«انقلاب في النصرة».. «الجولاني» يعزل «القحطاني» ويعيّن «العريدي» مكانه.. «الجبهة» تعيد صياغة السياسة الخاصة بها بعيدًا عن أحقاد بعض القيادات.. وتزايد
يبدو أن هزيمة «جبهة النصرة» على يد تنظيم «داعش»، في شهر يونيو الماضي، قد أحدث انقلابا في الجبهة، وأدى إلى عزل بعض القيادات من مناصبهم وتولى قادة آخرين مكانهم.
وآخر هذه التداعيات ما كشفه مصدر جهادي في درعا من أن زعيم «جبهة النصرة» أبو محمد الجولاني قرر عزل أبي ماريا القحطاني (ميسرة جبوري عراقي الجنسية) من منصبه كـ«شرعي عام للنصرة»، وتعيين الأردني سامي العريدي مكانه، والذي كان يشغل منصب «مفتي النصرة» في درعا.
ويعتبر القحطاني من أبرز قيادات «جبهة النصرة» وأكثرهم تأثيرًا بزعيمها الجولاني في المرحلة السابقة من تاريخ الجبهة، مستفيدًا من شبكة العلاقات الواسعة التي نسجها مع العديد من زعماء ووجهاء العشائر في المنطقة الشرقية، التي كانت تعتبر المعقل الرئيسي لـ«جبهة النصرة» قبل أن تطرد منها بعد هزيمتها الأخيرة.
لذلك فإن عزل القحطاني من منصبه يأتي كإشارة واضحة إلى أن الجبهة تعيد صياغة سياسة خاصة بها، بعيدًا عن طموحات القحطاني وأحقاده الشخصية التي كانت سببًا في توريط «النصرة» في العديد من المعارك والمواقف التي أفقدتها الكثير من قوتها لمصلحة «داعش».
وكانت مؤشرات عدة ظهرت في الأسابيع الماضية من شأنها الدلالة على سوء العلاقة بين الجولاني وبين القحطاني، وتباعد وجهات النظر بينهما.
وسامي العريدي أردني الجنسية، يُعرف بلقب أبو محمود الشامي، من مواليد العام 1973، وحصل في العام 2001 على شهادة الدكتوراه في الحديث.
وعندما «هاجر» إلى سوريا مع بدء الأزمة فيها، تمّ تعيينه «مفتيًا عامًا» في درعا التي يجلس على عرش «إمارتها» أردني آخر هو أبو جلبيب.
واللافت أن أحد أبرز نقاط الخلاف بين القحطاني والعريدي، والتي ظهرت إلى العلن وأدت إلى جدل في أوساط «جبهة النصرة»، هو الموقف مما أطلق عليه اسم «ميثاق الشرف الثوري»، حيث انتقد العريدي هذا الميثاق بقوة، واتهم موقعيه، ومن بينهم «الجبهة الإسلامية»، بأنهم منبطحون وجبناء، بينما طالب القحطاني بضرورة الحوار مع الموقعين على «ميثاق الشرف الثوري»، مشيرًا إلى أنه من الأمور الثانوية التي يمكن الاتفاق حولها.
ويثير هذا الأمر تساؤلات عن تداعيات عزل القحطاني وتعيين العريدي مكانه، لا سيما لجهة علاقة «جبهة النصرة» بالفصائل الأخرى، ولاسيما «الجبهة الإسلامية» التي وصفها العريدي بالانبطاح والتخاذل.
كما أن تعيين العريدي يشير إلى تنامي نفوذ التيار «الجهادي» الأردني داخل «جبهة النصرة»، أو قد يكون محاولة من الجولاني لجذب السلفيين الأردنيين إليه بعد أن فقد معظم «المقاتلين الأجانب» الذين فضلوا مبايعة «داعش» بعد إعلان الخلافة الإسلامية في بداية شهر رمضان الماضي.