رئيس التحرير
عصام كامل

صحف عربية.. الحريرى: "حزب الله" يورط لبنان فى سوريا.. "سونا" تتهم الإبراهيمى بالانحياز للإرهابيين.. والسعودية فى طريقها إلى الثورة حال تجاهل مطالب شعبها

الصحف العربية
الصحف العربية

أفردت العديد من الصحف العربية الصادرة اليوم الجمعة، مساحات واسعة على صفحاتها، لتغطية تطورات الملف السورى الساخنة، وأبرزت انتقال المعارك إلى معاقل "حزب الله" داخل لبنان، تزامناً مع سقوط عشرات القتلى فى "مجزرة" جديدة بدمشق، فضلاً عن إمكانية وصول ثورات الربيع العربى إلى السعودية إذا لم تستجب لمطالب شعبها.

أبرزت صحيفة "المستقبل" اللبنانية عنواناً يقول: الحريرى: "حزب الله" يورط لبنان فى سوريا والدولة غائبة عن الوعى.
وكتبت الصحيفة فى التفاصيل: على رغم من الحراك السياسى التابع لتداعيات تمرير المشروع التفتيتى والفتنوى، المعروف باسم "المشروع الأرثوذكسى" فى اللجان النيابية المشتركة، والمواقف العديدة المعارضة له، وانطلاقاً مما يمكن أن يسببه من مخاطر على مستقبل لبنان وأمنه واقتصاده، فإن البارز أمس كان التطور الميدانى الذى سجل رداً على تدخل "حزب الله" فى المعارك الدائرة فى سوريا.
إذ أصدرت "هيئة أركان القيادة المشتركة للجيش الحر" بياناً أعلنت فيه أنها نفّذت ما سبق أن توعدت به "حزب الله"، بالرد على مصادر نيرانه داخل الأراضى اللبنانية، فطال القصف "مرابض مدفعية حزب الله داخل الأراضى اللبنانية فى منطقة حوش السيد على"، فى منطقة الهرمل.
وفى هذا الإطار أصدر الرئيس سعد الحريرى بياناً تناول فيه "تجلّيات وظائف سلاح حزب الله" المنغمس حتى أذنيه فى الصراع الدائر فى سوريا، وارتدادات هذا السلاح على الداخل اللبنانى.
كما تناقلت عدة صحف تقريراً عن وكالة الأنباء السورية "سانا"، الناطقة بلسان نظام الأسد يشن هجوماً عنيفاً على المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمى، فى أعقاب تصريحات أدلى بها الأخير، اعتبر فيها أن كلاً من الحكومة والمعارضة "مسئولان عن تحطيم سوريا"، بالإضافة إلى موقفه من دعوة رئيس الائتلاف الوطنى المعارض، معاذ الخطيب، بشأن الحوار مع نظام دمشق.
وقالت وكالة الأنباء السورية "سانا"، الناطقة بلسان نظام الأسد، إن الإبراهيمى استهل "أولى إطلالته الإعلامية، بعد تمديد مهمته ستة أشهر، بالإصرار على تجاهل حقائق ما يجرى على الأرض السورية، من إرهاب وتدمير وتخريب موثق بالأدلة والحقائق، ترتكبه مجموعات إرهابية مسلحة، مدعومة من جهات وأطراف خارجية معروفة، كان آخرها اعتداء إرهابى فى منطقة سكنية بدمشق، أودى بحياة عشرات المواطنين."
وذكرت الوكالة الحكومية أن الإبراهيمى "عمد"، فى مقابلة تليفزيونية، إلى "استخدام نفس الأسلوب الذى درج عليه مؤخراً، من خلال تمرير آرائه الخاصة بالوساطة، عبر لسان آخرين، بما يخرجه عن مبادئ الحيادية والنزاهة التى يجب أن يتصف بها أى وسيط".
