تصاعد حدة التوترات بين غزة وتل أبيب.. سقوط 150 شهيدا منذ خرق الهدنة الأممية.. منظمات حقوقية تدين الصمت العربي والغربي.. «الخارجية» تطالب إسرائيل بضبط النفس.. ومصر تستقبل «عباس» لبح
في الوقت الذي تصاعدت فيه حدة التوترات بين قطاع غزة وتل أبيب، بعد الهدنة الأممية الفاشلة التي طرحت، أمس الجمعة، لوقف إطلاق النار بين الجانبين، وأعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلى عن قصفها المتواصل على غزة، دون تفرقة بين المدنيين والمسلحين، وواصلت قوات الاحتلال قصفها، اليوم السبت، للمدنيين، والمستشفيات، والمؤسسات التعليمية، والمساجد، دون وضع في الحسبان قدسية تلك الأماكن.
"معاناة الجرحى"
وواصلت قوات الاحتلال القصف بالمدفعية والطائرات على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، بشكل مكثف وعنيف، ما أدى لسقوط 12 شهيدا فلسطينيا، من الأحياء الشرقية لمدينة رفح، وإصابة نحو 50 نقلوا إلى المستشفيات التي تفتقر إلى الطواقم الطبية بسبب عدم قدرة الأطباء على الوصول إلى المستشفيات في ظل هذه الظروف، فيما قالت مصادر إن أعداد القتلى في الجانب الفلسطينى وصل لـ150 منذ خرق الهدنة، صباح أمس الجمعة، وحتى الآن.
وأعلن الدكتور بشار مراد، رئيس هيئة الإسعاف والطوارئ في غزة، أن حصيلة الشهداء في غزة ارتفعت إلى 1800 شهيد، بالإضافة إلى آلاف المصابين، موضحا أن الفلسطينين يعيشون كارثة إنسانية لا مثيل لها، وأن معظم الإصابات خطيرة ولا يوجد أسرة في المستشفيات مع نقص الأدوات الطبية.
"تضامن العرب"
وأعلنت بعض المنظمات الحقوقية وعلى رأسها الشبكة العربية أن معظم الدول العربية مازالت تدير ظهرها لغزة بإصرارًا منها على تجاهل حق المدنيين في حياة أمنة، ورفضت بعض الدول تظاهر مواطنيها للتضامن مع غزة وعلى رأس هذه الدول "الجزائر" التي قمعت كل المظاهرات المؤيدة لغزة.
وطالبت الشبكة العربية لحقوق الإنسان الجهات الأمنية بالجزائر بضرورة مراجعة مواقفها وقراراتها وممارساتها، وبضرورة الالتزام بما ورد في المعاهدات والمواثيق الدولية بخصوص حق التظاهر السلمي، وحق حرية الرأي والتعبير، بل والعمل على توفير الظروف الأمنية المواءمة لممارسة تلك الحقوق دون عرقلتها.
وفى مصر، أعلن عدد من المثقفين والسياسيين خلال تضامنهم الكامل مع الفلسطينيين في غزة في مواجهة الحرب التي تشنها إسرائيل واصفين إياها بـ"حرب الإبادة الإجرامية التي يرتكبها جيش الصهاينة ضد السكان المدنيين في القطاع".
وناشد المثقفون والسياسيون كل القوى الوطنية الرسمية وغير الرسمية في كافة أنحاء العالم بتقديم كل المساعدات الممكنة لدعم صمود الشعب الفلسطيني في غزة ويحيى كل المؤسسات التي تقدم المساعدات العينية والطبية لأبناء القطاع، ومضاعفة الدعم واشتراك القوى الشعبية في تقديم كل المساعدات التي تدعم صمود الفلسطينيين في غزة.
"أبو مازن في القاهرة"
يذكر أن الرئيس الفلسطينى محمود عباس "أبو مازن" موجود، اليوم السبت، بالقاهرة لإجراء حوار من أجل بحث وقف إطلاق النار ورفع الحصار عن قطاع غزة، بناء على دعوة موجهة من مصر.
كما طالبت وزارة الخارجية المصرية الحكومة الإسرائيلية بضبط النفس والتوقف الكامل والفوري عن استهداف المدنيين وعن الاستخدام المفرط وغير المبرر للقوة، ما يزيد الأمور تعقيدا ويعمق الكراهية القائمة ولا يمهد الطريق إلى استئناف المفاوضات والتوصل إلى تسوية عادلة تحقق الأمن للجميع وتستجيب للتطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني.
وأدانت مصر بكل قوة استمرار استهداف إسرائيل للمدنيين الفلسطينين في قطاع غزة جراء القصف الإسرائيلي على منطقة رفح الفلسطينية، بعد إعلان الجيش الإسرائيلي أمس، استمرار العمليات العسكرية وانتهاء هدنة وقف إطلاق النار في غزة عقب خطف أحد جنوده.