رئيس التحرير
عصام كامل

أسواق بورسعيد "ضجيج بلا طحن ".. زحام كثيف على ملابس العيد دون شراء.. والتجار: الناس جيوبها فاضية.. وقوانين الحكومة تهدد بتشريد 32 ألف أسرة.. أصحاب المحال: نعاني عدوانا ثلاثيا من نوع جديد

فيتو

تعيش «أسواق بورسعيد » على إيقاع سريع للغاية هذه الأيام، قبل أيام من عيد الفطر، يصعب خلالها أن تجد موطئا لقدمك بين التجار والعمال والباعة المتجولين والزبائن القادمين إليها من كل حدب وصوب كل هؤلاء وغيرهم يتفقون على هدف وهو بيع وشراء احتياجات العيد.


الحميدي والتجاري والشرقية هي أهم المركز التجارية الشعبية بالمدينة الحرة، هي نقطة الأصل لبورسعيد منذ بداية المنطقة الحرة، وفيها تصب جميع المحافظات أبناءها في أكبر تجمع تجارى شعبى للفوز بالملابس المستوردة جيدة الصنع ورخيصة السعر نسبيا، تعد هذه المنطقة هي قلب المدينة الحرة النابض أو العاصمة التجارية لمدينة بورسعيد وأكبر مركز تسوق على الإطلاق. 

«فيتو» التقت أطراف حديث الكثير من الباعة، الذين أجمعوا على أن حالة كساد كبيرة تضرب المدينة الحرة في مقتل، على جميع المستويات والسلع، والأسواق المنتشرة ببورسعيد وخاصة مع ارتفاع الأسعار وازدياد معدل التهريب وفرض قوانين صارمة على المستوردين يقابلها تراخي تجاة رسم الوارد في باقي المحافظات مما يفقد الحرة ميزاتها دون باقي المحافظات.

قد تبدو أسواق بورسعيد مليئة بالزائرين والمشترين من كل الطوائف ولكل السلع، لكن الكساد يظهر أيضا في حركة البيع. 

يقول محمد عبد الله، بائع الملابس في قلب الحميدي: "نعاني عدم الإقبال على الشراء مثل كل عام بسبب ارتفاع أسعار البضائع في المدينة الحرة بالمقارنة بالقنطرة والتي أصبحت تستحوذ على نصيب الأسد من البضائع المستوردة، وأصبحت مفضلة عن بورسعيد نظرا لعدم وجود منافذ جمركية، وأيضا الأزمة الأكبر أن «جيوب الناس فاضية.. آه والله العظيم».


يقول سيد عبد الرحمن -بائع -نعاني من التردد للكثير من الزبائن هذه الأيام لكن دون جدوى ودون تحقيق أي عائد حيث تاتي الأسرة مكونة من أربعة أو خمسة أفراد وتدخل المحل وتبدأ في الفصال وتنزيل في الأسعار وفي النهاية يخرجون دون شراء أية قطعة وأصبحنا نحفظهم من هيئتهم -كما يقول- و"نظرة عينهم على البضائع، لنعرف أنهم لن يشتروا شيئا".

وفى الجانب الآخر شارع الشرقية الذي كان مشهورا عنه تجارة المنتجات المستوردة بسعر الجملة إلا أنه مع الظروف الاقتصادية بدأ تجار الجملة اللجوء للبيع بالتجزئية، بمزيد من الملل يتحدث أحد أصحاب تلك المحال قائلا: "إن البلد تعبان ومرهق اقتصاديا، ولم يعد لدى الأسر ما يدفعونه استعدادا للعيد، ويربط بين حالة الغلاء العامة في العديد من السلع وارتفاع أجرة المواصلات والبنزين والسولار والسجائر وبين ما انتهت إليه حالة المحل الذي يعمل فيه، وأن «خلاص مبقاش فيه شغل.. شطبنا بدرى السنة دى».


يعمل محمد الجبالي منذ أكثر من سبع سنوات في تجارة الملابس في شارعي التجاري وطولون، وقبلها بسنوات كان يعمل في هذه المهنة في أماكن مختلفة، ويرى أن حالة الكساد تلك لم تشهدها أسواق المدينة الحرة من قبل، وأن كل عام تسوء الأوضاع أكثر فأكثر.

ويقول أسامة موسى، عضو جمعية رجال الأعمال العرب وأحد أصحاب المحال بالمدينة الحرة ما تشهدة بورسعيد ينبأ بمؤشر خطر وأن المدينة على حافة الهاوية هناك كتل بشرية ضخمة تجوب الأسواق ومحال لا تبيع بجنيه واحد في اليوم فالزبائن تكتفي بالفرجة فقط. 

وأكد موسى أن بورسعيد تعاني من عدوان ثلاثي من نوع حديد وهي حزم قوانين من شأنها القضاء على المنطقة الحرة بالكامل وفناء 32 ألف أسرة من أسر التجار والباعة بمحال بورسعيد وكذلك فتح الوارد على مصراعيه مما يفقد المدينة الحرة ميزتها وانتقال خير بورسعيد بالكامل إلى مدينة القنطرة والعدوان الأكبر والأهم هو فوضى التهريب فقد أصبحت بورسعيد جنة المهربين في الأرض. 

 وطالب موسى الحكومة باتخاذ تدابير بشكل مكثف وسريع من أجل عودة الروح للمدينة الحرة والتي أصبحت جسدا بلا روح ومحال بلا زبائن.

وشدد موسى على ضرورة عودة نظام المنطقة الحرة بالشكل الذي بدأت عليه وعودة استيراد 103 سلع مرة أخرى. 
الجريدة الرسمية