78 عامًا على ذكرى تنصيب فاروق ملكًا لمصر.. استقبله الشعب بالترحاب وأقالته ثورة يوليو.. «فتوى المراغي» نصبته حاكما شرعيًا عقب بلوغ سن الرشد.. توفى في إيطاليا ودُفن سرًا بالرفاعى
في مثل هذا اليوم توج الملك فاروق ملكا على عرش مصر رسميًا بعد بلوغه سن الرشد عقب فتوي طلبتها والدته الملكة نازلي من شيخ الأزهر محمد مصطفى المراغي، وعليه فقد تم تتويجه يومها رسميًا كملك رسمى للبلاد وتولى العرش منفردًا، دون مجلس وصاية.
وكان الشعب المصرى قد استقبل الملك الشاب استقبالًا رائعا نابعًا من قلوب المصريين الذين أحبوا الملك الشاب، وكانت القلوب كلها تعطف عليه لحداثة سنه ولوفاة أبيه وهو بعيد عنه، واستبشروا بقدومه خيرًا بعد عهد أبيه الذي كان ينظر إليه على أنه ملك مستبد موالِ للإنجليز، بالإضافة إلى كون فاروق هو أول ملك مصرى يتولى الحكم منذ عهد الفراعنة.
لم تتعد مدة ولايته لمصر 16 عامًا منذ تنصيبه ملكًا للبلاد حتى قيام ثورة يوليو عام 1952، حيث كانت الحياة السياسية في مصر في تلك الفترة تعتمد على ثلاث قوى رئيسية فاعلة هم الإنجليز، والقصر، وحزب الوفد قبل أن يدخل الجيش إلى المعادلة ويقلب توازنات القوى فيها، حينها جلس فاروق على العرش مع اهتزاز وتراجع شعبية حزب الوفد بعد توقيعه على اتفاقية 1936 والتي كانت مكروهة ومرفوضة شعبيًا.
الشعبية المفقودة
وعلى الرغم من حداثة سنه في تلك الفترة، أدرك فاروق ضرورة اكتساب تلك الشعبية المفقودة من الوفد عن طريق الظهور بمظهر القريب من العامل والفلاح والمدافع عن القضايا الإسلامية، تمهيدًا للدخول في صراعه الأول مع رئيس حزب الوفد والحكومة وقتها التي كان يقودها النحاس باشا، ثم بعد ذلك تمكن الملك فاروق من إقالة حكومة النحاس الوفدية في 30 ديسمبر 1937، أي في نفس العام الذي تسلم فيه سلطاته الدستورية كملك على البلاد، إلى أن تم تكليف محمد محمود الذي كان رئيسًا لحزب الأحرار الدستوريين الموالي للقصر بتشكيل الوزارة.
وعلى الرغم من حداثة سنه في تلك الفترة، أدرك فاروق ضرورة اكتساب تلك الشعبية المفقودة من الوفد عن طريق الظهور بمظهر القريب من العامل والفلاح والمدافع عن القضايا الإسلامية، تمهيدًا للدخول في صراعه الأول مع رئيس حزب الوفد والحكومة وقتها التي كان يقودها النحاس باشا، ثم بعد ذلك تمكن الملك فاروق من إقالة حكومة النحاس الوفدية في 30 ديسمبر 1937، أي في نفس العام الذي تسلم فيه سلطاته الدستورية كملك على البلاد، إلى أن تم تكليف محمد محمود الذي كان رئيسًا لحزب الأحرار الدستوريين الموالي للقصر بتشكيل الوزارة.
تعددية حزبية
وكان أول القرارات التي اتخذتها الوزارة الجديدة هي تأجيل انعقاد البرلمان شهرًا، ثم حل مجلس النواب بعدها ذو الأغلبية الوفدية، إلى أن تمت الانتخابات في عام 1938 ولم يحصل الوفد في هذا البرلمان إلا على 12 مقعدًا فقط.
وكان أول القرارات التي اتخذتها الوزارة الجديدة هي تأجيل انعقاد البرلمان شهرًا، ثم حل مجلس النواب بعدها ذو الأغلبية الوفدية، إلى أن تمت الانتخابات في عام 1938 ولم يحصل الوفد في هذا البرلمان إلا على 12 مقعدًا فقط.
والملاحظ في تلك الفترة هو التعددية الحزبية السياسية القائمة حتى ولو بشكل صوري، حيث سُمِح في انتخابات عام 1938 بأن يتم ترشيح المستقلين والذين حصلوا على 55 مقعدًا بجانب أحزاب الأحرار الدستوريين والهيئة السعدية برئاسة أحمد ماهر المنشق عن حزب الوفد، بالإضافة إلى الحزب الوطني الذي أسسه الزعيم مصطفى كامل وحزب الوفد.
لم يمض عام على محاولة إقصاء الوفد عن الحياة السياسية حتى قامت الحرب العالمية الثانية، وبعد أسبوعيْن من تشكيل على ماهر باشا للوزارة التي أعلنت الأحكام العرفية، ظلت مصر عامًا آخر بعيدًا عن الصراع والفوران الدولي المتصاعد، وفي هذه الأثناء كانت جماعة الإخوان المسلمين قد بدأت تمارس ظهورها على الساحة السياسية المصرية قبل الحرب العالمية الثانية بشهور قليلة.
