إسرائيل تواصل الاعتداء على مدارس الأونروا.. "المنظمة الدولية":أبلغنا الجيش الإسرائيلي بمواقع مقراتنا.. موقع إخباري عبري:هناك قرار إسرائيلى باستهداف المدارس والمدنيين.. حقوقيون:إسرائيل تنتقم من الأطفال
تعرضت إحدى المدارس التابعة للأونروا "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين"، للقصف من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلى، فجر أمس الأربعاء، ما أدى إلى استشهاد 16 فلسطينيًا بينهم أطفال ونساء.
وقال المفوض العام للأونروا «بيير كرينبول» في بيان صحفى أمس: "تم قتل الأطفال وهم نيام، بجانب والديهم، على أرضية أحد الفصول الدراسية في أحد ملاجئ الأمم المتحدة المخصصة للنازحين في مخيم جباليا للاجئين في غزة.. أطفال يقتلون أثناء نومهم.. إنها صفعة وإهانة لنا جميعًا، ووصمة عار على جبين العالم".
وأضاف البيان: "لقد قامت الأونروا بزيارة الموقع وجمع الأدلة وقمنا بتحليل الشظايا ومعاينة أدلة الحفر التي خلفها القصف وغيرها من الأضرار، ويشير تقييمنا الأولى إلى أن المدفعية الإسرائيلية هي من ضربت مدرستنا التي تأوي 3300 نازح جاءوا يطلبون الأمن والأمان.. وتقييمنا يشير إلى أنه كان هناك على الأقل ثلاث ضربات أصابت المدرسة".
وأشار إلى أنه تم إخطار الجيش الإسرائيلي بالموقع الدقيق لمدرسة إناث جباليا الإعدادية، وبإحداثيتها، وتم إخطارهم كذلك بأن المدرسة المذكورة تأوي الآلاف من النازحين، ولضمان حصانة وحماية المدرسة، تم إعلام الجيش الإسرائيلي بموقع المدرسة 17 مرة متتالية كانت آخرها الساعة التاسعة إلا عشر دقائق من مساء الأمس، ساعات قليلة قبل القصف المميت على المدرسة.
وأكد أنه يدين وبأشد العبارات الممكنة هذا الانتهاك الخطير للقانون الدولي من قبل القوات الإسرائيلية، مشيرا إلى أن هذه هي المرة السادسة التي تتعرض فيها واحدة من مدارس المنظمة لضربة مباشرة.
قرار إسرائيلي
على الجانب الآخر، نقل موقع روتر العبري عن صحفي إسرائيلي في إطار تعقيبه على مجزرة قصف مدرسة أبو حسين التي تتبع الأونروا في جباليا، قوله: "وكالة الغوث والأنروا تسلم الجيش إحداثيات المدارس التي يلجأ إليها النازحون الفلسطينيون لعدم استهدافها"، مضيفًا أن: "هناك قرار إسرائيلي باستهداف المدارس والمدنيين بشكل مباشر".
وأكد حقوقيون أن إسرائيل بقصف تلك المدارس تنتهك المواثيق والقوانين الدولية واتفاقيات جنيف الأربعة، وترتكب جرائم حرب في غزة، وأن التواطؤ العربى والدولى سبب في عدم ملاحقتها جنائيًا.
تنتقم لفشلها
علاء شلبى، الأمين العام للمنظمة العربية لحقوق الإنسان، قال: "إسرائيل بصفة أساسية تتجه للانتقام من المدنيين عندما تفشل على المستوى الميدانى، فإسرائيل على الرغم من الخسائر في الجانب الفلسطينى، لديها أيضًا خسائر غير معتادة في صفوفها فهى تعترف بمقتل نحو 55 جنديًا إسرائيليًا، في حين حماس وفصائل المقاومة تتحدث عن أكثر من 120 جنديًا إسرائيليًا".
جرائم مماثلة في مصر
وأضاف شلبى في تصريحات خاصة لـ"فيتو" أن: إسرائيل دائما وتاريخيًا تفعل هذا، وكمثال ما ارتكبته إسرائيل من جرائم هنا في مصر في ضرب مدرسة بحر البقر وضرب سجن منقباد وقناطر نجع حمادى. مشيرا إلى أنها تلجأ دائمًا للعمليات التي وصفها بالقذرة عندما تصاب بخسارة عسكرية وتتحول من فكرة الوجه الحضارى إلى فكرة الانتقام.
جرائم حرب
وأكد الأمين العام للمنظمة العربية أن استهداف إسرائيل لمدارس «الأونروا» بحكم أنها مواقع محمية بموجب القانون الدولى وقانون الأمم المتحدة، لا يجوز بأى شكل من الأشكال، كله يقع في نطاق ما يسمى «جرائم الحرب» وهى انتهاكات لأحكام القانون الدولى الإنسانى واتفاقيات جنيف الأربعة لسنة 1949؛ وخاصة لاتفاقية جنيف الرابعة الخاصة بقواعد ومعاملة المدنيين وقت الحرب وتحت الاحتلال، إسرائيل انتهكت هذه الاتفاقية على نطاق واسع.
الحصار الدائم
ولفت شلبى إلى أن هذا الانتهاك ليس الأول فالحصار المفروض على قطاع غزة والقدس والضفة الغربية والخليل، يشكل جريمة حرب دائمة ونوعًا من أنواع العقاب الجماعى المحظور بموجب اتفاقية جنيف الرابعة أيضا.
قرار مجلس الأمن
وشدد الأمين العام للمنظمة العربية لحقوق الإنسان، أن هذا خرق فاضح لأحكام القانون الدولى الإنسانى، وهناك مسئولية على مجلس الأمن أن يتحرك فورا بإصدار قرار ملزم ليس فقط بوقف إطلاق النار ولكن أيضا لإنهاء هذه الجرائم والمساءلة عنها، ولابد من إنهاء الحصار بشكل كامل على الأراضي الفلسطينية المحتلة.
تواطؤ عربى
واستنكر الحقوقي جمال عيد، مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، استهداف إسرائيل لمدارس «الأونروا» التابعة للأمم المتحدة.
وقال عيد في تصريحات خاصة لـ"فيتو": "مدارس «الأونروا» من المفروض أن تكون بعيدة عن أي صراع موجود، لكن إسرائيل لا تحترم هذا لأنها تتمتع بحماية أمريكا وتواطؤ الحكومات العربية".
وأضاف مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان: "إن دور المنظمات الحقوقية والإنسانية ينحصر في الإغاثة، لكن للأسف مسألة إحالة إسرائيل للمحكمة الجنائية الدولية لارتكابها جرائم حرب في غزة، تقع بالأكثر على عاتق الحكومات العربية التي تكتفى بدور التابع لأمريكا".
وتابع: "فلو الحكومات العربية صدقت على قانون المحكمة وطلبت بشكل جماعى عقاب إسرائيل لفتح تحقيق، لكانت الحكومات العربية متواطئة ضد الشعب الفلسطينى والتصريحات كلها لفظية، لكن بالفعل هي متواطئة فلا أمل في الحكومات.. الأمل في الشعوب".