نجيب محفوظ.. يثرثر على النيل
في يونيو ١٩٦٦ أجرى الكاتب عبدالله الطوخى حوارًا مع الأديب نجيب محفوظ نشرته مجلة "صباح الخير"، تحت عنوان «نجيب محفوظ يثرثر على النيل» بمناسبة إصدار الأديب الكبير لروايته «ميرامار» بعد إصداره رواية «ثرثرة فوق النيل».
أجرى الطوخي حواره على أحد الكازينوهات على النيل التي اعتاد نجيب محفوظ الجلوس عليه في الصباح،
بدأ الطوخى حواره بالقول إن معظم الأعمال الفنية التي قدمت في الموسم الماضى هابطة حتى رواية ثرثرة فوق النيل التي بدأها برجل جف المداد من قلمه وظل يكتب دون أن يدرى أن الحبر نفذ.
وقال نجيب:" لنترك روايتى ونبدأ بالمسرح الذي قيل أنه هابط لكن لو تمعنا النظر فيما قدمه لوجدنا العكس وأن جميع الروايات التي قدمت انتهت بلحظات الانتصار لأن الشعور بالألم ورغبة الفنان في الاحتجاج لا تقف عند الثورة ولكنها رغبة في الكمال بثورتها في النفوس".
وأضاف الأديب العالمي في حواره:" في مسرحيتى "بير السلم" و"الفرافير" نجد نفس النهاية المنتصرة.. ونحن في فترة انتقال وفى فترات الانتقال يصبح الإحساس بالخطر شعورًا نبيلًا يجب أن نباركه وهذا هو الموقف الواعى السياسي الثورى والفنان الثورى ومن الممكن ببساطة أن تفرح ونهلل لما حققناه من انتصارات فالتهليل الذي يصرفنا عن حقيقة الموقف لا اعتبره غير عمى أمام المؤامرات التي تحاك ضدنا إلا على الفساد والمنافى للقيم والعدالة والتطور ومن هنا يصبح الاحتجاج مباركًا.. وذلك صميم موقف الفن من الثورة أن يصبح الفن نفسه ثورة مع الثورة ".