البحث عن الشركاء
يتساءل العالم الآن..هل حق إسرائيل في البقاء مرتبط بذبح المدنيين؟ الكل يعرف أن إسرائيل تملك القوة ولكن بدأ العالم ينتبه أن فلسطين تملك الحق. وأن سقوط المدنيين كضحايا أصبح أكثر قدرة وقوة من إطلاق الصواريخ أو صدها. وفي 21 يوليو الجاري أعلن مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إدانته للعمليات العسكرية الإسرائيلية واتساع العنف وخرق القانون الدولي لحقوق الإنسان والاعتداء على الحرية وعلي حقوق المجتمع الدولي. هناك متغيرات ليس في صورة الإعلام الدولي فقط ولكن أيضا في جهات التشريع الدولية لتدفع بالقانون بالحكم على القضية الفلسطينية.. ويتأرجح ميزان القوى.
إن مصر تدفع ثمنا للحرب، نظرا لارتباط المصالح ولا يمكن أن تقوم في مصر تنمية وتقدم بينما تشتعل على حدودها حرب غير إنسانية، إن غزة جزء من مستقبل مصر، لسنا مفصولين ولا يمكن أن نقف صامتين، ونحن أصحاب البدائل عندما تتوقف القوى الأخري عن تحقيق المصلحة للشعب الفلسطيني. وقد لاحت لمصر فرصة أخرى بالعودة إلى القانون الدولي وهي صاحبة الخبرة الطويلة في عدم التحدث بالتمييز وفرض الإرادة بالحوار وتحقيق الانسحاب بالتفاوض وطرح المسائل..ولمصر القدرة على إنارة الطريق للسلام والنقاش.
ولكن إلى من نتحدث؟ بعد أن أثبت نتنياهو وحكومته وجيشه بما يقترفه من جرائم ضد الأبرياء أنهم جماعة إرهابية لا تعترف بالدولة الفلسطينية ولا تريد إنهاء الاحتلال ولا تعمل بالقيم اليهودية، واليهود خير من يعرفون أن العالم خرج من مأساة الهولكوست. ليس فقط بأن هناك إرهابيين وأشرارا ولكن هناك أناس حولهم تركوا الأشرار يحرقون ويدمرون، ومن هنا علينا التحدث إلى الشعب الإسرائيلي وإعادة بنائه نحو عدالة القضية الفلسطينية، بعد أن أدركنا أن تصاعد الكراهية ليس في صالح أي طرف، وأن مواجهة التغيرات وتحديث الفكر وأدوات العمل هو الطريق للوصول إلى عقل التنظيم القانوني الدولي.
لقد لعب الإعلام الاجتماعي دور مهم في إظهار مدي بشاعة صور القتل والتدمير، فهل نستطيع أن نستخدمه الآن لشن حمله لفرض السلام قد تكون الأصعب بما يحمله المتطرفون على الجانبين من اتهامات سابقة التجهيز بالخيانة والعمالة والاستسلام؟ قدم نفسك وخاطب الصحافة والمؤسسات والهيئات الإسرائيلية بعد أن تحدد لنفسك نهاية لما ترضي به بأن فلسطين عربية والقدس عاصمة لها وأن المقاومة شرف والمخاطبة وفرض السلام معركة أخرى لابد من خوضها حتى نوقف الاعتداء، أخلص النية والعزم وتسلح بالحقائق بعد أن أصبح الخصام غير مجد يترك المجال فقط لصوت التطرف أن يكون وحده هو المخاطب للشعوب، ابحث في الجانب الآخر عمن يمكنه أن يكون شريكا لك في السلام وحتى لا نتوه في البحث أدلكم على بعضهم.
أمنون ابراموفيتش: جندي أصيب في حرب السويس ومازال تحت العلاج إلى الآن ويعمل في التليفزيون الإسرائيلي القناة الثانية وعند خروجه من الاستوديو بعد تحليله الرافض لقتل الفلسطينيين وهو الجندي الذي يعي أن الأمن يأتي فقط من إعطاء الحقوق..اعتدي عليه المتطرفون وتمنوا له أن يكون قد دفن في رمال سيناء.
ايبا أور فتاة إسرائيلية في عمر الزهور كتبت مقالا في جريده الوشنطن بوست تعلن فيه رفضها الانضمام إلى صفوف المجندين في الجيش الإسرائيلي هي و56 آخرين حتى لا تشترك في جريمة القتل التي يرتكبها الجيش ضد الفلسطينيين الأبرياء.
يوناثان شابيرا الطيار الإسرائيلي الذي رفض أن يعتلي طائرته ليضرب بها مساكن الأطفال والذي سار في مسيرة من نحو 3 آلاف في الأسبوع الماضي تجوب ميادين تل أبيب للتنديد بقتل الفلسطينيين، أن مقاطعة هؤلاء وغيرهم كثيرون من فلسطيني 48 أصبحت تلقى عبئا ثقيلا عليهم في مواجهة المستوطنين والمتطرفين..أن عدم قبول وقف إطلاق للنار وعدم الدخول في حوارات ومباحثات لإيقاف نزيف الدم وعدم الجهر بالدعوة للسلام لا يجدي سوي إهدار دم الشهداء.