رئيس التحرير
عصام كامل

حكايات من دفتر ألمانيا ١


أكثر من ألفى شخصية إعلامية من مختلف دول العالم اجتمعوا على دعوة واحدة من راديو وتليفزيون ألمانيا "دويتشة فيلا" بالعاصمة الألمانية القديمة "بون" حيث أقيم المنتدى الإعلامى العالمى خلال الأيام الأربعة الأولى من الشهر الفضيل.

كانت الأيام طويلة، شعرنا فيها بتعاطف كبير من مسلمي ألمانيا الذين اقترب صيامهم لحوالى عشرين ساعة يوميًا، "إن الله يحب أن تؤتى رخصه"، كان ذلك شعارنا أثناء جلسات المنتدى التي كانت تمتد أحيانا إلى ساعات متأخرة من الليل.

أوربيون وآسياويون وأفارقة وأستراليون .. عرب وعجم من كل حدب وصوب .. صحافة مكتوبة وأخرى مقروءة وثالثة مصورة ورابعة أصبحت المارد القادم، وهى "أون لاين" مواقع إلكترونية أضحت تضم كافة الألوان الصحفية في نوع واحد.

ألوان صحفية ناشئة تشق طريقها في عالم الميديا .. شخصيات شبابية واعدة فى عالم التواصل الاجتماعى .. كان الحضور المصرى مشرفًا من شباب الثوار وشباب فيس بوك وأصحاب مدونات مؤثرة عالميًا .. كان التنافس بين المتناقشين حول قضايا الإعلام يصب كله فى صالح مستقبل الميديا بشكل يفوق التصور.

ورش عمل مبهرة .. تنظيم -إن شئت الدقة- فلتصفه بالبراعة الألمانية فى الترتيب والتدقيق والإبهار.. كل شيء معد وفق برامج محددة فى الإقامة والإعاشة وتنظيم الندوات والمناقشات وورش العمل ، وكان الإعلامى المصري باسم يوسف فاكهة الافتتاح.. وكان باسم -اتفقنا أو اختلفنا معه- مدهشًا فى الافتتاح، حيث تحول إلى نجم عالمي يلتف حوله الحضور لالتقاط صور تذكارية معه .. اهتم به وزير الخارجية الألماني كما اهتمت به كافة وسائل الإعلام بالمنتدى، وقال كلامًا مهما أثناء الجلسة الافتتاحية حول البيع بالخوف أو تجارة الخوف وهو ما سنفرد له مساحة أخرى فى دفتر الحكايات.

ومنتدى الإعلام العالمى فرصة ذهبية للتلاقى بين العاملين بالمجال الإعلامى من كافة أنحاء العالم يتناقشون فى همومهم المهنية ويرسمون ملامح المستقبل ويضعون تصورات حول ما يمكن أن يقدموه للبشرية ويتبارون فيه حول كل جديد.

ورغم كثافة العدد المدعو لحضور المنتدى، إلا أنك لا تستطيع أن تضبط واقعة فوضى واحدة .. سارة وأنيس ومحمد، الثلاثي العربى الذى يعمل بمؤسسة دويتشة فيلا، والمسئولون عن الحضور العربى .. كانوا كخلية نحل منذ الصباح الباكر وحتى ساعات متأخرة من الليل رغم قسوة الصيام وطول ساعات النهار.

ماذا حدث داخل ورش العمل ؟ وكيف كانت الأجواء العربية هناك ؟ وكيف تابعنا فريقنا العربى الجزائر أثناء مباراته مع ألمانيا ؟ وماذا قال باسم يوسف عن فيتو وماذا قال عن الخوف؟.. كل هذا نتناوله فى الأيام القليلة القادمة. 
الجريدة الرسمية