رئيس التحرير
عصام كامل

نهاية عصر «الرجل الحديدي» في الكنيسة.. البابا يحجم نفوذ «الأنبا بيشوي» بشعار «الدماء الجديدة».. تقليص دور مطران دمياط وكفر الشيخ كرئيس لقسم اللاهوت بمعهد الدراسات القبطية

 البابا تواضروس الثاني
البابا تواضروس الثاني

بعد عامين من إعادة ترتيب البيت الكنسي، تمكن البابا تواضروس الثاني من إنهاء أسطورة الرجل الحديدي داخل الكنيسة، بعد أن كان يحكم سيطرته على سكرتارية المجمع المقدس في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية طيلة 27 عامًا، والتي كانت تتجاوز المدة القانونية للبقاء في هذا المنصب.


فجأة ودون مقدمات اختفى الأنبا بيشوي مطران دمياط وكفر الشيخ رئيس دير القديسة دميانة بالبراري عن الأنظار، بعد أعوام ظل متصدرًا المشهد الكنسي وممسكًا بسكرتارية المجمع وملف المحاكمات الكنسية.

ومن حين لآخر يحاول الأنبا بيشوي العودة للظهور، إلا أن الرياح أتت بما لا تشتهي سفن مطران دمياط وكفر الشيخ، فحينما يتحدث بشأن أمر ما ينقلب عليه عدد من المسيحيين، ولعل أبرز تلك الوقائع نصيحته للمسيحيات بتعلم الحشمة من المسلمات وارتداء الحجاب، الأمر الذي تسبب في خروج تظاهرات نسائية داخل الكنيسة ضده، وذلك إبان الفترة الانتقالية التي كان يتولاها القائم مقام آنذاك الأنبا باخوميوس.

البابا تواضروس بدوره أعاد هيكلة معهد الدراسات القبطية، وعين عميدا له بعد أن كان يتولى الأنبا بيشوي إدارة ذلك المعهد، وتقليص دور بيشوي كرئيس لقسم اللاهوت بالمعهد، وذلك عقب تصريحات البابا الأولى بأن الكنيسة تحتاج دماءً جديدة لاتساع الخدمة ورعاية أبنائها.

«بيشوي» الذي كان معروفًا بقربه لنظام الرئيس الأسبق حسني مبارك وقيادات الحزب الوطني المنحل وتبريكه لتوريث الحكم لجمال مبارك حينها على استحياء، وهذا بخلاف ما كان يقوله ضد الطوائف المسيحية الأخرى تحت مسمى الدفاع عن العقيدة الأرثوذكسية.

لكن يبدو أن السر وراء اختفاء الأنبا بيشوي عن الأنظار فجأة هو وصول البابا تواضروس للكرسي البابوي بعد إجراء الانتخابات البابوية وتلاها القرعة الهيكلية، واعتزامه تجديد وتأهيل وتقويم عدد من المسارات داخل الكنيسة، لاسيما المسار التعليمي وغيره.

ومنذ ذلك الحين ظل ظهور مطران كفر الشيخ والبراري محدودًا للغاية، منذ اعتلاء البابا الجديد السدة المرقسية، ومنها حضوره لعمل الميرون المقدس بالطريقة المستحدثة بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، لاسيما وجوده ضمن الوفد المرافق للبابا تواضروس الثاني في زيارته إلى لبنان، 25 مارس الماضي لتقديم التعازى في البطريرك زكا الأول عيواص بطريرك أنطاكية وسائر المشرق، والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية في العالم والمشرق، وكذلك مشاركته بعض المؤتمرات العقائدية بالخارج والداخل.
الجريدة الرسمية