رئيس التحرير
عصام كامل

دماء شهداء "الجرف الصامد" تحرم أهالي غزة من الاحتفال بالعيد.. القطاع يتشح بالسواد بعد سقوط أكثر من ألف شهيد و700 جريح.. أكثر من ربع مليون مشرد يفترشون الحدائق والمتنزهات.. وصلاة العيد فوق ركام المساجد

الأوضاع في غزة -
الأوضاع في غزة - صورة أرشيفية

غابت ملامح العيد في قطاع غزة، وطغى الحزن والألم على الأهالي، مع استمرار العدوان الإسرائيلي، الذي توقف "جزئيًا" لساعات، وعلى غير العادة في مثل هذه المناسبات خلت الشوارع والأسواق تمامًا، ونُصبت بيوت العزاء، بعدما تعذّر ذلك في الأيام الماضية.


حلول عيد الفطر في هذه الظروف التي يعيشها قطاع غزة زاد من الأوجاع ونكأ الجراح، فالفرحة التي كان يفترض أن يشعر بها الفلسطينيون، استُبدلت بالأحزان، مع سقوط أكثر من ألف شهيد، و700 جريح، وأكثر من ربع مليون مشرّد يعيش أغلبهم في الشوارع والحدائق العامة.

الجديد المختلف فقط في هذا اليوم بالنسبة لأهل غزة هو أن وتيرة القصف الإسرائيلي تراجعت، ربما إلى حين، وهدير الطائرات الحربية تراجع نسبيًا، فيما يستمر تحليق طائرات الاستطلاع كالمعتاد.

وتتجلى ملامح المعاناة في المناطق الشرقية لقطاع غزة، والتي تعرضت على مدى الأيام الماضية لقصف وحشي أحال أحياء بأكملها إلى أكوام من الركام، فالشوارع والحدائق والأماكن العامة التي تضج عادة بالمحتفلين، باتت مأوى لمئات العائلات التي تقطعت بها السبل.

لا تكفي الكلمات لوصف ما آلت إليه أحوال المئات من العائلات التي فقدت كل شيء، بعضها استشهد أكثر من نصف أبنائها، والبقية إما جرحى أو مفقودون، وفوق هذا خسرت منازلها ومقتنياتها، ولا يملك أحدهم سوى ملابسه، يفترشون الأرض ويلتحفون السماء.

كثير من العائلات التي لم تتمكن من إقامة بيوت العزاء لأبنائها الذين استشهدوا خلال العدوان، وجد في الهدوء النسبي المؤقت فرصة لاستقبال المعزين، في حين خرج كثيرون في جنازات جديدة لتشييع الشهداء، ومعظمهم ممن فارقوا الحياة متأثرين بجراحهم، أو عُثر على جثامينهم تحت الركام.

حتى صلاة العيد التي اعتاد الفلسطينيون على إقامتها في المساجد، حُرم كثيرون منها، بعدما دُمرت العشرات من المساجد، وتحولت إلى أكوام من الحجارة، فلم يجد الأهالي بدًُا من الصلاة فوق الركام أو في العراء.
الجريدة الرسمية