لغز قوة "داعش".. أسلحة الجيش العراقى الثقيلة تساعد "الدولة الإسلامية" في التمدد على الأرض.. "التنظيم" يستغل حالة الغضب في العراق وسوريا لضم مقاتلين جدد.. ويمتلك استخبارات قوية
حقق تنظيم داعش انتصارات عسكرية وميدانية مذهلة سيطر خلالها على مواقع عسكرية وعلى مساحات واسعة في سوريا والعراق بشكل فاجأ الكثيرين.. والسؤال عن سر قوة داعش بات ملحا، وهل هناك من يستطيع لجمه ووقف تقدمه؟
من خلال الانتصارات الميدانية الكبيرة التي يحققها تنظيم داعش في سوريا والعراق يتضح أن لديه خططا واستراتيجيات محددة ومدروسة وأنه لا يتحرك بشكل عشوائي، وإنما بدراية ومعرفة جيدة بالأوضاع الميدانية والسياسية.
في هذا السياق يقول الكاتب والمحلل السياسي العراقي وليد الزبيدي، إن لدى التنظيم قيادات في الجانب الاستراتيجي، وخاصة ما يتعلق بالخطط العسكرية والحرب الإعلامية، وحتى في مجال "الجغرافية والأماكن التي يمكن أن يتحرك فيها هذا التنظيم والأهداف المؤذية للخصم سواء في سوريا أو العراق، "حيث لديه خطة للتمدد على الأرض أو الجغرافية الواحدة واتضح هذا بعد العاشر من يونيو وما أطلق عليه استراتيجية هدم الحدود بين العراق وسوريا، وتحديدا في منطقة الموصل، والتمدد باتجاه الرقة وحلب ودير الزور".
وما يعزز قوة داعش في هذا المجال العسكري والميداني هو سيطرته على المعدات والآليات والأسلحة الثقيلة والمتطورة التي خلفها الجيش العراقي بعد تركه لمواقعه وكذلك ما سيطر عليه التنظيم من مواقع الجيش السوري وخاصة الفرقة 17 التي فرض سيطرته عليها بالقرب من الرقة والتي تعتبر من أكبر وأهم وأقوى المواقع العسكرية الإستراتيجية للجيش السوري في شمالي البلاد، حسب رأي الزبيدي.. ويضيف الزبيدي في حواره مع DWعربية، أن استخدام داعش لهذه الأسلحة بسرعة في عملياته ومعاركه اللاحقة يدل على أن "هناك تدريبا وتخطيطا وأن الأمر لا يقتصر على الجانب العفوي".
لكن قوة داعش لا تقتصر على الجانب العسكري والتخطيط الإستراتيجي فقط، وإنما تشمل الجانب التنظيمي والإعلامي أيضا بالإضافة إلى القوة العقائدية التي يحملها أعضاء التنظيم ومقاتلوه، وفي هذا السياق يقول الكاتب الأردني حسن أبو هنية الباحث في شئون التنظيمات الإسلامية، إن تنظيم داعش هو "أكثر التنظيمات الراديكالية تماسكا على الصعيد الأيديولوجي والتنظيمي".
ويضيف أبو هنية في حواره مع DWعربية أن داعش "استثمر حالة الغضب والبيئة الحاضنة بعد ثورات الربيع العربي وبدء الاحتجاجات سواء في سوريا أو العراق، وتمكن بحكم تماسكه وثوابته من استقطاب عدد كبير من المقاتلين"، سواء من أبناء العراق وسوريا أو حتى من الدول العربية والأجنبية.
وحسب رأي أبو هنية فإن قوة التنظيم الأساسية تكمن في "الأيدولوجيا المتماسكة والهيكل التنظيمي الصلب والسيطرة الميدانية والمقاتلين الأجانب، فضلا عن التاريخ والخبرة الميدانية الواسعة للتنظيم".
الاستفادة من الخبرات
الصورة التي يظهر بها داعش والاستراتيجية التي ينفذها ويخطط وفقها، تشير إلى أن أعضاء التنظيم ليسوا مجرد مقاتلين متطوعين، وإنما هناك ضباط مدربون ومحترفون التحقوا بصفوفه.
وهذا ما يؤكده أبو هنية بقوله "إن معظم القيادات الحالية للتنظيم قد تم تكوينها في السجون مثل أبو عبد الرحمن البيلاوي، مهندس عملية دخول الموصل والمسئول العسكري الذي قتل مؤخرا، وكذلك أبو على الأنباري المسئول الشرعي والأمني وأبو مهند السويداوي أو أبو أمل العراقي مسئول التنظيم في سوريا وغيرهم".
ويرجع أبو هنية التحاق هؤلاء بصفوف داعش إلى العملية السياسية التي "بنيت على أساس طائفي ومذهبي، أدى إلى جملة تحولات أهمها على الصعيد السياسي، حيث كانت هناك قوانين عملت على ما يسمى اجتثاث البعث ومن ثم العدالة والنزاهة وكذلك قانون الإرهاب".