وفيما لفتت "سانا" إلى تمسك سوريا بـ"الحل السياسى عبر الحوار الوطنى الشامل"، فقد أكدت أن ذلك "لا يعنى أن تتقاعس عن أداء واجبها فى الدفاع عن نفسها، وحماية أبنائها من الإرهاب الممول والمسير من الخارج... بإشراف مباشر من تركيا، وبعض دويلات الخليج."
كما انتقدت الوكالة وصف الإبراهيمى دعوة ائتلاف المعارضة للحوار مع نظام الأسد بأنها "مبادرة جيدة"، الأمر الذى اعتبرت أنه "يعكس انحيازه لطرف دون آخر، بعدما كان قد سارع إلى انتقاد برنامج الحكومة للحل السياسى، حتى قبل أن يطلع على مضمونه".
من جانبها، أبرزت صحيفة "الحياة" عنواناً فى الشأن التونسى يقول: "النهضة" تقدم مرشحاً جديداً بعد رفض الجبالى تشكيل "حكومة ائتلاف."
وجاء تحت العنوان: سلط اعتذار رئيس الحكومة التونسى المستقيل، حمادى الجبالى، عن عدم قبوله ترشيح حركة "النهضة" له لترؤس حكومة جديدة، الضوء على أبرز انقسام فى صفوف قادة هذه الحركة الإسلامية، منذ انتقالها من المنفى إلى سدة الحكم فى أواخر العام 2011.
وأعلنت الحركة، فى بيان، أن الجبالى رفض اقتراحها بتكليفه بتشكيل حكومة ائتلاف وطنى، بدون أن تذكر أسباب اعتذاره، علماً أنه يقف منذ أيام فى مواجهة صريحة مع حزبه بعد تمسكه بتشكيل حكومة كفاءات غير حزبية.
وكان الجبالى اشترط لقبول إعادة تشكيل حكومة جديدة تحديد موعد للانتخابات المقبلة، والتزام أعضاء الحكومة بعدم الترشح فيها، وحل كل الميليشيات والتنظيمات الموازية، فى إشارة إلى جماعات محسوبة على الحركة الإسلامية.
أما الـ "سى أن أن" العربية فاهتمت بالشأن السعودى، حيث جاء عنوانها "السعودية فى طريقها إلى الثورة إن لم تلب مطالب شعبها" وكشفت عن إحدى الدراسات بأن العاصمة السعودية، الرياض، هى أكثر المدن نشاطاً على موقع "تويتر"، ورغم استهداف الحكومة للناشطين على هذا الموقع، إلا أنها تسمح بالوقت ذاته بالحوارات كطريقة لتعبير مواطنى الدولة عن آرائهم واستيائهم.
ويعد الناشط السعودى محمد القحطانى، أحد أبرز المغردين السعوديين، ويعمل جاهداً للكشف عن الإساءات ضد حقوق الإنسان فى بلده، ولهذا يقول إنه يتوقع بأن يرمى بالسجن فى أى لحظة.
ويعد "تويتر" أحد الأساليب التى يستعملها القحطانى للتعبير عن آرائه، إذ يقول، فى مقابلة عبر CNN مع الإعلامية كريستيان أمانبور: "إن الشعب السعودى يقيم ثورته على تويتر"، ويضيف أن "تويتر" يمثل "وسيلة لنشر المعلومات بين الناشطين، والتعاون مع الناشطين الآخرين وتحفيز الناس على التصرف"، مؤكداً أن موقف الحكومة السعودية يعادى تويتر".
ويواجه القحطانى ما يقارب اثنتى عشرة تهمة، من ضمنها خرق الولاء للملك السعودى، ووصف السعودية بأنها "دولة بوليسية"، ويشير القحطانى إلى أنه متأكد من ثبوت التهم عليه وإدانته.
وأشار القحطانى  إلى أن الحكومة السعودية طلبت من الدعاة الإسلاميين إصدار فتوى بتحريم المظاهرات فى الشوارع، ولكنه رأى أن الشعب السعودى لن يتجاوب مع هذه الفتوى، وأضاف "إن الأمور ستتصاعد فى المستقبل، وإن لم تتنبه الحكومة السعودية إلى مطالب شعبها فإنها ستواجه ما واجهته تونس وليبيا ومصر".
الجريدة الرسمية