أطفال غزة يحتفلون بالعيد في مواجهة الموت.. أنس: "لو الجندي الإسرائيلي راجل كان ينزل من دبابته ويقابلني ".. إبراهيم: تركنا بيتنا وليس معنا غير البالونات.. طفلة:"ليش أخاف إذا مت بموت شهيدة"
على الرغم من العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، إلا أن الأطفال لم تمنعهم أصوات القذائف الإسرائيلية والغارات الجوية من الاحتفال بالعيد ولو بأقل الإمكانات المتاحة.
ففي شمال قطاع غزة تجد الشوارع وقد امتلأت بالأطفال، منهم من لبس لباسًا جديدًا، ومنهم من اكتفى بلباسه القديم، يتجمعون حول أرجوحة صغيرة من صناعة يدوية، يركبونها وقد امتلأت شفاههم بفرحة غامرة، سببها خروجهم من المنازل التي حبسوا بها طيلة أيام العدوان الماضية.
وبحسب ما ذكره موقع 24 الإماراتى ما أن شاهد بعض الأطفال الكاميرا حتى تجمعوا حول المصور رافعين علامة النصر، في مشهد يرسم حالة صمود الأجيال على أرض فلسطين.
الطفل أنس حماد قال بكل براءة: "يعملوا اللي بدهم ياه، أنا بطلت أخاف، لو الجندي الإسرائيلي راجل كان ينزل من دبابته ويقابلني راجل لراجل".
وعن سبب خروجه في أول أيام العيد رغم التحليق المكثف للطائرات الإسرائيلية، أضاف حماد، أنه لم يعد يبالي بعد المشاهد التي شاهدها على التلفاز والمجازر التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق أطفال غزة، معتبرًا أنه يجب أن يفرح حتى لا يظن الاحتلال بأنه خائف أو مختبئ.
وأمام إحدى مدارس الأونروا في غزة، والتي لجأ إليها آلاف النازحين من المناطق التي تعرضت للقصف الغسرائيلي، تجمع بعض الفتية وفي أيديهم بالونات ملؤها بالمياه، يرشونها على بعضهم في بهجة وسرور لعلها تضيع بعضًا من الحالة المأساوية التي وصلوا إليها.
وقال الطفل إبراهيم العرجا "تركنا بيتنا وطلعنا معناش شي من ملابسنا وألعابنا، وما في قدامنا غير البالونات نلعب فيها، صحيح المياه قليلة بس بندبر حالنا من المساجد".
الجندي المجهول
ميدان الجندي المجهول وسط مدينة غزة الذي كان يعج بالعائلات في مثل هذا اليوم، لم يخل من بعض العائلات والأطفال الذين حضروا وكلهم أمل في إمضاء بعض الوقت خارج منازلهم بعد 3 أسابيع من العدوان المتواصل.
وتوافقت رغبة الأطفال باللعب مع رغبة أصحاب المراجيح والسيارات الذين حضروا بألعابهم، بقصد التربح في هذه الأيام، بعد أن أمضوا طيلة شهر رمضان دون أي عمل أو دخل يعود عليهم وعلى عائلاتهم بدخل يساعدهم على المعيشة.
الشاب أحمد الديراني صاحب سيارة تعمل بواسطة شحنها بالكهرباء، أحضر سيارته رغم أنها غير مشحونة ولكنه زينها وجملها في عيون الأطفال، وكان يدفعها بيديه ويتجول بها داخل المنتزه.
وقال الديراني "لم أعمل طيلة شهر رمضان، وهذا العمل الوحيد الذي يدخل على بعض المال، وما أن سمعت بالتهدئة الإنسانية حتى خرجت بالسيارة لعلي أعود ببعض المال لأسرتي".
وجاءت طفلة صغيرة تريد أن تلعب بالسيارة، فسألناها هل هي خائفة من الطائرات الإسرائيلية فكان جوابها صادمًا عندما قالت: "ليش أخاف من الطيارات الإسرائيلية، إذا مت بموت شهيدة".