الخطة "ب" دمرنا سوريا فلنكمل تدمير العراق
لم يكن انتقال الصراع إلى العراق أمرًا مستغربًا لمن تابع الحرب المتواصلة في سوريا منذ أكثر من ثلاثة أعوام، فالحريق كان مشتعلا بالفعل في هذا البلد وكل ما كان مطلوبًا هو إحماؤه ونقله من حالة الاشتباكات المتنقلة ليصبح قتالا على جبهة وخطوط للمعارك في مناطق الوجود الأصلي للتيارات الوهابية المتحالفة مع بعض القبائل وبقايا حزب البعث الصدامي.
بعض القبائل التي تدعي العروبة وتنفي هذه الصفة عن قطاع عريض وأساسي من الشعب العراقي تبيع ولاءها لمن يدفع أكثر وما تتخذه الآن من مواقف هو نتاج طبيعي للانهمار المالي الذي أغدقته دولة عربية نفطية في مناطقها، والعهدة على رئيس المخابرات البريطاني السابق وهذه القبائل هي التي شكلت البيئة الحاضنة للغزوة الداعشية.
أما البعثيون القدامى فهم موجودون على الساحة ولم تتوقف محاولاتهم للعودة إلى السلطة إما عبر العملية السياسية من خلال أشخاص مشاركين في هذه اللعبة وقد رأيناهم بأم أعيننا في مؤتمر عقده أحد المراكز البحثية في القاهرة نهاية 2009 وكان الأمل وقتها معقودا على البعثي إياد علاوي للقيام بهذه المهمة.
في أعقاب الخرق الانتخابي الذي حققه علاوي وبسبب فشله في الحصول على أغلبية برلمانية تمكنه من تشكيل الحكومة منفردا في الانتخابات التي جرت بداية العام 2010 توالى انفجار السيارات المفخخة في مناطق الشيعة بينما دعت وزيرة الخارجية الأمريكية كلينتون، العراقيين بصراحة لما سمته (تقاسم السلطة في العراق)، طبعًا ليس في إطار الاستحقاقات الانتخابية ولا حتى في إطار التوافقات التي تمنح كل الطوائف العراقية الأساسية مناصب سيادية، وهو ذات المطالب التي يجري تداولها الآن ببركة (دولة داعش) وهي (إلغاء قانون المساءلة والعدالة الذي يحول دون عودة البعثيين إلى مناصب أمنية وسياسية في الدولة وتقاسم الصلاحيات مع رئيس الوزراء).
سياسيًا لا نرى جديدًا في المطالب البعثية، والجديد هو إعلان التحالف بينهم وبين الوهابية، وهو ما كشف عن التكامل بين المشروعين حيث أعلن البعثيون المجتمعون مع الوهابيين في عمان عن موقفهم من (داعش): الآن نسميها الدولة الإسلامية وهي حققت أهدافا وأعانت الثوار في تحقيق أهدافهم ونحن منسجمون في تحقيق هدف مواجهة المشروع الإيراني الصفوي في العراق.
ما يجرى الآن في العراق لا يهدف وحسب لتدمير سوريا والعراق بل لتدمير ما تبقى من المنطقة والعودة إلى أيام قادسية صدام فالأموال الخليجية لم تنفذ بعد، وسيل الانتحاريين يتوالد كما يتوالد البعوض، أما الفتاوى فهي حاضرة ورهن إشارة تحالف البعثيين والوهابيين!!