«القاهرة» تحتضن اجتماع «الفصائل الفلسطينية».. الزيات: مصر الطرف المؤثر في المفاوضات بعد فشل مؤتمر باريس.. الخسائر تزيد الضغوط على حكومة نتنياهو.. ناجي: إطالة وقت الأزمة يضر بإسرائي
وصل إلى القاهرة أمس وفد فلسطيني للبحث في مشروع الهدنة التي تقدمت به مصر في وقت سابق.
يأتى هذا بعد التوصل إلى توافق فلسطيني لعقد لقاء يجمع قادة حركة حماس والجهاد الإسلامي وفتح في القاهرة، وتحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية في محاولة جديدة من أجل إحياء المقترح المصري لوقف إطلاق النار.
وقد حضر إلى القاهرة عزام الأحمد ممثلا عن حركة فتح، وموسى أبو مرزوق عن حماس، وزياد النخالة عن الجهاد الإسلامي، وبحضور اللواء ماجد فرج، مدير المخابرات الفلسطينية العامة.
تأتى هذه الزيارة بعد أيام من انعقاد «اجتماع باريس» والذى دعت إليه وزارة الخارجية الفرنسية وحضره وزراء خارجية كل من الولايات المتحدة وقطر وتركيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا والاتحاد الأوربي.
وبحث المجتمعون فيه الأوضاع في غزة ، وذلك في إطار الجهود الدبلوماسية الدولية لوقف العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع ولم يسفر الاجتماع عن شيء.
من جانبهم أكد عدد من الخبراء فى الشأن الإقليمى أن اجتماع الفصائل الفلسطينية اليوم بالقاهرة هو دليل لفشل مؤتمر باريس ، ونجاح للمبادرة المصرية لوقف إطلاق النار فى غزة.
مصر الطرف الرئيسي
قال الدكتور محمد مجاهد الزيات – مستشار المركز القومى لدراسات الشرق الأوسط" بعد فشل مؤتمر «باريس» تم العودة مرة أخرى إلى الطرف المؤثر فى القضية وهو مصر والتى لا يمكن استبعادها من أى حل أو تسوية للأزمة فى غزة، لأسباب كثيرة فمصر طرف أصيل فى صلب الأزمة فهى الدولة الأولى والأخيرة بعد إسرئيل المعنية بكل ما يتعلق بفتح المعابر ورفع الحصار وهى القادرة على الاتصال بالجانبين الإسرائيلى والفلسطينى ما يحدث الآن هو تأكيد الدور الإقليمى لمصر ودور مصر بصفة أساسية فى الأزمة وما يجرى من عدوان عليها بصورة أساسية".
الاحتجاج المصرى
وتوقع الزيات فى تصريحاته لـ "فيتو" أن يسفر الحوار عن إعادة تفهم بعض المطالب الفلسطينية فى التعامل مع إسرائيل لأن إسرائيل تجاوزت فى عدوانها على غزة كل الأعراف والضوابط التى أقرتها المواثيق الدولية فى التعامل مع المدنيين".
وأضاف الخبير فى الشأن الإسرائيلي أن الاحتجاج المصرى شديد اللهجة فى الاعتداء على المدنيين ربما يقنع الطرف الآخر وهو حماس بأن نزيف الدم يجب أن يتوقف بصورة أساسية وأن أى مطالب أخرى قابلة للحديث، وإذا اعترفنا أن الهدف الرئيسي هو وقف نزيف الدم وكل الأمور الأخرى قابلة للتفاوض فمصر ستكون طرفا فى هذا التفاوض وليست وسيطا محايدا بين الطرفين و تحمى أو تدافع عن المطلب الفلسطينى بشرط أن يكون مطلبا لدولة فلسطين وليس مطلبا لدولة غزة التى تحكمها حماس".
تراجع إسرائيلي
وأردف الزيات أعتقد حجم الخسائر وإعلان حالة الطوارئ ربما تدفع بمزيد من الضغوط الاقتصادية والعسكرية على حكومة نتنياهو ليصبح أكثر مرونة فى التفاوض".
نزع سلاح المقاومة
وتوقع أن يكون هناك تراجع عن بعض المطالب فتصريح كيرى أو طلبه بنزع سلاح المقاومة لن يكون مقبولا وليس هناك آلية لتطبيقه وتبقى الفكرة فكرة نتانياهو أصلا والتى طرحها فى كتابه عندما قال إن حل المشكلة الإسرائيلية هو إقامة مجموعة كانتونات تمنح للفلسطينيين ويمنحون الحكم الذاتى لا يكون لها سلاح ولا فضاء ولا بحر أظن أن هذه الأفكار بعد الاهتمام الدولى بالقضية الفلسطينية ستتراجع ولن تكون مطروحة".
مسألة وقت
من جانبه أكد محمد عباس ناجى - الباحث بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية "أن المسألة كانت مسألة وقت منذ البداية وأن حماس بمساعدة إقليمية من تركيا وقطر حاولت الضغط على مصر لتعديل المبادرة المصرية المتعلقة بوقف إطلاق النار لكن هناك موقف دولى قوى داعم لمصر لأنها الطرف والوسيط المهم فى أى محاولات للوساطة من أجل إنهاء الأزمة الحالية".
قبول المبادرة المصرية
وشدد ناجى فى تصريحاته لـ" فيتو " على أن إطالة وقت الأزمة ليس فى مصلحة إسرائيل أو حركة حماس و مصر رفضت أيضا تعديل المبادرة وان كل ما يحدث الآن يصب فى صالح القبول بالمبادرة المصرية وما تضمنتها من بنود، والكرة الآن فى ملعب حماس إما أن توافق على المبادرة المصرية أو ترفضها وتستمر الأزمة".