رئيس التحرير
عصام كامل

استبعاد مصر وفلسطين من اجتماع باريس.. قيادي بـ"فتح": المحادثات تمثل ضغطا أمريكيا على فلسطين.. و"حماس" لا تصدر سوى الضجيج.. وعضو بـ"الشئون الخارجية": مماطلة "حماس" ودخول أطراف جديدة يزيد الوضع تعقيدًا

حركة المقاومة الفلسطينية
حركة المقاومة الفلسطينية حماس - صورة ارشيفية

تعمل الولايات المتحدة الأمريكية على تنفيذ مخطط إنقاذ حركة حماس وإقامة إمارة إخوانية على الحدود الشرقية لمصر وذلك من خلال دعوة عدد من الدول إلى اجتماع باريس واستبعاد مصر وفلسطين.

واستطاع الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن يكشف تلك الخطة عندما زار جون كيري وزير الخارجية الأمريكي القاهرة، إلا أن الدبلوماسيين أكدوا فشل تلك المباحثات بباريس، متوقعين أن أقصى ما ستصل إليه هو إعلان الدولة المحتلة "إسرائيل" هدنة لوقف إطلاق النار على الأراضي المحتلة.

وعلق الدكتور جهاد الحرازين القيادي بحركة فتح، على غياب مصر عن محادثات باريس، قائلا: "لن يكون هناك أي فائدة من هذه المباحثات، خاصة بعد إطلاق المبادرة المصرية والاجتماعات التي دارت أمس بالقاهرة".

وأضاف الحرازين لـ"فيتو"، أن محادثات باريس أسفرت عن مجرد هدنة دون تحقيق أي شروط من التي طالب بها الشعب والسلطة الفلسطينية، فلن تكون لها أي جدوى، وأن تلك المباحثات هي نوع من الضغوط التي تمارس على الدولة المحتلة.

وأشار إلى أنه من الأحرى ألا يكون هناك متاجرة بالدم الفلسطيني، كما أنه من الأحرى -أيضا- أن تكون تلك المباحثات من قلب المبادرة المصرية.

وقال:" إن حركة حماس لم يصدر منها سوى الضجيج، وأن فلسطين لم تستفد من ذلك الضجيج حتى الآن"، مشددا على أن "حماس" لم تلتفت للدم الفلسطيني المسال، وأكد أنه تم دعوة الدول المناصرة لحركة حماس وهي قطر وتركيا.

وألمح إلى أن تركيا التي تدعي الوساطة من أجل إيقاف سيل الدماء على الأراضي الفلسطينية، هي نفسها التي زاد حجم التبادل التجاري بنسبة 25% مع دولة الاحتلال، وهي أيضا أول دولة قامت بفك الحظر عن مطارات إسرائيل.

وأشار إلى أن مطالب الفلسطينيين معروفة وهي ضمان حقوقهم، وفتح كافة المعابر وليس معبر رفح، والإفراج عن كافة الأسرى الفلسطينيين وإفشال مخطط تهويد الأراضي المحتلة، وتمرير كل الشروط لتخدم كل الفلسطينيين وليس فصيلا معينا.

وعما تردد بشأن استبعاد مصر وفلسطين من المحادثات بباريس، قال: "إن الجميع يدرك دور مصر الهام لحل القضية الفلسطينية".

في سياق آخر، فجر سمير غطاس، رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية، مفاجأة من العيار الثقيل، وهي أن الولايات المتحدة الأمريكية التي دعت للمباحثات التي تجرى بباريس لتوحيد الجهود لوقف إطلاق النار في غزة، واستبعدت كلًا من مصر وفلسطين من الحضور.

وأضاف لـ"فيتو" أنها لم تقم بدعوتهما من الأساس للحضور، مشيرا إلى أن أمريكا كشفت عن وجهها الحقيقي، ودعت أنصار حماس، وهي قطر وتركيا، من أجل إنقاذها لإقامة إمارة إخوانية على الحدود الشرقية لمصر.

وأضاف أن الولايات المتحدة الأمريكية تستهدف تنفيذ مشروع الإمارة الإخوانية الذي بذلت فيه جهدًا وبدأت فيه، تعويضًا عن خسارتها في الفترة الماضية.

مضيعة للوقت
من ناحيته، أكد رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أن المحادثات القائمة بباريس، "مضيعة للوقت".

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"فيتو"، أن: السبب الرئيسي لغياب مصر عن تلك المحادثات هو عملية المماطلة ومحاولة إدخال أطراف بعيدة عن المشهد للتأثير بالسلب على المبادرة المصرية، مشيرا إلى أن كل من يدخل من أطراف جديدة يزيد الأمر تعقيدًا، كما أن مصر تشعر بتلك المماطلة التي تزيد الأمر ارتباكًا منذ رفض "حماس" لمبادرة القاهرة.

وأضاف أن إصرار "حماس" على إنهاء الحصار الإسرائيلي على غزة قبل وقف القتال، استفز الدولة المحتلة، لأنها تصر هي الأخرى على نزع السلاح مقابل إنهاء الحصار، بعد أن درست الموقف الحقيقي، ما جعلها توافق على المبادرة المصرية.

ضغط أمريكي على فلسطين
وقال: "إن تلك المحادثات إما أن تكون وسيلة ضغط على فلسطين أو أنها ستعود للمبادرة المصرية تحت عنوان المبادرة الدولية بنفس بنودها".

وعما إذا كانت فلسطين ستنعم بعيد الفطر المبارك من عدمه، قال: "حماس حرمت الأراضي المحتلة من العيد.. الرئيس عبد الفتاح السيسي قال: إذا مر الإنسان بعدد من المواقف والنتيجة واحدة عليه يجب عليه أن يراجع نفسه، وعلى حماس أن تراجع نفسها بعد كل التطورات الأخيرة في الأوضاع".

جدير بالذكر أن كلًا من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا والاتحاد الأوربي وتركيا وقطر، تحضر محادثات باريس اليوم السبت، لضم الجهود لوقف إطلاق النار في غزة.
الجريدة الرسمية