن وقف إطلاق النار.

من ناحيته أكد وزير الخارجية الصــيني دعم بلاده الكامل للمبادرة المصــرية لوقف إطــــلاق النار في غـــزة، ورغبتها في بدء مفاوضات جادة بالقاهرة، معربا عن أسف بلاده لانهيار الهدنة المؤقتة التي كان يتعين أن تستمر لمدة 72 ساعة، ومجددًا عدم قبول بلاده لقتل الأبرياء.

وفي الشأن المحلي، استعرض الرئيس تطورات الأوضاع بدءا من إقرار الدستور الجديد، مرورًا بإنجاز الانتخابات الرئاسية، ووصولًا إلى الاستعدادات الجارية لإجراء الاستحقاقات البرلمانية، ليكتمل بذلك البناء التشريعي والديمقراطي للدولة المصرية، مؤكدا حرص مصر على تحقيق التوازن فيما بين الاستقرار والأمن وبين حقوق الإنسان.

وعلى صعيد مكافحة الإرهاب شهد اللقاء تناولا للأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، لاسيما في كل من ليبيا والعراق وسوريا، فضلا عن الأوضاع في بعض دول القارة الأفريقية التي تعاني من ويلات الإرهاب، وقد أثنى الوزير الصيني على الدور الذي قدمه السيسي لتجنيب مصر مصير مماثل.

وفي ختام اللقاء، أشار الوزير الصيني إلى أنه سينقل وجهة النظر المصرية إزاء مختلف الموضوعات التي تم التباحث بشأنها إلى الرئيس الصيني، مؤكدا أن بلاده تتفهم الاهتمام المصري بمكافحة الإرهاب، وذلك في ضوء خبراتها الذاتية في التعاطي مع مخاطره على الدول والمجتمعات.

كما نوّه إلى التعاون المصري / الصيني لتطوير وتنمية منطقة شمال غرب خليج السويس، الذي وفر ستة آلاف فرصة عمل، وكذا إلى مشروع السكك الحديدية في العاشر من رمضان، مشددا على حرص بلاده على تدعيم علاقاتها الثنائية مع مصر في شتى المجالات، وبصفة خاصة في المجالين الاقتصادي والاستثماري.

لقاء موسع مع وزير وقيادات التموين

كما أجرى السيسي، اليوم لقاءً مطولًا مع مجموعة موسعة من قيادات وزارة التموين، وذلك بحضور د. خالد حنفي وزير التموين والتجارة الداخلية.
وحرص الرئيس خلال اللقاء على استعراض الأوضاع الداخلية، والعديد من الشواغل المصرية، كما تناول الاجتماع عددًا من التحديات التي تواجهها وزارة التموين في مجال عملها، إلى جانب استعراض عدد من النجاحات التي حققتها في الفترة الماضية.

وشدد السيسي، على أهمية الدور الذي تلعبه وزارة التموين تجاه البسطاء ومحدودي الدخل، مؤكدًا أن هذا اللقاء يعد أول لقاء يعقده الرئيس مع قيادات إحدى وزارات الحكومة المصرية، ومقدمًا الشكر لقيادات الوزارة للجهد الواضح الذي بذلوه في الفترة الماضية، ومطالبًا إياهم بالمزيد من العطاء.

وأكد خلال اللقاء أهمية اضطلاع الوزارة بمسئولياتها على مستوى توفير السلع الأساسية للمواطنين، آخذًا في الاعتبار الجودة والسعر المناسبين، وأن تدعم الوزارة من قدراتها على الاستجابة السريعة لاحتياجات المواطن المصري التموينية من خلال توفير السلع البديلة.

فيما عبر الحضور عن تقديرهم وامتنانهم للرئيس، وحرصه على الاجتماع بهم، مؤكدين عزمهم الكامل على استمرار بذل الجهود من أجل توفير الاحتياجات التموينية للمواطن المصري.

