الموساد على الفيس بوك
غسان محمد الخليلي، طالب فلسطيني من الضفة، عايد الهراونة، عمان الأردن، بلعيد عبد الرحمن، وهران الجزائر، ريما عمر البابي، من الباب، حلب، سوريا، مطلق السامرائي، العراق، الأسماء السابقة ليست حقيقية، لا أصل لها في الحقيقة على الإطلاق، كل القصة وبعض تفاصيلها فيما يلي:
الحقيقة والأرقام تقول إن أكثر من ربع العرب متواجدون الآن بحسابات خاصة مباشرة على الفيس بوك وتويتر وخلافها من مواقع التواصل الاجتماعي، والأخيرة كانت نقطة التواصل والتلاقي التي انطلقت منها حركات الربيع العربي، هنا على الفيس بوك تعارف الناس وتلاقوا وتجمعوا، ولأن عدد الحسابات كبير نسبيًا، فعندما يتواجد هنا ربع العرب فمن السهل التأثير في الباقين وصناعة الرأي العام من هنا، من على هذه الصفحات.
ومن هنا برزت فكرة اللجان الإلكترونية، وهي باختصار لجان منظمة مدربة على صياغة وتشكيل الرأي العام وتوجيهه من خلال تبني وجهات نظر معينة، هؤلاء وعددهم يتفاوت من تنظيم لآخر أو من جماعة إلى أخرى، فمثلا، مثلا يعني، لو اكتفت جماعة الإخوان بعدد ١٠٠ كادر في الشيفت الواحد يعمل لثمانى ساعات متصلة، ففي اليوم نكون أمام ٣٠٠ عضو من أعضاء اللجان الإلكترونية، وعندما تعلم أن لكل واحد منهم ٢٠ حسابًا مستعارا على الفيس بوك وتويتر كل واحد منها يحمل اسما مختلفا وصورة وهمية وبيانات غير حقيقية، ولا يمكن التأكد من صحتها، فعليك أن تعلم أن هناك ٦٠٠٠ صفحة إخوانية بين الناس توجه الرأي العام، منها تنطلق الأخبار أو الشائعات، أو العكس.
أي تكون مهمتها أيضا نفي الشائعات وتكذيب الأخبار، أو تشويه الخصوم أو الدفاع عن أنصارهم وقياداتهم، وهؤلاء كل منهم يؤثر في مجموعة محيطة به، وستكتشفون أن أول طلعة على الفيس بوك أو تويتر تدعمها آلاف الصفحات !
قياسًا، بل نعود إلى الأساتذة الحقيقيين في اللعبة (الإسرائيليون)، هؤلاء ومدربوهم وموظفوهم هم من دربوا حركات سياسية مصرية خارج وداخل البلاد على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في توجيه الرأي العام، كلها تقريبا تمت تحت أسماء مستعارة لمعاهد وهيئات مختلفة، وما علموه للآخرين، يطبقونه بأنفسهم باقتدار، لجان خاصة في الموساد والشين بيت وأمان، أجهزة الأمن الإسرائيلية المختلفة.
وهي ما تعادل في مصر المخابرات العامة والحربية والأمن الوطني على الترتيب، مهمتها الأساسية الآن الإيقاع بين العرب في كل مكان، فهذا مصري بحساب مزيف يسب العراقيين، وهذا فلسطيني بحساب مزيف يسب المصريين، وذاك سوري بحساب مزيف يشتم في السيسي، وآخر يروج لكونه شيعيًا يشتم في الأزهر، وغيره سني عراقي يشتم في شيعة لبنان، ومن هؤلاء المزيفون يتلقف البسطاء الحقيقيون من قليلي الوعي أو عديمي الثقافة، الخيط، ويندمجون إلى درجة غير مسبوقة، وتشتعل المعارك، وتنتشر الفتن، وببلاهة منقطعة النظير يقدم بعض العرب خدمات جليلة لأعدائهم لم يكن أكثر المتفائلين في تل أبيب يتوقعها على الإطلاق، وفيما يبدو، فسيكون للحديث بقية!
ملحوظة: تابعوا بعض - بعض - ردود الأفعال على السطور السابقة، ستعرفون بأنفسكم، كم التغلغل لهذه اللجان النشطة جدا، لكن الأسوأ، هو كم الغباء الذي يستقبلها ويوفر لها الغطاء!
ستشاهدون الآن !