وهذا كله أدى إلى استبعاد الكثيرين من المسئولين العسكريين والضباط الكبار السابقين ووضعهم في السجون، حيث تم تكوين معظم القيادات الحالية لتنظيم داعش الذي استفاد من خبراتهم ومهاراتهم وتسخيرها في عملياته.
الزبيدي أيضا في حواره مع DWعربية لا يستبعد انضمام ضباط سابقين في الجيش العراق إبان حكم صدام حسين، إلى تنظيم داعش نتيجة ما تعرضوا له من "إقصاء واعتقال وتعذيب شديد في السجون وفي المنطقة الخضراء".
ولكنه لا يتفق مع من يقول إن هناك قوى أخرى قد انضمت إلى داعش وتقاتل في صفوفه قوات الحكومة العراقية أو قوات الأسد مستخدمة التنظيم ستارا لها، والسبب في ذلك حسب رأيه هو الاختلاف العقائدي، حيث إن "عقيدة داعش لا تلتقي مع عقيدة الأطراف الأخرى" ويعيد تطور وتوسع التنظيم بهذه السرعة إلى "سلوكيات الحكومة العراقية وممارساتها الخاطئة، وهو ما استفاد منه التنظيم بشكل دقيق وذكي".
ويضيف الزبيدي أن التنظيم استطاع بناء قوة استخبارية تتفوق في مهارتها استخبارات الحكومة العراقية في المدن والمناطق التي يسيطر عليها.
وهذا السياق يشير إلى كشف داعش لمخطط حكومي يهدف إلى تشكيل صحوات جديدة يمكن أن تتصدى لداعش كما تصدت سابقا لتنظيم القاعدة وأبو مصعب الزرقاوي، حيث "استطاع التنظيم خلال أيام أن يكشف المخطط ويرصد من يقف ورائه وكان رده قاسيا جدا، حيث فجر 258 منزلا لضباط ومواطنين انخرطوا في هذه الصحوات الجديدة، وأصدر تصريحا حذر فيه كل من يحاول أن يتصدى للتنظيم".
داعش والأكراد
وهذا ما يؤكده أبو هنية بقوله "إن معظم القيادات الحالية للتنظيم قد تم تكوينها في السجون مثل أبو عبد الرحمن البيلاوي، مهندس عملية دخول الموصل والمسئول العسكري الذي قتل مؤخرا، وكذلك أبو على الأنباري المسئول الشرعي والأمني وأبو مهند السويداوي أو أبو أمل العراقي مسئول التنظيم في سوريا وغيرهم".
ويرجع أبو هنية التحاق هؤلاء بصفوف داعش إلى العملية السياسية التي "بنيت على أساس طائفي ومذهبي، أدى إلى جملة تحولات أهمها على الصعيد السياسي، حيث كانت هناك قوانين عملت على ما يسمى اجتثاث البعث ومن ثم العدالة والنزاهة وكذلك قانون الإرهاب".
وهذا كله أدى إلى استبعاد الكثيرين من المسئولين العسكريين والضباط الكبار السابقين ووضعهم في السجون، حيث تم تكوين معظم القيادات الحالية لتنظيم داعش الذي استفاد من خبراتهم ومهاراتهم وتسخيرها في عملياته.
الزبيدي أيضا في حواره مع DWعربية لا يستبعد انضمام ضباط سابقين في الجيش العراق إبان حكم صدام حسين، إلى تنظيم داعش نتيجة ما تعرضوا له من "إقصاء واعتقال وتعذيب شديد في السجون وفي المنطقة الخضراء".
ولكنه لا يتفق مع من يقول إن هناك قوى أخرى قد انضمت إلى داعش وتقاتل في صفوفه قوات الحكومة العراقية أو قوات الأسد مستخدمة التنظيم ستارا لها، والسبب في ذلك حسب رأيه هو الاختلاف العقائدي، حيث إن "عقيدة داعش لا تلتقي مع عقيدة الأطراف الأخرى" ويعيد تطور وتوسع التنظيم بهذه السرعة إلى "سلوكيات الحكومة العراقية وممارساتها الخاطئة، وهو ما استفاد منه التنظيم بشكل دقيق وذكي".
ويضيف الزبيدي أن التنظيم استطاع بناء قوة استخبارية تتفوق في مهارتها استخبارات الحكومة العراقية في المدن والمناطق التي يسيطر عليها.
وهذا السياق يشير إلى كشف داعش لمخطط حكومي يهدف إلى تشكيل صحوات جديدة يمكن أن تتصدى لداعش كما تصدت سابقا لتنظيم القاعدة وأبو مصعب الزرقاوي، حيث "استطاع التنظيم خلال أيام أن يكشف المخطط ويرصد من يقف ورائه وكان رده قاسيا جدا، حيث فجر 258 منزلا لضباط ومواطنين انخرطوا في هذه الصحوات الجديدة، وأصدر تصريحا حذر فيه كل من يحاول أن يتصدى للتنظيم".
