رئيس التحرير
عصام كامل

سر تحول إسلام يكن من هاوٍ لـ"الراب" إلى عضو بـ"داعش".. طبيب نفسي: ضحية لأزمة الهوية التي تبدأ في المراهقة.. وأستاذة اجتماع: عدم تمكين الشباب يحولهم لإرهابيين

 الشاب المصري إسلام
الشاب المصري إسلام يكن

بين ليلة وضحاها أصبح الشاب المصري إسلام يكن أو أبو سلمة كما أطلق على نفسه حديثًا لمواقع التواصل الاجتماعي، فالشاب الذي تخرج من مدارس "ليسيه الحرية" ابن مصر الجديدة تحول فجأة إلى داعشي، ينشر صورته متفاخرًا مع رءوس مقطوعة، معلقًا عليها بجملة "لحمة رأس" كما نشر عدد من الصور الأخري كتلك التي نشرها يوم العيد في "الرقة" بسوريا على ظهر حصان ويحمل سيفا معلقًا عليها بعبارة "اولد ستايل" وبعدها صورة أخرى له على ظهر دبابة.


وإسلام يكن لم يختلف عن أي شاب مصري عادي، فقد تخرج في ليسيه الحرية بهليوبوليس مصر الجديدة عام ٢٠٠٩، ثم درس في كلية حقوق جامعة عين شمس وتخرج فيها عام ٢٠١٣، سافر بعدها إلى سوريا للقتال مع المعارضة المسلحة ضد نظام بشار الأسد، ومنها التحق سريعًا بصفوف "داعش" وعرف عنه بولعه بالراب، بالإضافة إلى العديد من صوره التي كانت منشورة له قبل سفره لسوريا، والتي منه صور خارجة كتلك التي يظهر فيها ملتفًا بمنشفة بعد استحمامه ونصفه الأعلي عاريًا، وذلك قبل إغلاق كل حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي عدا حسابه على "تويتر" الذي نشر عليه صوره في سوريا بعد تغيير اسمه إلى أبو سلمة، حيث قام فقط بتعديل إعدادات الأمانة لتصبح تغريداته خاصة، ليصبح السؤال كيف تحول إسلام إلى داعشي؟

من جانبه قال الدكتور محمد هاشم بحري أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر إن حالة "إسلام يكن" تعد مثالا حيا يثبت أن التطرف ليس له علاقة بالمستوي الاجتماعي، أو المستوي المادي أو التعليمي.

وأضاف بحري أن إسلام وما انتهى إليه مصيره هو نتيجة لأزمة نفسية مشابهة لأزمة منتصف العمر، وهي أزمة الهوية التي تأتي في الفترة العمرية بين 16 و20 عامًا حيث يبدأ الإنسان في هذا السن في البحث عن هوية وقيمة لها ويبدأ في طرح الأسئلة الوجودية مثل قيمة الوجود، ووجود الله، وقيمته أو دوره في الحياة، ويحاول إيجاد قيمة أو دور يتعلق بسبب وجوده، ويبدأ التطرف الديني أو الإلحاد في تلك الفترة، وفي حالة يكن فقد أراد أن يكون مثل المهدي المنتظر وعالم دين لا يشق له غبار إلا أنه لا يملك مقومات هذا من قراءات وعلم غزير فقرر سلوك الطريق الأقصر وهو حمل السلاح الذي يعطيه سلطة القوة وسلطة.

وشدد بحري على أن أمراض أزمة هوية تكثر في الأسر المفككة، وكذلك في الأسر ذات التاريخ في المرض النفسي، مشيرًا إلى أن مواجهة هذه الأمراض تبدأ بتكاتف جهات الدولة المختلفة من وزارة أوقاف وإعلام ومؤسسات دينية لنشر الفكر النقدي بالإضافة إلى تغيير مناهج التعليم لتربية الأجيال على الفكر النقدي وطرح الأسئلة عن أي أفكار في عقل الشاب وهو ما يسمح بكشف المرض النفسي سريعًا وعدم السماح للأفكار المتطرفة والشاذة بالتغلغل في عقل الشباب وتركهم ضحية لها.

فيما قالت الدكتورة سوسن فايد أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية إن حالة إسلام تمثل أزمة العديد من الشباب في المجتمع، وناتجة عن عدم تمكين الشباب وعدم وجود دور حقيقي لهم يدفعهم لقبول أي عرض لتحقيق ذاتهم.

وأضافت أن هذه الجهات تخدع الشباب بتقديم دور لهم، رغم أنها تستغلهم لتحقيق أهداف سياسية خاصة، وتقنعهم بأنهم يغيرون العالم إلى الأفضل، ويعلى قيمة الدين وكلمة الله في الأرض، وهنا تشبع تلك المنظمات رغبة الشباب في تحقيق ذاتهم، ومنحه سلطة تشعره بأن له دورا بدلًا من كونه لا قيمة له.
الجريدة الرسمية