فَقْرَاطيّة شعب!!
كثيرون يتكلمون ليل نهار عن السياسة، وعن مصلحة المواطن البسيط، سواءً كانوا فى النظام أو فى المعارضة، لا ينظرون إلى الفقير الذى لا يهمه ما يقولون وما يرددون، وما يهوّلون ويهوّنون ويعظّمون من مصطلحات لا يفهمها.. هذا الفقير، الذى دومّا ما يتحدثون باسمه، فالحقيقة أنه ليس فى قائمة اهتمامات المعارضة ولا السلطة.
يتناحر الاثنان فى خلافات سياسية كبيرة لا تهم سوى فئة قليلة من المجتمع .. ممن يعرف المصطلحات التى تنتهى بالتاء المربوطة (ديمقراطية وديكتاتورية وثيوقراطية واشتراكية وشيوعية وناصرية ويسارية وعلمانية وليبرالية ووووووو.. ية)، لكن لا أحد يتحدث عن "الفقراطية".. لعله مصطلح حديث سيفرض نفسه إن لم ننتبه له .. عن الفقر أتحدث.
عندما تقرأ عن كل هذه المصطلحات تجد أن المواطن البسيط هو المحور الأساسى الذى خلقت هذه المصطلحات له ولخدمته .. وإذا قرأت الواقع .. حتى إن لم تتعلم القراءة والكتابة .. ستجد المواطن البسيط هو آخر اهتمام هؤلاء وأولئك.. تجده فى الواقع أداة يستخدمونها.. ويلجئون إليه، عند حشد جموع تهتف باسمهم.. وتسبح بحمدهم .. ماذا فعلتم لهم ؟.
لعل هذا السؤال إن وجه لأحدهم يدافع عن نفسه بالزيت والسكر الذى ظاهره مساعدة للفقراء .. لكن مساعدة الفقير ليست بأن تستغل فقره أو أن تدعى شرف المساعدة أوقات حاجتك فى وقت حاجته ... أين حقوق هذه الطبقة؟ أين نصيبها من الثورة؟؟ ..
ألم يدعم الفقير الثورة ؟!.. فتحرمه من نصيبه فيها.. سواء شارك فيها أو لم يشارك. أين نصيبه منها ؟ لعله لم يجد أجرة المواصلات لميدان التحرير، فكثير منهم، بعيد عن ميدان التحرير وميادين الثورة .. لكنى على يقين أنه دعا دعوة صادق مخلص محب لوطنه، عندما سمع الثوار يهتفون .. عيش .. حرية .. عدالة اجتماعية.
نعم.. فهذه المطالب الثلاثة هى محور ما يرجوه .. وجد آماله مشروطة بنجاح هذه الثورة .. هيئ له أن سقوط مبارك يعنى نجاح الثورة .. يعنى (عيش .. حرية .. عدالة اجتماعية)، لكنه اصطدم بكابوس أن الثورة لم تحقق مطالبها، رغم سقوط النظام .. فما حدث هو استبدال للنظام.
وسيظل ينادى عيش .. حرية .. عدالة اجتماعية.
قولوا لهم .. الثورة مستمرة لأجلكم..اعملوا لهم.. وإلا فاحذروا ثورتهم.