رئيس التحرير
عصام كامل

هدنة إنسانية بين الفلسطينيين والإسرائيليين لمدة 72 ساعة.. المراقبون: التهدئة الجديدة تبدو قابلة للتنفيذ.. لابد من تطوير المفاوضات.. مسئول أمريكي: من حق الجيش الإسرائيلي هدم الأنفاق

فيتو

بعد ثلاثة أسابيع من الحرب المدمرة في غزة، دخلت هدنة إنسانية وافق عليها الطرفان "الإسرائيلي والفلسطيني" لمدة ثلاثة أيام، حيز التنفيذ. فهل تشكل هذه الهدنة المختلفة عن سابقاتها ومفاوضات القاهرة مدخلا لوقف دائم لإطلاق النار؟

يعتقد العديد من المراقبين أن هذه التهدئة الجديدة بين إسرائيل وحماس، والتي دخلت اليوم الجمعة حيز التنفيذ، مختلفة عن سابقاتها وهي لذلك تبدو قابلة للحياة، لكن يبقى التحدي الأكبر أمامها هو تطور المفاوضات التي ستحتضنها القاهرة إلى وقف دائم لإطلاق النار يقبل به الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي.

فللمرة الأولى يقبل الطرفان بوضوح الالتزام بتهدئة بدون شروط مسبقة والشروع في مفاوضات غير مباشرة بإشراف مصري أمريكي.


وما ميز هذه التهدئة أيضا أن الإعلان عنها جاء في بيان مشترك لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. 

فكيري الذي فشل أثناء وجوده في المنطقة في دفع الطرفين إلى الموافقة على وقف لإطلاق النار، أعلن من الهند، التي يزورها حاليًا أن إسرائيل وحماس توافقتا على "وقف لإطلاق النار بدون شروط مسبقة وقابل للتمديد"، في قطاع غزة لمدة 72 ساعة اعتبارًا من صباح اليوم الجمعة.

وأضاف كيري أن: الجانبان سيباشران مفاوضات في القاهرة. موضحًا أن وقف النار سيستمر لثلاثة أيام "إلا إذا تم تمديده"، ولفت إلى أنه "خلال هذه الفترة ستبقى القوات على الأرض في مكانها"، وشدد البيان المشترك للمسئولَين الأمريكي والأممي، أن "وقف إطلاق النار هذا مهم بالنسبة إلى المدنيين الأبرياء.. خلال هذه الفترة سيتلقى المدنيون في غزة مساعدات إنسانية ملحة وفرصة للقيام بأمور حيوية منها دفن القتلى والاهتمام بالمصابين وتخزين المواد الغذائية".

إسرائيل ستواصل عمليات هدم الأنفاق
بيد أن مسئولا أمريكيًا، قال: "إن ذلك لن يمنع الجيش الإسرائيلي من مواصلة عملياته خلف مواقعه الحالية، وقال هذا المسئول الكبير - طالبًا عدم ذكر اسمه - إن الإسرائيليين "سيواصلون القيام بعمليات لتدمير الأنفاق التي تشكل خطرا على الأراضي الإسرائيلية ما دامت تلك الأنفاق تقع على الجانب الإسرائيلي من خطوطهم"، وهذه النقطة كانت مطروحة في خطة كيري الأولى التي رفضت من الطرفين.

ويتسق كلام المسئول الأمريكي مع ما جاهر به المسئولون الإسرائيليون مرارًا، وعلى رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، وهو أن سياسة تدمير الأنفاق لن تتوقف، لكن ماذا سيكون موقف حركة حماس وجناحها العسكري، كتائب عز الدين القسام، فيما لو واصلت إسرائيل فعلا عمليات تدمير الأنفاق بحجة أنها تقع على الجانب الإسرائيلي؟ بالتأكيد سترد هذه الكتائب على هذه العمليات ما يعني أن التصعيد سيعود من جديد، وهو ما سيؤثر فعلا على مجريات المفاوضات التي ستحتضنها القاهرة.

انتهاك التهدئة لن يكون مفاجئًا
وبالرغم من الميزات التي تتسم بها الهدنة الحالية فإن انتهاكها أمر وارد في كل لحظة، خصوصًا إذا لم تتقدم مفاوضات القاهرة، فقد تم انتهاك إعلانات وقف إطلاق النار والهدنات الإنسانية السابقة خلال هذا الهجوم المدمر الذي أسفر عن مقتل 1457 فلسطينيًا، غالبيتهم من المدنيين، فيما قتل من الجانب الإسرائيلي 61 جنديًا وثلاثة مدنيين. 

بيد أن الهدنات السابقة كانت تعلن من جانب واحد، من قبل واحد من الطرفين، أما هذه الهدنة فإنها جاءت، وكما أسلفنا سابقًا، بموافقة الطرفين وبدون شروط.

وتتيح هذه التهدئة للطرفين بدء مفاوضات "في العمق" بوساطة من مصر، ما يعني إعادة الحياة للمبادرة المصرية التي كانت حماس قد رفضتها في البداية.

وينتظر وصول وفدين فلسطيني وإسرائيلي صباح الجمعة، إلى القاهرة لبدء محادثات غير مباشرة تهدف إلى السعي للتوصل إلى "وقف إطلاق نار دائم" بحسب البيان المشترك بين واشنطن والأمم المتحدة، فهل تنجح مفاوضات القاهرة في ظل تباعد مواقف الطرفين، خصوصًا أن حماس لن تتراجع عن مطلبها الأساسي، أي رفع الحصار المفروض على القطاع منذ عام 2006.

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل

الجريدة الرسمية