تنفيذ ثلاثة مشروعات عملاقة 

كما استقبل الرئيس السيسي، اليوم بمقر رئاسة الجمهورية، فيليب بلومبرج، رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات "بلومبرج"، وذلك بحضور الدكتور خالد حنفي، وزير التموين والتجارة الداخلية، وديفيد بلومبرج، العضو المنتدب لبلومبرج غرب أفريقيا، وكريستيان راث، النائب الأول لرئيس الشركة.

واستهدف اللقاء استعراض ومناقشة ثلاثة مشروعات رئيسية، تتضمن إنشاء الشركة لأول مصنع لتكنولوجيا التخزين واللوجستيات في الشرق الأوسط، والذي سيخدم السوق المحلية، ويحقق التكامل مع المشروع الوطني الخاص بتنمية محور قناة السويس، فضلا عن توفير فرص التصدير للدول العربية والأفريقية، وتبلغ قيمة استثمارت المشروع المباشرة 100 مليون دولار.

كما تضمنت المناقشات أيضا المشروع الخاص باستبدال الشون الترابية بشون حديثة تعتمد على التكنولوجيا المتطورة، التي أُعدت خصيصا لتناسب ظروف الإنتاج والتداول؛ حيث تستخدم في تخزين الحبوب والأقماح، بما يوفر أكثر من 30% من محاصيل الحبوب، أي 1.2 مليون طن، التي كان يتم إهدارها نظرا لظروف سوء التخزين والتداول، وذلك بتكلفة إجمالية 1.7 مليار جنيه.

أما المشروع الثالث فيستهدف إقامة عشر مناطق لوجستية ـ كمرحلة أولى ـ بغرض تجهيز وتخزين وحفظ المنتجات الزراعية من الحبوب والخضراوات والفواكه، لتجنب إهدار 40% من هذه المحاصيل، فضلا عن إتاحة الفرصة للتحكم في الأسعار عبر تخزين هذه المنتجات، وإعادة طرحها في الأسواق لضبط الأسعار ومكافحة الغلاء، علما بأن هذه المشروعات الثلاثة كانت محل دراسة في وزارة التموين والتجارة الداخلية، خلال الأشهر الثلاثة الماضية.

وأكد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن السيسي أبدى ترحيبه بهذه المشروعات، معربا عن تطلعه لتنفيذها في أقرب وقت ممكن، ولا سيما مشروع إنشاء الشون المتطورة الذي يتعين تنفيذه قبل انتهاء موسم الحصاد الحالي (نهاية مارس/ أوائل أبريل 2015)، مشيرا إلى أن هذه المشروعات تخدم القطاع الزراعي، وتصب في صالح المواطن المصري البسيط والوفاء بمتطلباته من الغذاء، فضلا عن توفيرها لفرص العمل وضبط الأسعار، وتوفير مختلف أنواع الأغذية على مدى العام، وتجنب إهدار الحاصلات الزراعية بسبب سوء التخزين والتداول

وأضاف: إن المشروعات الثلاثة سيتم تنفيذها في إطار منظومة متكاملة تستهدف أيضا استضافة مصر لأول بورصة سلعية للشرق الأوسط، بما يجعل من مصر مركزا لتداول الحبوب والاقماح والمنتجات الزراعية، وذلك على غرار بورصات السلع العالمية الموجودة في كل من الولايات المتحدة وأوربا.

من ناحيته أشاد رئيس مجلس إدارة مجموعة "بلومبرج" بالقرارات الاقتصادية التي تم اتخاذها في الآونة الأخيرة، سواء فيما يخص تخفيض الدعم أو تنظيم إجراءات الطعن على عقود الدولة، مؤكدا أنها قرارات إيجابية وجاذبة للاستثمار، وكانت ضمن الأسباب المباشرة التي شجعت المجموعة على المضي قدما في الإقدام على تنفيذ مثل هذه المشروعات العملاقة في مصر.



الجريدة الرسمية