رئيس التحرير
عصام كامل

«رزالة » حسين سرى.. قادته إلى رئاسة الوزراء

حسين سري باشا
حسين سري باشا

نشرت مجلة «الإثنين والدينا» عام ١٩٤٨ مقالًا كتبه جورجى زيدان صاحب ورئيس تحرير مجلة "الاثنين" يحكـى فيه قصة وصول حسين سرى باشا إلى منصب رئيس مجلس الوزراء قال فيه:


" منذ ربع قرن كان حسين يشغل منصب بسيط فى إحدى الوزارات، وكان معتزًا بنفسه اعتزازًا كبيرًا لأنه كان الأول على دفعته فى الثانوية والجامعة، وحدث أن قام يومًا بتنفيذ مأمورية طلبت منه وأكملها على أتم وجه، فجاءه شكر كتابى من الوزير".

وتابع:" مرت أيام فإذا بوكيل الوزارة يبلغه تليفونيا بطلب الوزير لمقابلته.. أخذ حسين ويفكر فى هذا الطلب فماذا يريد منه الوزير؟ وهو الموظف البسيط، وبالفعل ذهب فى الميعاد وأثنى عليه الوزير وأبدى اعجابه بكفاءته وأبلغه تعيينه سكرتيرًا عامًا للوزارة.. لكن حسين طلب منه أن يمهله حتى يفكر، فقال له الوزير أنا هنا لا استشيرك .. هذا أمر".

وأضاف زيدان في مقاله:" خرج حسين غير راضيًا فهو لا يريد أن يعيش مقيدًا بالوظيفة الجديدة وفكر فى تقديم استقالته إذا أصر الوزير، لكن أمره والده باستلام الوظيفة ، فكان حسين أصغر سكرتيرعام للوزارة، ثم انتدب ليعمل مديرًا لمكتب الوزير، ويقوم وكيل الوزارة بإجازة فكان يعمل وكيل وزارة وسكرتيرها ومدير مكتب الوزير".

وواصل زيدان في مقاله عن سري:" تنبه حسين إلى أن حياءه وتواضعه سيتسببان فى فشله فى عمله وستعوق طموحه لأنه وجد أصدقاءه لا يصدقون أن صديقهم الشاب الطيب يشغل المناصب الثلاثة ولابد من احترامه، وأنهم اعتادوا الجلوس بمكتبه بغير كلفه يدخنون السجائر.. فبدأ حسين يستمد كل ماقد خلق من "رزالة "وقلة ذوق وطرد الابتسامة من شفتيه وبدا للجميع قليل المجاملة رزلًا فلم يجرؤ أى منهم على زيارته فى مكتبه.. ومرت أشهر وإذا بالرزالة تصبح عادة مستحكمة قادت حسين سرى المهندس الشاب إلى رئاسة الوزارة".
الجريدة الرسمية