عبد الناصر يوافق على مبادرة روجرز.. والسادات يعترض
قبل جمال عبد الناصر مبادرة روجرز الأمريكية نهاية يوليو1970، أي قبل وفاته بشهرين، وتنص المبادرة على وقف إطلاق النار بين مصر وإسرائيل لمدة 90 يومًا مع الدخول في مفاوضات.
رفض أنور السادات بصفته نائبًا للرئيس، المبادرة، فدب الخلاف بينه وبين عبد الناصر فاعتكف السادات في قريته ميت أبو الكوم.
يحكى الدكتور مراد غالب، وزير الدولة للشئون الخارجية، هذا الموقف في مذكراته، فيقول: "أصيب عبد الناصر بجلطة في القلب سبتمبر 1969، ورغم خروجه من الأزمة، فإن الآلام كانت تعاوده، وتردد على الاتحاد السوفيتى للاستشفاء في "تسخالطوبو" بالقوقاز، وكان ينتهز فرصة وجوده لمطالبة الروس بسلاح الردع للرد على أي ضربة إسرائيلية في العمق.
وفى آخر زيارة له للسوفيت عام 1970، أطلعنى البروفيسير شازوف، الطبيب الخاص للكرملين، على حالة الرئيس الصحية وطلب أن يكون سرًا بيننا، وهى أن هناك انسدادًا شديدًا في الشرايين بالرغم من جلسات العلاج بالأكسجين، ومطلوب تجنبه التوتر والقلق.
عاد الرئيس من هذه الرحلة وحضر اجتماع المؤتمر القومى ليعلن موافقته على مبادرة روجرز، فتعرض للهجوم الشديد من زملائه ومن الشارع، ما أثر على صحته.
عاد الرئيس إلى الاتحاد السوفيتى أواخر يناير1970، في زيارة سرية بسبب ضرب صواريخ الفانتوم للأهداف الحيوية في مصر؛ مثل مراكز القوات المسلحة ومدرسة بحر البقر ومصنع أبو زعبل، وقال الرئيس لبريجينيف: "لو استمرت إسرائيل في غاراتها بهذا التخطيط فهذا يعنى التسليم، وليس جمال هو الذي يستسلم، ولا هو الذي يتفاوض مع إسرائيل والأمريكان في ظل ما يحدث من عدوان لايستطيع الرد عليه، وإذا كان لابد من التفاوض فسأترك مكانى لزكريا محيى الدين ليتفاوض معهم، وسأبقى أنا أحارب وأدافع عن بلدى كمصرى عادى تمامًا".