الإخوان الصهيونيون ..ادفع ..ننفذ
منذ نشأتها وجماعة الإخوان المسلمين تشبه إلى حد كبير نشأة الكيان الصهيوني، فكلاهما أخرجته المخابرات البريطانية، وكلاهما نشأ تنظيما سريا يهدف إلى اغتصاب الأراضي والثروات.. وكلاهما رفع راية الدين من أجل التسرب إلى المجتمعات التي عاشوا فيها، وكلاهما أيضا عاش منعزلا عن المجتمعات التي احتضنتهم في "جيتو" خاص بهم، وأخذوا يكفرون من يخالفهم، بل وقتل معارضيهم.
جماعة الإخوان ..أو التنظيم السري للإخوان بما يشمله من تنظيمات سرية تشبه التنظيم الماسوني فكرا وعقيدة، وحتى طريقة القسم والعهد (ولنلاحظ عضوية قيادات الإخوان التاريخية مثل حسن البنا وسيد قطب للمحفل الماسوني المصري).. فهم مجرد جماعة وظيفية مثلما كانت إسرائيل ولا تزال "دولة وظيفية"..هذه الوظيفية هي التي جعلت التنظيمات الصهيونية تقدم نفسها للإمبريالية الاستعمارية كممول لمشروعاتها ومنفذ لخططها التي تهدف إلى تصفية بؤر المقاومة في الدول التي وقعت تحت الاحتلال، ولنقارن بين دور الجماعات الصهيونية في الحرب العالمية الأولى والثانية، ودور جماعة الإخوان في تمويل أنظمة قمعية استبدادية، (ولنأخذ شركات توظيف الأموال وبنك البركة وتحويلات تجارة الأفيون من أفغانستان ) نموذجا.
ويتسم أعضاء الجماعات الوظيفية - كما يوضحها المفكر الراحل عبد الوهاب المسيري - خصوصًا تلك التي تضطلع بوظيفة قتالية، بالعزلة عن غالبية أعضاء المجتمعات المضيفة، والالتصاق الشديد بالنخبة، والعجز الشديد، فليست لها قاعدة شعبية، ومن ثم فهي لا تملك إرادة مستقلة، والدولة الصهيونية إعادة إنتاج لهذا النمط.
وكما أنه لا بد أن تتبع الجماعة الوظيفية راعيًا يحميها ويكفل لها أمنها ومستواها المعيشي المتميِّز نظير أن تقوم هي على خدمته ورعاية مصالحه ضد أعدائه قامت جماعة الإخوان على مدار تاريخها بدور الجماعة الوظيفية التي تقوم بخدمة سيدها الذي يدفع لها ويتكفل برعايتها، ويكون بمثابة الحبل السري لها نظير قيامها بإرهاب معارضيه والقيام بدور الفزاعة، ولننظر تنقل تمويل الجماعة من بريطانيا إلى المخابرات الأمريكية، ثم المخابرات السعودية، ثم المخابرات القطرية، فضلا عن قدرتها على التكيف والتوحد مع الأجهزة الأمنية في مصر إلى الحد الذي جعل أعضاءها متعاونين من الدرجة الممتازة.
من ناحية أخرى فإن التنظيم الدولي يشبه إلى حد كبير، بل ويمكن أن تصل لدرجة التطابق منظمة "ايباك " الصهيونية التي تتولى جمع التبرعات للكيان الصهيوني.. فالتنظيم الدولي تنظيم عنقودي عابر للقارات، يقوم بجمع الأموال للإخوان.. وقادر على التعامل مع أجهزة المخابرات العالمية، وقادر على التكيف البراجماتي في عمليات اقتصادية غير مشروعة لتوفير التمويل اللازم للجماعة. (وللحديث بقية)