رئيس التحرير
عصام كامل

"المغرب" تحتفل بذكرى تولي محمد السادس "العرش".. مراسم الاحتفال تبدأ من 26 يوليو حتى أول أغسطس.. "الملك" أفرج عن 13 ألف شخص احتفالا بذكرى التولي.. وتعرض لمحاولات اغتيال في ذكرى ميلاده

ملك المغرب محمد السادس
ملك المغرب محمد السادس

بدأت في المغرب أولى استعدادات احتفالات الذكرى الـ 15 لتولي العاهل المغربي الملك محمد السادس مقاليد الحكم، خلفا لوالده الملك الحسن الثاني صيف 1999، والتي بدأها بالعفو عن 13 ألفا و218 شخصا.


ويعد العفو الكلي أو الجزئي عن السجناء أمرا معتادا في الاحتفالات المدنية أو الدينية، لكن عدد السجناء المعفى عنهم في هذه المناسبة استثنائي.

ويوجد في السجون المغربية أكثر من 70 ألف نزيل نصفهم في وضع الحبس الاحتياطي.

وتحل ذكرى جلوس الملك محمد السادس على العرش العلوي اليوم الأربعاء 30 يوليو، والمغرب عرف خلال 15 سنة من جلوسه على العرش تغييرا كبيرا. وتحدثت عدة مصادر أنه بهذه المناسبة سيعلن عن لائحة طويلة لعدد من السجناء الذين سيشملهم العفو الملكي بهذه المناسبة.

استعراض ملكي جوي
من جانب آخر، تنظم القـوات الملكية الجوية الجمعة المقبل استعراضا جويا، على مشارف نهر أبي رقراق وذلك بمناسبة الذكرى 15 لعيد الجلوس على العرش.

حداثة وتعزيز دولة القانون
وتميزت فترة حكم الملك محمد السادس بمبادرة استباقية وتشاركية وشاملة، حيث إن التوجه الذي اتخذته المملكة، توجه نحو الحداثة وتعزيز دولة القانون، وذلك بموازاة مع الإصلاحات السياسية والمؤسساتية، كما أن الدولة عملت على الابتعاد عن الفكر الوحيد، نحو التعبير الحر ومناقشة مواضيع، مثل حقوق الإنسان وعقوبة الإعدام. كما قاد العاهل المغربي خلال عقد ونصف عدة ورش للإصلاح في مختلف القطاعات، مما جعل المغرب جديرا بالاحترام، وذا صوت مسموع على الصعيد الدولي.


وفي إطار الاستعدادات لذكرى عيد الجلوس على العرش يقوم الملك بترقية أفراد القوات المسلحة الملكية، يوم 26 يوليو ثم يليه يوم الولاء.


خطاب الملك للشعب
وكما جرت العادة يوجه الملك محمد السادس بمناسبة عيد الجلوس على العرش خطابا إلى الشعب المغربي بمناسبة يحدد فيه الخطوط الكبرى للسياسات العامة للبلاد، بالإضافة إلى عرض حصيلة مركزة بشأن أبرز الإنجازات المحققة في غضون السنة الماضية في أهم القطاعات.

وتواكب الذكرى 15 الاحتفالات الرسمية المواكبة لهذه المناسبة الوطنية احتفالات ويترأس الملك محمد السادس حفل أداء القسم الذي يؤديه الضباط المتخرجون الجدد من مختلف المدارس والمعاهد العسكرية، وحفل الولاء وتجديد البيعة.


أصوله العلوية
ملك المغرب تمتد أصوله للأسرة العلوية، حكم المغرب بين 1961 و1999.ساهم رفقة والده الملك محمد الخامس في تحرير المغرب من الاحتلال الفرنسي حيث عرف بحنكته ودهائه السياسي منذ ريعان شبابه استطاع قيادة المغرب بقبضة من حديد وتحقيق استقرار عجزت دول مجاورة تحقيقه إلى حد الآن وتوجيهه لبلاده نحو المعسكر الرأسمالي في حين كانت معظم الجمهوريات العربية تُساند المعسكر الاشتراكي. كما يعتبر الحسن الثاني بانيا للمغرب الحديث وباعث نهضته وموحدا للبلاد ومحررا للصحراء المغربية من قبضة الاستعمار الإسباني بمسيرة خضراء سنة 1975.


في سنة 1961 تولى الحسن الثاني حكم المغرب بعد وفاة والده محمد الخامس، تعرض الحسن الثاني للعديد من محاولات الاغتيال في الـ38 سنة التي قضاها في الحكم، وكانت محاولة "الصخيرات" 1971 ومن بعدها محاولة "القنيطرة" 1972 من أبرز ما واجهه الملك الحسن.

محاولة اغتيال في ذكرى مولده
في عام 1971 وأثناء حفل الذكرى الـ42 لميلاد الحسن الثاني ببلدة الصخيرات الواقعة قرب الرباط العاصمة، هاجم 1400 جندي الحفل مخلفين 100 ضحية من بينهم سفير بلجيكا في المغرب، كما جرح أكثر من 200. ونجا الملك الحسن عندما اختفى في أحد جوانب المكان، وقد سحقت قواته الموالية المتمردين في الساعات نفسها التي تلت الهجوم.

وبعد أقل من سنة من محاولة الصخيرات وعند رجوع الملك من زيارة لفرنسا، تعرضت طائرته لهجوم من أربع طائرات مقاتلة من نوع إف-5 في محاولة اغتيال من تدبير انقلابي تزعمه محمد اوفقير ونفذه طيارو القوات الجوية المغربية، فهبطت طائرة الملك اضطراريا بمطار الرباط سلا مما دفع المقاتلات إلى قصف المطار ولم يتوقف القصف إلا بعد أن قام الملك بالإعلان عبر مساعديه أنه قد مات وأن محاولة اغتياله نجحت. وما أن توقف القصف حتى شملت الاعتقالات جميع الانقلابيين واعتقلوا بسجن تزمامارت على رأسهم محمد أوفقير وزير الداخلية يومئذ لاتهامه بالضلوع في هذه المحاولة الانقلابية المعروفة بـ عملية بوراق إف 5.

عرفت فترة حكمه بسنوات الرصاص حيث قمع المعارضة وخرق حقوق الإنسان والعديد من الاغتيالات والمجازر خصوصا خلال قمع انتفاضة الريف وحرب الصحراء ومجازر البيضاء وفاس. ويرجع إليه الفضل في سياسة بناء السدود التي استطاع بها توفير الاكتفاء الذاتي من المياه والفلاحة.
الجريدة الرسمية