رئيس التحرير
عصام كامل

3 أسباب تجبر إسرائيل على وقف العدوان على غزة.. خسائر اقتصادية تصل إلى 59 مليون دولار يوميًا.. تظاهرات تطالب نتنياهو بعودة جنود الاحتلال من القطاع.. وفشل الاجتياح البري

الأوضاع فى فلسطين
الأوضاع فى فلسطين

ازدادت الضغوط الأوربية والأمريكية في اليومين الماضيين بشدة على ضرورة موافقة إسرائيل والمقاومة الفلسطينية على الهدنة الإنسانية، لا سيما في ظل الإجماع الدولي على المبادرة المصرية لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة.

وظهرت الضغوط واضحة للجميع بعدما طالب الرئيس الأمريكي باراك أوباما، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أول أمس الأحد، بوقف إطلاق النار في قطاع غزة بشكل فوري، والسعي لتطبيق مبادرة مصر، إلى جانب دعوة مجلس الأمن الدولي إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في قطاع غزة، وذلك عبر جلسة طارئة مفتوحة فجر أمس الإثنين، ناقش فيها تطورات الوضع في القطاع.

وربما جاءت تلك المطالبات بوقف فوري للتصعيد المتبادل جراء ضغوط إسرائيلية على الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوربي؛ وذلك لعدة أسباب أبرزها الخسائر الاقتصادية، خاصة بعدما تقدمت وزارة الدفاع الإسرائيلية رسميًا بطلب عاجل للإدارة الأمريكية، للحصول على مساعدات مالية لبناء منظومة القبة الحديدية، بقيمة 225 مليون دولار، لتتجاوز حجم المساعدات والهبات الأمريكية المقدمة لإسرائيل بعد عملية الجرف الصامد، النصف مليار دولار.

خسائر اقتصادية فادحة
تكبدت إسرائيل خسائر فادحة بعد شن العدوان الأخير على غزة ولا سيما بعد انعدام قدوم الوفود السياحية من الخارج واتخاذ قرارات من الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوربي بحظر السفر لإسرائيل؛ ما أدي إلى ارتفاع صرخة الإسرائيليين كثيرًا هذه المرة، تجار وشركات وأفراد، يشكون من تبعات العدوان الإسرائيلي على غزة، ويضاف إلى كل ذلك، الخسائر اليومية التي تتكبدها الميزانية الإسرائيلية الواهنة من جراء ارتفاع نفقات الحرب على القطاع.

وأعلنت شركة العال الإسرائيلية للطيران، يوم الأربعاء الماضي، أن تقديراتها الأولية لخسائر تراجع حجوزات الطيران خلال الأسابيع الماضية، والمتوقعة خلال الشهرين المقبلين، تراوحت بين 40 و50 مليون دولار أمريكي.

ونجمت هذه الخسائر، بحسب بيان صادر عن الشركة، عن إلغاء الآلاف من المسافرين حجوزاتهم من وإلى فلسطين، خلال الربع الثالث من العام الجاري، وهو موسم العطلات الصيفية والسياحة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وقد تراجعت حركة المطار نحو 25 % بسبب سقوط صواريخ انطلقت من غزة، في محيط المطار، أتبعتها تهديدات أعلنت عنها كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، بعدم توجه المسافرين إلى المطار، تمهيدًا لقصفه.

بذلك، أعلنت "جمعية الفنادق الإسرائيلية"، منذ أيام، أن خسائرها من جراء توقف حركة الطيران تفوق 500 مليون دولار، لافتة إلى أن خسائر الفنادق 100 مليون دولار، والأسواق التجارية 200 مليون دولار، والمرافق السياحية 120 مليون دولار، ومصلحة الضرائب الإسرائيلية 75 مليون دولار.

ومن ناحية أخرى، أشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن تكلفة العدوان الإسرائيلي على غزة اليومية نحو 59 مليون دولار، بالإضافة إلى 32 مليونًا للضربات الجوية على غزة.

وأوضح تقرير بثته شبكة "سي أن بي سي" أن الاقتصاد الإسرائيلي يخسر يوميًا ومنذ بدء العدوان، نحو 80 مليون دولار، كما شهدت البورصة انهيارات منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة.


إحراج "حكومة نتنياهو"
أدي الاجتياح البري الإسرائيلي لقطاع غزة إلى إحراج حكومة نتنياهو، ولا سيما بعد توجيه اللوم إليها بعد فشلها في التوصل لمفاوضات سلام مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن، أبريل الماضي؛ ما أدي إلى اتهام الإدارة الأمريكية للحكومة الإسرائيلية الحالية بالإخفاق، إلى جانب المطالبات الداخلية بضرورة إقالة الحكومة وعقد انتخابات برلمانية مبكرة ومن ثم تشكيل حكومة جديدة.

وجاء التصعيد على غزة ليضيف فشلا جديدًا لحكومة نتنياهو بعد الخسائر الاقتصادية والعسكرية الفادحة، ما أدي إلى خروج آلاف الإسرائيليين للتظاهر ضد حكومة نتنياهو، مطالبينه بضرورة عودة أبنائهم المجندين خاصة بعد إعلان حركة حماس عن قتل ما يزيد عن 110 جنود وضباط إسرائيليين خلال العملية.

وخرج المواطنون مساء السبت، في ميدان رابين بتل أبيب للاحتجاج على قرارات الحكومة الإسرائيلية بالاجتياح البري لقطاع غزة، مطالبين الحكومة بضرورة وقف العملية العسكرية على القطاع وعودة الجنود فورًا.

فشل عسكري
منذ بدء التصعيد الإسرائيلي على غزة والإعلان عن عملية "الجرف الصامد" فشلت أنظمة إسرائيل الدفاعية في التصدي لصواريخ المقاومة الفلسطينية التي ضربت الجنوب الإسرائيلي - مدن بئر سبع وعسقلان وأشدود - والنقب، فضلا عن وصول الصواريخ إلى تل أبيب والقدس المحتلة إلى جانب تهديد مطار بن جوريون؛ ما أدي إلى وقف الرحلات الأوربية والأمريكية المتوجهة لإسرائيل.

ويرى المراقبون أنه ليس الفشل الأول للجيش الإسرائيلي وخيبة الأمل التي شعر بها الجيش الإسرائيلي بعد العملية العسكرية "عامود السحاب - 2012" والتي طالت فيها صواريخ المقاومة العمق الإسرائيلي، إلى جانب حرب 2006 التي سحق فيها حزب الله مدن شمال إسرائيل، لتضيف هذه العملية فشلا جديدًا للجيش الإسرائيلي يجبره على التراجع عن التصعيد والتمسك بمبادرات الهدنة الإنسانية التي تقترحها الإدارة الأمريكية والأمم المتحدة، خاصة بعدما أوقفت صواريخ المقاومة - التي فشلت القبة الحديدية في اعتراضها - العمل في ميناء أسدود البحري، شمال قطاع غزة، وهو من أهم الموانئ التجارية التي تحتلها إسرائيل.

وكشف موقع "جلوبس" المعني بشئون الاقتصاد الإسرائيلي، أن التكلفة الأولية لعملية "الجرف الصامد"، التي بدأتها إسرائيل، تبلغ نحو 2.4 مليار دولار.
الجريدة الرسمية