بالصور.."النبي دانيال" قطعة من التاريخ في قلب الإسكندرية.. أسسه الإسكندر باسم"دي كومانوس" على طريقة الشطرنج.. صاحبه أحد أتباع "الشافعية.. رواده من العظماء أهمهم "محفوظ.. و"ابتلاع الجميلات"أشهر أساطيره
شارع النبي دانيال.. أحد أهم شوارع الإسكندرية حيث يقع وسط المدينة، وكان ملتقى للجاليات اليهودية واليونانية والأرمنية، والآن هو أحد أهم الشوارع الثقافية بالمدينة حيث يوجد به تجمع لبائعي الكتب ومقصد للكتاب الكبار كان من بينهم الكاتب الكبير نجيب محفوظ، ووزير الثقافة محمد صابر عرب وجمال الغيطاني وصنع الله إبراهيم.
يضم مسجد النبي دانيال نسبة لأحد الشيوخ التابعين للإمام الشافعي وهو محمد بن دانيال المواصلي الذي دفن في هذا المكان في الرابع من القرن الماضي مكان أحد معابد اليهود بالمدينة، وليس كما يزعم البعض بأنه لقبر النبي دانيال أحد أنبياء بنو إسرائيل الذي يقال إنه دفن ببلاد الشام أو ببلاد فارس حيث لا يعرف أين دفن على وجه التحديد ولكن المؤكد أنه لم يدفن بمصر.
يوجد أيضًا بالشارع المعبد اليهودي، والمركز الفرنسي الذي شيد عام 1886، ويعد الشارع محط أنظار الأثريين بشكل دائم، ويقال إن به مقبرة الإسكندر الأكبر.
يقول الدكتور محمد مصطفى مدير عام آثار الإسكندرية، إن تاريخ نشأة الشارع يعود لبداية نشأة المدينة في عهد الإسكندر الأكبر، والذي بناه مهندسه اليوناني "دينو قراطيس" وقام بتخطيط المدينة حيث وضع لها تخطيطاً أشبه بقطعة الشطرنج وهو عبارة عن شارعين رئيسيين متقاطعين بزاوية قائمة تحيط بهما شوارع أخرى فرعية تتوازى مع كل من الشارعين.
وكان شارع النبي دانيال يحده من الشمال بوابة القمر ومن الجنوب بوابة الشمس، وكان أيضاً الطريق الرئيسي بالإسكندرية القديمة وكان يطلق عليه اسم "الكاردو دي كومانوس" وكان يضم العديد من المعابد الرومانية ومن بعدها المعابد اليهودية واستمرت أهميته حتى العصور الإسلامية.
ويضيف الدكتور عزت قادوس أستاذ الآثار، بعد ذلك تم تغيير اسم شارع "الكاردو دي كومانوس" إلى مسجد النبي دانيال، بعد بناء مسجد النبي دانيال الذي كان في الأصل معبداً يهودياً سمي على اسم النبي دانيال.
وقد أدى وجود العديد من الآثار الرومانية تحت المسجد إلى الاعتقاد بأن مقبرة الإسكندر الأكبر موجودة أسفله ودعم هذه الفكرة وجود الجبانة الملكية في تقاطع شارع النبي دانيال مع شارع فؤاد إلا أنه بعد البحث والتنقيب لم يكتشف، مؤكدا بأنه تم اكتشاف أنفاق كبيرة من العصر الروماني متصلة ببعضها وكانت مصممة لهروب حاكم المدينة عند قيام الثورات التي كان يقوم بها أهل الإسكندرية القديمة بحيث يهرب إلى خارج البلاد وكان منها ما يؤدي إلى البحر المتوسط مباشرة. وقد وصف المؤرخ الإسلامي المقريزي هذه الأنفاق بأنها من الاتساع والارتفاع أن يسير فيها الفارس ممتطيا جواده رافعا سيفه وهو ما يقدر بثلاثة أمتار.
ويشير رأفت الخمساوي رئيس النادي الملكي لهواة جمع التراث الموجود بالشارع أن شارع النبي دانيال يعج بكثير من المواقع الأثرية مثل مسجد سيدي عبدالرازق الموجود داخله بالفعل اكتشافات أثرية، وأيضاً المعبد اليهودي، وفيلا المركز الفرنسي، كما يعد الشارع أحد أهم الشوارع الثقافية لوجود عدد كبير من باعه الكتب وهناك كتب لا تستطيع أن تجدها ألا بشارع النبي دانيال، مضيفا بأن هناك أقاويل بأن النبي دانيال مدفون هنا بالمسجد المسمي باسمه، لكن على الأرجح أن من دفن هنا هو أحد أئمة الشافيعة اسمه محمد بن دانيال الموصلي والذي جاء للإسكندرية ومكث في موقع المسجد الذي كان معبدا يهوديا ثم توفي ودفن فيه.
ويوضح محمد عبد الحميد مدير آثار الإسكندرية إنه أجريت حفائر في موقع النبي دانيال في أوائل القرن الـ20 بمعرفة الدكتور حسن عبدالوهاب أستاذ الآثار الإسلامية وعثر على عدد من شواهد القبور والقطع وحشوات خشبية ترجع إلى العصر الفاطمي، كما أجريت حفائر أخرى بمعرفة علماء الآثار البولنديين الذي عمل مخططا شاملا لموقع الضريح وكذا الممر الذي كان يؤدي إلى خارج المسجد، وأنه يوجد أمام مسجد النبي دانيال منطقة أثرية محاطة بسور لا يلتفت إليه أحد على الرغم من الآثار الضخمة وخاصة الأعمدة الجرانيتية التي كانت تستخدم لإقامة بواكي مسقوفة على جوانب الشوارع الرئيسية بالإسكندرية.
ويقول أحمد إسماعيل- أحد باعة الكتب- إن زبائننا من كافة الطوائف، ويأتي إلينا السائحون فيجدون ضالتهم بأسعار زهيدة جدا، إلى جانب عدد من المشاهير مثل الأديب الراحل نجيب محفوظ وجمال الغيطاني ووزير الثقافة صابر عرب.
وعن رواية ابتلاع الشارع للفتيات الجميلات، يقول إسماعيل إننا سمعنا هذا الأمر وعندما سألنا كبار السن من الموجودين بالشارع أكدوا أنه مجرد خرافات صدقها الناس بعد أن رددوها ,وكل ما يحدث هو انهيارات متكررة في الشارع وهي ظاهرة تتكرر في العديد من شوارع الإسكندرية.