اتصالات خفية
كما تصاعدت شكوك الإنجليز حول وجود قنوات اتصال خفية بين الملك فاروق وبين ألمانيا وحلفائها، وزاد غضبهم من حكومة على ماهر الموالية للمحور فتدخلت بريطانيا مباشرة لإقالة الحكومة لعدم تعاونها في اعتقال الألمان ومصادرة أموال الشركات الإيطالية في مصر، إلى أن رضخ الملك فاروق للمطالب حفاظًا على عرشه.
كما تصاعدت شكوك الإنجليز حول وجود قنوات اتصال خفية بين الملك فاروق وبين ألمانيا وحلفائها، وزاد غضبهم من حكومة على ماهر الموالية للمحور فتدخلت بريطانيا مباشرة لإقالة الحكومة لعدم تعاونها في اعتقال الألمان ومصادرة أموال الشركات الإيطالية في مصر، إلى أن رضخ الملك فاروق للمطالب حفاظًا على عرشه.
وكان مصطفى النحاس رئيس حزب الوفد بعد أن تمت إزاحته عن الحياة السياسية يأمل في الدخول لها مجددًا أو تحريكها من خارج الأوساط الرسمية، فقام بإرسال مذكرته الشهيرة في 5 أبريل 1940 إلى الإنجليز يطالبهم فيها بالانسحاب الكامل لقواتهم من الأراضي المصرية بعد انتهاء الحرب والاعتراف بحق مصر في السودان، وكانت هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها طرح الانسحاب والجلاء على الملأ، وبالطبع لاقى استحسانًا وحفاوة شعبية كبيرة أثارت قلق الإنجليز.
كما شهدت بداية عام 1941 أزمة حادة في السلع التموينية وظهر مصطلح "طوابير" الخبز وكان الناس يهجمون على المخابز للحصول عليه أو يتخطفُّونه من حامليه، وظهرت النكتة الشهيرة عن إحدى الأميرات التي عندما سمعت أن هناك أزمة شديدة في الخبز تساءلت باستغراب "طب ما ياكلوا بيتيفور.. ياكلوا جاتوه.. ياكلوا كل اللي بيحبوه" كإشارة لانعزال القصر عن الواقع.
إطلاق لحيته
أطلق فاروق لحيته عندما لجأ للخط الإسلامي وانتظم في صلاة الجمعة وسط الجماهير، وكثف من اهتمامه بالقضايا الإسلامية لفترة، وقبل إقالة وزارة النحاس بيوم واحد كان قد تم التوقيع على بروتوكول الإسكندرية الذي وقعته كل الدول العربية عدا السعودية واليمن.
أطلق فاروق لحيته عندما لجأ للخط الإسلامي وانتظم في صلاة الجمعة وسط الجماهير، وكثف من اهتمامه بالقضايا الإسلامية لفترة، وقبل إقالة وزارة النحاس بيوم واحد كان قد تم التوقيع على بروتوكول الإسكندرية الذي وقعته كل الدول العربية عدا السعودية واليمن.
وتضمن قرار قيام جامعة للدول العربية تُمثل فيها جميع الدول المشتركة على قدم المساواة، وفي أوائل مارس 1945 تم إصدار ميثاق الجامعة والذي أكدت المادة السادسة فيه على مكانة مصر حيث نصت على أن تكون القاهرة هي المقر الدائم للجامعة، وتم اختيار المصري عبد الرحمن عزام كأول أمين لها، وأقيمت أول قمة عربية عام 1946 في قصر "أنشاص" ببلبيس في محافظة الشرقية وبدعوة من الملك فاروق، وبمشاركة السبع دول المؤسسة للجامعة العربية، وقد تمت كتابة البيان الأول الذي أصدرته القمة بماء الذهب.
الدفن بمصر
تزوج الملك فاروق مرتين في حياته وقام فاروق بتغيير عدد كبير من الحكومات منذ حريق القاهرة وحتى قيام الثورة في 23 يوليو التي أجبرته عن التنازل عن العرش لابنه الذي لم يتجاوز وقتها الستة أشهر مع تعيين لجنة من الأوصياء عليه، وذلك قبل أن يغادر الملك مصر من ميناء الإسكندرية يوم 26 يوليو على ظهر اليخت الملكي "المحروسة" متجها إلى إيطاليا التي توفى بها عام 1965.
تزوج الملك فاروق مرتين في حياته وقام فاروق بتغيير عدد كبير من الحكومات منذ حريق القاهرة وحتى قيام الثورة في 23 يوليو التي أجبرته عن التنازل عن العرش لابنه الذي لم يتجاوز وقتها الستة أشهر مع تعيين لجنة من الأوصياء عليه، وذلك قبل أن يغادر الملك مصر من ميناء الإسكندرية يوم 26 يوليو على ظهر اليخت الملكي "المحروسة" متجها إلى إيطاليا التي توفى بها عام 1965.
وقد ذكر بعض المؤرخين أنه اغتيل بالسم في أحد مطاعمها، وكان الملك قد أوصى أن يدفن جثمانه في مصر، إلا أن جمال عبد الناصر رفض هذا، ولكن تم دفن جثمانه بعد ذلك بداخل مسجد الرفاعي في مصر بعد أن تم نقل جثمانه إليها ليلا وفي حراسة شديدة وسرية بالغة.