لبان وبانجو في رمضان!
* بعد ظهور الفتاوى العجيبة مثل التدخين لا يفطر في رمضان، والمسافر للمصيف يجوز له الإفطار.. سمعت عن جدل حول اللبان.. هل يفطر أم لا؟ وعلمت أن البعض يستعد لإطلاق شمروخ فتوى تقول إن اللبان لا يفطر!.. ويبقى السؤال المحير والمُخْجِل: إذا كان "اللبان" لا يفطر.. فما حُكم "اللى مابانش"؟!.
* عزيزى المستهتر.. نصيحة لوجه الله.. دعك من الاستعباط ولا تحبس سحورك بسيجارة بانجو، فتقع فيما وقع فيه ذلك الزبون الغبى.. المذكور الأبعد يبدو أنه حبَس بسيجارتي بانجو بعد السحور، فظل في حالة السُّطَل طوال النهار.. الزبون دخل مطعمًا قبل الإفطار وطلب من الجرسون كوب ماء ليشربه قبيل أذان المغرب بخمس دقائق.. وعندما سأله الجرسون بدهشة عن السبب.. قال له عشان ألحق آخد فوار الحموضة!
*العرقسوس ملك المشروبات المتوج في رمضان.. لا سيما عندما يشرفنا الشهر الفضيل في فصل الصيف، ومن أجمل اللوحات التي أشعر بسعادة وانسجام نفسى عندما أتطلع إليها في رمضان، منظر بائع العرقسوس الذي يحرص على الظهور بالشكل التقليدى الفولكلورى الجميل، حيث يضع قربة العرقسوس على صدره، وقد أحاطتها الأربطة الكثيرة والمحكمة في كتفه ووسطه وظهره، ثم يقوس ظهره للخلف ويرفع رأسه ليس على سبيل القنعرة وإنما خوفًا من أن تأخذه القربة الثقيلة وتكفيه على وجهه، فضلًا عن الشخاليل الشهيرة بلمعة الذهب في يده.. عمنا بيرم التونسى كتب رباعية أحلى من العسل في بتاع العرقسوس تقول: ياللى بالعرقسوس سارِح وبتخَبَّط / عَبَّط على قِدْرِتك والكوبَّايات عَبَّط / خايف عليك وانت ماشى في حَىَ مِتْزَبَّط / مِن نُقْرَة تِنْدَبْ فيها وانتَ مِتْرَبَّط !
* في نهار رمضان أبدو في حالة كرب.. لا أستطيع التركيز بعد أول ربع ساعة من بداية التطلع في الورق ثم بدء الكتابة.. تدخل الحروف في بعضها ثم يسيح نافوخى على بعضه، فاضطر للشجار لتأجيل العمل إلى ما بعد الإفطار وبيدى فنجان القهوة والسيجارة تلو الأخرى.. ولو تصادف وكتبت خبرًا في نهار رمضان عن اجتماع مهم في مجلس الوزراء، فلا يخرج إلا بهذه الصورة.. "في أول اجتماع لمجلس الوزراء في الصيام وفى عز الحر، والكهربا قاطعة.. صمم السيد وزير التجارة على أن تسعة أعشار الرزق من التجارة وليس الصناعة.. حاول الوزراء إقناعه بالتخلى عن موقفه حتى لا يغضب وزير الصناعة، إلا أنهم فشلوا أمام تصميمه الرهيب، فاضطر وزير الصناعة إلى ضربه بالدماغ لينهى الاجتماع"!
