وزارة.. ولامؤاخذة!
هل تعرفون حاتم صالح؟ أنا شخصيا لا أعرفه كما لا أعرف وزيرا فى حكومة هشام قنديل، ليس من فرط جهلى ولكن لأننى لم ار أمارة أحفظ من خلالها اسم وزير منهم.. فقط أتذكر اسم هشام قنديل بعد أن تحول فى ذهنى إلى واحد من أعمق صور الخجل.. نعم أخجل كلما رأيته، بعد أن أكد لى قريبون أن مصر العظيمة وصل بها الحال ليصبح واحدا فى ضحالة وضآلة وسطحية هشام قنديل رئيسا لوزرائها.
لم يرد اسم حاتم صالح فى الأثر، وإنما جاء ومن ورائه تصريح يقول فيه لافض فوه: «الحكومة الحالية حققت إنجازات كبيرة»، وأضاف: «سنسلم الراية لأى حكومة قادمة ونحن مرفوعو الرأس»، أى والله قال ذلك دون تردد، أو خجل، أو حتى ورع، أو خوف، أو وجل، أو حتى رهبة من أن يسأله سائل: عن أى إنجازات تتحدث؟!!
حاتم صالح، والعهدة على الرواة يعمل وزيرا للصناعة.. نعم.. وزيرا للصناعة، التى نصنع منها كراتين البيض، وبالونات عيد الميلاد، وقليل من أطباق البلاستيك، وأخيرا نعد من أمهر صناع أم على، وهى لمن لا يعرف نوع من الحلويات أحبه كثيرا لأنه من مصانعنا!!
اتفق مع المستوزر علينا للصناعة، أن الحكومة التى ينتمى إليها سيادته صنعت معجزات وإنجازات ليست لنا، وإنما قدمتها هدية على طبق من ذهب منجم السكرى للصديقة الوفية للإخوان، وكل من على شاكلتهم إسرائيل، نعم قدمت هذه الحكومة أهم إنجازات فى عصر نتنياهو.. إسرائيل خفضت تسليحها العسكرى بعد أن أطمأنت إلى أن النظام فى مصر صنع التناحر، والتقاتل، وورط جيش بلاده فى معارك داخلية، وإسرائيل فى عصر حكومة حاتم صدرت بـ ١٨ مليار دولار منتجات زراعية، وحكومة سيادته دفعت الفلاحين لإلقاء اليوسفى والبرتقال فى الترع، وهددتهم فى أقواتهم، وأراضيهم، ورفعت من أسعار الأسمدة، فأصبحوا لا زارع، ولا صناع، لا مصدرين ولا منتجين ولا حتى بنى آدمين.
حكومة سيادته صنعت طوابير على السولار، وهربته عبر أنفاق الأصدقاء إلى غزة، وما أدراك ما غزة .. غزة التى يعانى سكانها من الموت حصارا، بينما يعيش رفاق مرسى من حماس على سولار مصر، وسلع مصر، لا من أجل مواطنيهم، ولا من أجل دولتهم ولكن من أجل التنظيم .. كل من فى غزة يعيشون الموت يوميا إلا أعضاء التنظيم .. تنظيم مرسى وهنية.
ومن إنجازات حكومة قنديل، ثلاثة أرغفة لكل مواطن لا يعرف من الطعام إلا خبز الحكومة، المطعم بسوس السرطان، ودود الأراضى القاتلة.. حكومة قنديل اختارت للفقراء الموت جوعا، بدلا من الموت بالسرطان
وجعلت إسرائيل واحة للديمقراطية، بعد أن أرست مبادئ الديمقراطية الإخوانية الخالصة.. حكومة النظام الجديد، جعلتنا أضحوكة بين الأمم، وحولت مصر لدولة متسولة، فاشلة، متخبطة،لا تملك من الاحتياطى النقدى ما يكفيها ثلاثة أشهر حتى كتابة هذه السطور.
ومن حق حكومة قنديل أن تسلم الراية وهى مرفوعة الرأس، بعد أن سلمت البلاد للخراب، فأطمأن عدونا فى تل أبيب، وظل يضرب يمينا ويسارا، يهاجم سوريا ويهاجم إيران، ويقتل أبناء الشعب الفلسطينى كما لم يفعل من قبل، فى ظل حكومتك الرشيدة تحولت إسرائيل إلى عملاق، بعد أن «قزمتم» مصر(قلصتم دورها) وحاصرتموها، وقتلتم كل أمل حاول شبابها غرسه.
ولحكومتك الرشيدة مفاخر، من نوعية السماح للصديق نتنياهو بتركيب حساسات للتجسس على حدودنا، رفض مبارك السماح لهم بتركيبها رغم ضغوط واشنطن لسنوات طويلة، ولعل من إنجازات حكومة الأخ حاتم مطاردة رأس المال الوطنى والأجنبى، حتى وصل الأمر إلى أن التدفق المالى الأجنبى للاستثمار فى مصر أصبح صفرا.
ومن إنجازاتهم زرع الحقد والغل فى بر مصر، فكره الأخ أخاه، وحارب الأب ابنه، وقتلت الزوجة زوجها، ومارسوا الحقد ضد كل الرموز، ضد كل من كان له موقف من الجماعة، لدرجة أنهم منعوا وزيرا سابقا من السفر أو التصرف فى أمواله لاتهامه بأنه حصل على هدايا من مؤسسة الأهرام، قدرت بألفى جنيه .. أى والله بألفى جنيه، لا تمثل عشرين بالمائة من مرتب عمر ابن الرئيس الموهوب، وعلى فكرة يعد تعيين عمر إنجازا مهما لكل شباب مصر !!
وهل ننسى لحكومة قنديل اهتمامها بالطرق وبالسكك الحديدية، ومزلقاناتها، الطرق أصبحت مصائد للموت، والمزلقانات أضحت مرتعا خصبا لفكرة التخلص من الزيادة السكانية، أما القطارات فإنها بلا شك تحولت إلى مغامرة مثيرة، أوجبت على علماء الدين اعتبارها تهلكة يحاسب كل من يلقى نفسه فيها.
وأخيرا هل أحدثكم عن إنجازات الحكومة فى قتل الثوار، منكم وزيرا يقتل الثوار يوميا، ومن نظامكم من قتل الشباب أمام الاتحادية، ومن بينكم من يخطف الأولاد، ويعذبهم، ويغتصبهم، وأخيرا يخلصهم من حياة الذل بالقتل الممنهج، ومنكم من هتك عرض رجل، جرده من ملابسه، سحله، وفرض عليه أن يعترف أنه هو من عذب نفسه وسحل ذاته، ومنكم يا سيدى من يطارد فتيات مصر فى الميادين، وأخيرا وليس آخر منكم من اغتصب مصر، وقدمها ذليلة تطلب رضا واشنطن وعفو إسرائيل.. منكم من أعتذر لنتنياهو ولشعب الله المختار فى إسرائيل، ليؤكد أن وزارتكم، ونظامكم هو نظام تنكيس الرءوس ورفع المؤخرات!!