"كأنه حي" مجموعة قصصية.. تجد نفسك فيها
خمس عشرة قصة هي عدد المجموعة القصصية " كأنه حيً " للكاتب الشاب أحمد سعيد، والحائزة على المركز الثانى لجائزة ساويرس 2014، والصادرة عن دار ميريت للنشر.
ويفتتح سعيد مجموعته القصصية بقصة "كأنه حي" يصف فيها شخص في أوائل مراحل الموت، يشاهد هذا الشخص نفسه ويشعر بكل ما يدور حولها في الغرفة التي اختارها سكنًا له بعد أن استقل عن أهله؛ ليكون قريبًا من عمله، يتابع الشخص نفسه أثناء الموت وينتظر أن يشعر أحد بموته فيرن هاتفه يعرف أنها والدته ولكنه لا يقوى على الرد فهو ميت، ينتظر أن يشعر به صديق في السكن، ولكن لا أحد يشعر إلا بعد يومين بعد أن فاحت رائحته، وأثناء جنازته شعر أن شيئًا ما خطأ كيف يشعر بكل هذا وهو ميت، يؤيد أن يصرخ أنه ما زال ينبض بالحياة أثناء دفنه يسمع أفكار أحد الأشخاص تقول "وكأنه حي".
أما قصة "ذلك الشاب" فتدور أحداثها في صيف عام 1981، شب عائد من البحث عن وظيفة يقف على كورنيش النيل ممسكًا بحافظة تحمل أوراق شهاداته ومؤهلاته، بجواره أسرة من أب وأم وابن يضع الأب ابنه ذا الثلاثة أعوام على حافة سور الكورنيش، يحتد في الكلام مع زوجته، فينسى نفسه ويسقط الطفل من يديه إلى النيل، فما كان من الشاب إلا أن أعطى حافظة أوراقه لطفل آخر بجواره ورمى بنفسه لينقذ الطفل، ولكن حظه العثر أوقعه على سيخ من الحديد انغرس في صدره ظل يقاوم ولكن فقد روحه، وهرب الصبي بحافظة الأوراق، وترددت الأقاويل بعد ذلك عن شبح ذلك الشاب.
فيما تحكي قصة "صباحية مباركة" عن فتاة تستيقظ يوم "الصبحية" وتصف حالتها وحين تنظر للمرآة تستغرب من الجمال الذي طرأ عليها في ليلة واحدة.
أما "خيانة" فهي خطاب يوجهه صديق لصديقه على خيانته له مع زوجته، ويكشف فيه حقيقة زوجته التي تخونه مع رجال كثيرين، وكان هو منهم، ويطلب من صديقه في آخر الخطاب أن يسامحه.
فيما تقدم "غروب وشروق" فهي تحكي قصة الليل والنهار وتصف حال الحياة والبشر في هاتين الفترتين، وتشخص القصة الليل والنهار، وتتحدث عن كيف تأثر الليل والنهار بالبشر.
وعلى نفس المنوال تأتي قصة "الزمن" فهي تشخص الوقت وتصوره شخص يسير بين البشر ويرى حبيبين يتوقف عندهما سعيدًا لما يراه من حب بينهما، ثم يسير ليرى بقية البشر وماذا يفعل الزمن بهم، وفجأة يتذكر الزمن الحبيبين فيعود لهما، ليجدهما قد شاب شعرهما وكبرا في السن ولكن ما زال الحب كما هو بينهما وما زالت روحهما كما هي.
بينما تدور أحداث قصة "إغواء" في حفل زفاف حيث يقف البطل مع زوجته وصديقين له خارج قاعة الحفل، وفجأة تدخل أمرأة ذات جمال صارخ وصفها البطل بأنها آلهة الجمال والملكة، وأنها أشد جمالًا من فينوس، والتفت كل الواقفين إليها في حالة انجذاب شديد، إلى أن اختفت من أمام أعينهم ودخلت إلى قاعة الزفاف، وبعد أن عاد الجميع إلى ما كانوا عليه نظرت إليه زوجته نظرة عتاب، ثم طلب منهم أن يدخلوا إلى القاعة وظل يبحث عنها بعينيه حتى وجدها عند "الكوشة" وتسمرت عيناه عليها فنظرت له زوجته بنظرة غضب، وتفجرت بداخل البطل شهوة عارمة ليضاجع الملكة ولكن لم يكن أمامه سوى زوجته، فطلب منها مغادرة الفرح إلى المنزل، وحين ضاجعها كان يتخيل أنه مع الملكة، وكانت زوجته في أشد حالات الرضاء عن علاقتهما ولكنها لم تخبره ولم يرتسم على وجهها ما يدل على ذلك فهي لم تعتد أن تصارحه برضائها أو عدمه وهو مل من سؤالها.
أما قصة "الحياة المزيفة لحاتم حسين" فتحكي حياة الشاب حاتم حسين القادم من الأقصر ليدرس الهندسة في أحد معاهد القاهرة، فيشاهد الاختلاف بين حياته في الصعيد وحياته في القاهرة، فيحاول أن يتغير حتى يصبح مثل أصدقائه، ويصاب بمرض سرطان القولون في العام الأخير في دراسته، وعندما يعلم والده يستعجل في إجراءات زواجه من مروة ابنة عمه، والتي يخبرها في شهر العسل بمرضه، فتخبر والدها، الذي يعلم أنها كانت زيجة من أجل استمرار نسل العائلة ليس أكثر، وبعد وفاة حاتم تذهب مروة إلى بيت أبيها، وتعلن أسرتها أنها فقدت الجنين من شدة حزنها، وتتزوج مروة بعدها بابن عم آخر.
أما قصة "اعتراف" فهي عن صديق يلتقي بصديق له لم يراه منذ فترة الزمن، يحاول هذا الصديق أن يعترف لصديقه بخيانته له منذ سنوات مع زوجته، ولكنه لا يعلم كيف يخبره، وتدور المناقشات بينهم حول الخيانة الزوجية والتي تتحول إلى مشادات كلامية، ولكنه لا يعترف لصديقه، فبعض الاعترافات لا يصح أن يكتب لها البوح.
وختامًا "أشياء لا يخبرونك عنها قبل الزواج" وهي تحكي قصة ست الحسن والشاطر حسن ولكن بطريقة معاصرة حيث يلجآن لطبيب نفسي لإنقاذ زواجهما الأسطوري، ويبدأ الطبيب في مقارنة ما بينهما وما تسبب في طلاقه من زوجته، وبعد أن ينجح في أداء مهمته معهما قرر أن يعرض الصلح على زوجته.