برامج رمضان «فقست في وش الجمهور»
لأول مرة منذ سنوات يجد المشاهد المصرى نفسه كارهًا للتليفزيون في شهر رمضان، فالبرامج التي أذعيت خلال الشهر الكريم كان تأثيرها سيئا، وفى الحقيقة لا توجد برامج تجذب المشاهد، مجموعة من البرامج التافهة المزيفة يقدمها مجهولون تدعى أنها برامج مقالب، بعيدًا عن مدى مصداقيتها، فهى لم تكن برامج على أية حال، وأعتقد أن هذه البرامج تشبه رائحة البيض "الممشش".
وبعيدًا عن البرامج المجهولة فقد راهن الجمهور على أن البرامج التي يقدمها النجوم ستكون قوية، وتوقع البعض أن محمد فؤاد سيقدم قنبلة الموسم في "فؤش في المعسكر"، ولكن مع مرور الحلقات الأولى تأكدوا أن البرنامج لا يمت للمقالب بصلة وأنه مفتعل، بالإضافة إلى أن أداء محمد فؤاد كان لا يختلف كثيرًا عن كارتونة "بيض مزارع" فاسدة، ولا أعلم من الذي أقنع "فؤش" أن هذا البرنامج سينجح، ولا حتى أعلم كيف كان ينام محمد فؤاد مرتاح البال بعد كل حلقة يقوم بتصويرها، كيف طاوعه قلبه على ارتكاب هذه الجريمة، وأعتقد أننى لو كنت منتج هذا البرنامج لكنت أوقفته بعد تصوير أولى حلقاته، وأبلغت الشرطة بأن هناك جواسيس يقيمون أحد المعسكرات في محمية "رأس محمد"، وتبرعت بمبلغ من ميزانية البرنامج لإحدى الجمعيات الخيرية حتى يغفر لى الله ما فعلته في المشاهدين.
أما رامز جلال فقد أعاد تكرار نفس إفيهاته، وعلى الرغم من أنها أثارت الضحكات وكان أكثر البرامج مشاهدة في رمضان، إلا أنه لم يقدم جديدا، ولو كان يجلس رامز في كهف ويقدم برنامجه لما أحس المشاهد بفرق بين برنامجه العام الماضى "رامز غنخ آمون" وبرنامجه الحالى "رامز قرش البحر"، فهو لم يقدم أي جديد، وإنما فريق العمل الذي يرتب له كل شيء، فرامز كما هو يجلس في يخت أو فى حجرة، ويتحدث مع النجم وهو في الأسانسير، أو وهو محبوس داخل مقبرة فرعونية، أو يحدث سائق "الزودياك"، هو هو بدون أي تغيير، حتى الإفيهات متشابهة ومكررة، ولا أعرف ما فكرة أن يقوم رامز بقيادة "الدولفين" حتى يصل للضيف وهو في المياه.
دعك من ذلك، لماذا يقفز رامز في الماء بعد أن يصل إلى الضيف، أشعر وكأنه نوع من أنواع المشاركة الوجدانية، أو ربما يريد إيصال رسالة للضيف فحواها "أنا كمان اتبليت زيك، متزعلش"، أو من المحتمل أنه يريد أن نعلم أنه "بيعرف يعوم"، أعتقد لو ظل رامز في "الدولفين" كان الموقف سيكون أفضل، هل تعتقدون أنه ندم لعدم استقبال الضيف بنفسه في بداية الحلقة فقرر أن يستقبله في نهايتها في وسط البحر الأحمر؟ ولما لا؟، المهم أن يظهر كثيرًا في البرنامج.
أما نيشان فمازال يستضيف النجمات ليسألهن "لماذا تزوجتى عشرين مرة؟"، أو ربما ليسأل أخرى "هل حقًا كنت تلعبين مع الكلاب الضالة وأنت صغيرة؟"، وغيرها من الأسئلة التي كانت رائعة في وقت ما، إلى أن مل الجمهور منها مع تكرارها المعتاد، والمستفز في الأمر أن نيشان ما زال يصفف شعره بنفس الطريقة الشهيرة "عرف الديك"، التي لم يتخل عنها منذ ظهوره، ولكنه غيرها قليلًا هذا العام، لتشعر وأنت تشاهده بأنه قد ارتدى "قنفد" في رأسه.
أما ما قدمه محمد بركات فلا أعلم هل هو برنامج أم مسلسل كارتونى، فهو قدم ما يسمى بـ "بركات ملك الحركات"، فلو كان برنامج مقالب فلابد من محاكمة صناعه، إما إذا كان مسلسلاً فهو بايخ جدًا، وأداء الممثلين خلاله كان ضعيف جدًا، فهم لم يقنعوا الجمهور بأنهم متفاجئون بالمقلب، أما أداء بركات نفسه فكان يشبه أداء هانى رمزى في إعلان "قطونيل"، وربما يكون هانى أرحم منه قليلًا، وإذا كان بركات لاعب كرة قدم معروف فمن الأفضل له أن يحافظ على ما تبقى له من رصيد لدى الجمهور ويبتعد عن تقديم البرامج.
الخلاصة أن برامج رمضان هذا العام كانت سيئة ولم تقدم أي جديد، بل إنها شهدت نهاية بعض النجوم الذين أحبهم الجمهور، وقد يلحق بهم رامز إن استمر في تقديم نفس النوعية من البرامج.