داعش والأكراد
مع تنامي قوة تنظيم داعش العسكرية والتنظيمية والاجتماعية وتوسيع نفوذه والمناطق التي يسيطر عليها سواء في العراق أو سوريا، بات يشكل تهديدا للقوى المحلية والإقليمية والدولية، حيث التحق آلاف المقاتلين الأجانب بصفوفه الذين يعود بعضهم إلى بلاده وقد اكتسب تدريبا وخبرة عملية واستعدادا نفسيا وعقائديا لاستخدام العنف في بلاده.
وهذا ما دفع إلى دق ناقوس الخطر والتحذير من خطر داعش الذي لم يعد يقتصر على سوريا والعراق، حيث يقاتل الآن، وإنما يمتد خطره إلى أمريكا والدول الأوربية أيضا والتي تدعو إلى التصدي للتنظيم.
ولكن هل هناك فعلا قوى داخلية أو إقليمية أو إرادة واستراتيجية دولية للتصدى للتنظيم وخطره الداهم؟ عن ذلك يجيب الباحث في شئون التنظيمات الإسلامية حسن أبو هنية، بأنه في ظل استمرار الأزمة السورية والتدهور في العراق وعدم وجود "استراتيجية واضحة لإعادة بناء العملية السياسية، سواء في سوريا أو العراق، يبدو أنه ليس هناك جهة إقليمية أو دولية راغبة في التورط في المستنقع السوري والعراقي".
ويضيف أنه في ظل غياب استراتيجية دولية وإقليمية واضحة للتصدي للتنظيم، فإنه سيستمر في التنامي.. ويشير أبو هنية إلى أن الأخطر من ذلك هو انتشار نموذج داعش الذي "لا يتوسع جغرافيا فقط في المنطقة الممتدة من العراق إلى سوريا ولبنان، وإنما يتوسع وينتشر في أماكن عديدة أخرى".
أما بالنسبة للأكراد الذين يتصدون لتنظيم داعش ويمنعونه من التقدم باتجاه مناطقهم سواء في سوريا أو العراق، فيقول المحلل السياسي العراقي وليد الزبيدي إنهم لا يريدون الدخول في صراع ومعارك مع داعش وإن "قوات البيشمركة مدربة على أساس الدفاع عن مناطقها.. والقيادات الكردية تريد المحافظة على ما حققته من بناء وأمن وبالتالي فإن الاستراتيجية الكردية تقوم على عدم التصادم (مع داعش)".
من جانبه يشير أبو هنية إلى براغماتية التنظيم ومحاولته "السيطرة على المناطق الرخوة التي لا تسيطر عليها قوى أخرى ويثبت نفسه على الأقل مرحليا في ما يسمى "بالمحافظات السنية" وبالتالي فسيتجنب التنظيم الدخول في صراع ومعارك مع الأكراد.
وهذا ما دفع إلى دق ناقوس الخطر والتحذير من خطر داعش الذي لم يعد يقتصر على سوريا والعراق، حيث يقاتل الآن، وإنما يمتد خطره إلى أمريكا والدول الأوربية أيضا والتي تدعو إلى التصدي للتنظيم.
ولكن هل هناك فعلا قوى داخلية أو إقليمية أو إرادة واستراتيجية دولية للتصدى للتنظيم وخطره الداهم؟ عن ذلك يجيب الباحث في شئون التنظيمات الإسلامية حسن أبو هنية، بأنه في ظل استمرار الأزمة السورية والتدهور في العراق وعدم وجود "استراتيجية واضحة لإعادة بناء العملية السياسية، سواء في سوريا أو العراق، يبدو أنه ليس هناك جهة إقليمية أو دولية راغبة في التورط في المستنقع السوري والعراقي".
ويضيف أنه في ظل غياب استراتيجية دولية وإقليمية واضحة للتصدي للتنظيم، فإنه سيستمر في التنامي.. ويشير أبو هنية إلى أن الأخطر من ذلك هو انتشار نموذج داعش الذي "لا يتوسع جغرافيا فقط في المنطقة الممتدة من العراق إلى سوريا ولبنان، وإنما يتوسع وينتشر في أماكن عديدة أخرى".
أما بالنسبة للأكراد الذين يتصدون لتنظيم داعش ويمنعونه من التقدم باتجاه مناطقهم سواء في سوريا أو العراق، فيقول المحلل السياسي العراقي وليد الزبيدي إنهم لا يريدون الدخول في صراع ومعارك مع داعش وإن "قوات البيشمركة مدربة على أساس الدفاع عن مناطقها.. والقيادات الكردية تريد المحافظة على ما حققته من بناء وأمن وبالتالي فإن الاستراتيجية الكردية تقوم على عدم التصادم (مع داعش)".
من جانبه يشير أبو هنية إلى براغماتية التنظيم ومحاولته "السيطرة على المناطق الرخوة التي لا تسيطر عليها قوى أخرى ويثبت نفسه على الأقل مرحليا في ما يسمى "بالمحافظات السنية" وبالتالي فسيتجنب التنظيم الدخول في صراع ومعارك مع الأكراد.
هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل.