رئيس التحرير
عصام كامل

الصحف الأجنبية.. وورلد تريبون تكشف مخاوف أبو مازن من اغتياله على يد فتح.. اتصالات تركية إسرائيلية لوقف إطلاق النار في غزة.. "فيسك" العالم لا يهتم بموت الفلسطينيين..اجتماع لوزراء الخارجية لبحث أزمة غزة

 رئيس السلطة الفلسطينية
رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن

سيطر الاهتمام بقصف غزة على الصحف الأجنبية الصادرة صباح اليوم السبت، والجهود الدبلوماسية الدولية التي تبذل من أجل إنهاء التصعيد العسكري على قطاع غزة ووقف إطلاق النار المتبادل بين قوات الاحتلال وحركة حماس الفلسطينية.


قالت صحيفة وورلد تريبيون الأمريكية أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن يخشي من احتمال تنفيذ عملية لاغتياله على يد حركة فتح التابع لها.

وأوضحت مصادر فلسطينية للصحيفة أن عباس يعمل على زيادة الأمن الخاص به خاصة خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مشيرة إلى أنه أرسل أسرته إلى الأردن بتوصيات من رئيس جهاز الأمن الفلسطيني محمد شحادة.

وأكدت المصادر للصحيفة أن الرئيس أبو مازن يعيش الآن وحيدا مع حرسه بالضفة الغربية بفلسطين، وأوضحت أن الأمن كثف تواجده حول مكتبه وحول مقر إقامته برام الله.

وأضافت المصادر أنه استطاع بالكاد السفر خارج رام الله، مشيرة إلى أنه أرسل عائلته بالكامل إلى العاصمة الأردنية عمان خوفا على سلامتهم.

من ناحيتها رأت الصحيفة أن الرئيس أبو مازن والذي يتبع خطابا أو نهجا إسلاميا بفلسطين واجه مؤخرا انتقادات متزايدة من داخل حركة فتح بسبب فشله في إتمام المصالحة الفلسطينية.


قالت صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية، إن تركيا على اتصال مباشر مع مسئولين مصريين وإسرائيليين من أجل التوصل لهدنة طويلة الأمد مع حركة المقاومة الإسلامية حماس في قطاع غزة.

وأشارت الصحيفة إلى انتقاد تركيا لكل من مصر وإسرائيل بشدة وعلى الرغم من ذلك فهناك مسئول حكومي كبير في تركيا على اتصال مباشر مع أحد مستشاري رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

الجدير بالذكر أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان كرر هجومه على النظام الحاكم في مصر، ورئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، خلال حوار مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية، وعاب أردوغان على نهج مصر في التعامل مع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وسبل وقف الحرب.

ووصف رئيس الوزراء التركي، الرئيس عبد الفتاح السيسي بـ"الدكتاتور"، زاعمًا أن السيسي لا يعني الشعب المصري، كما نفى «أردوغان» الاتهامات التي وجهت له بالوقوف في طريق تنفيذ المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار في غزة، موضحا أن "الغرب يدافع عن إسرائيل والعالم صامت حيال ذلك، ولذلك لا يمكننا البقاء صامتين، ولن نكون.


قال الكاتب البريطاني روبرت فيسك: "إن الإفلات من العقاب هي الكلمة التي تتبادر إلى الذهن عندما نسمع عن 800 قتيل فلسطيني وهو عدد يفوق ضعف عدد ضحايا الطائرة الماليزية التي سقطت في أوكرانيا بمرتين، ولكن ردود الفعل لدينا في هذا الأمر غريبة وتصل للفاحشة".

وأشار فيسك في مقاله بصحيفة الإندبندنت البريطانية إلى انتقاد العالم العبث بمتعلقات ضحايا الطائرة "إم إتش 17" وتأخير دفنهم وبكائهم على الأطفال الذين كانوا على متنها لم يهتم العالم كثيرا بالقتلى والجرحى من الأطفال والرضع الفلسطينيين أو أولئك الذين يدفنون تحت القصف، ولم تبحث المنظمات الدولية حتى عن توفير ممرات آمنة لنقل المصابين.

وأضاف فيسك أن إسرائيل تتمتع بحصانة وهي أول كلمة ستقفز إلى ذهنك عند مقارنة عدد القتلى من الجانبين فعدد الفلسطينيين الذين قتلوا جراء تصعيد الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة ومعظمهم من المدنيين 800 على الأقل وفي المقابل 33 إسرائيليا.

ويتابع فيسك: "ماذا لو عكسنا الأمر وقتل 35 فلسطينيا و800 إسرائيلي في العملية العسكرية على غزة، لكان الغرب سيسمي ما حدث مذبحة وحشية وليس دفاعا عن النفس وسيكون هناك مطالبات بتسليم تلك الأسلحة الغاشمة التي تحصد أرواح أبرياء الإسرائيليين، بل وبالطبع لتدخلت الولايات المتحدة لدعم إسرائيل عسكريا ضد الإرهابيين المدعومين من إيران، ولكن الحقيقة التي لا يعترف بها أحد هي أن العالم لا يهتم بموت الفلسطينيين".

ولفت فيسك إلى الجرائم الإسرائيلية منذ عام 1948، إلى وقتنا هذا ومن بينها مجزرة صبرا وشاتيلا التي راح ضحيتها 1700 شخص في عام 1982، والهجوم العسكري الإسرائيلي في عام 1996 وعام 2008، وتدعي إسرائيل أنها تحارب الإرهابيين وتحافظ على أمنها وأن جيشها لديه أعلي المعايير القياسية تجعله في مصاف اقوى جيوش العالم وتمكنه من إصابة أهدافه بدقة إلا أن مثل هذه المزاعم ثبت كذبها بما حدث من مذبحة وراء الأخرى، ويجب على العالم أن يوقف ترويج مثل هذه الأكاذيب.

وأشار فيسك إلى وجود عرب فاسدين مثل "داعش" التي تنفذ عمليات قتل جماعي في العراق وسوريا وعدم اهتمامها بأمر فلسطين، مؤكدا أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أعلن أن القضايا الأساسية للحرب الإسرائيلية الفلسطيينة بحاجة لمعالجة وتساءل فيسك: "لكن ماذا فعل كيري طوال العام الماضي في الشرق الأوسط؟".

ويختتم فيسك مقاله بأنه كلما ازداد الغضب في المنطقة العربية سيرتفع الثمن الذي يدفعه الغرب، لأن هناك مئات آلاف من الناس في جميع أنحاء العالم يرغبون في إنهاء تلك الحرب، وهناك ملايين أيضا يتمنون إنهاء الحصانة التي تتمتع بها إسرائيل وإفلاتها من العقاب.

أكد الناطق باسم الخارجية الفرنسية لـوكالة الأناضول التركية أن اجتماعا لوزراء خارجية فرنسا وأمريكا والولايات المتحدة الأمريكية وتركيا وقطر يبدأ بعد ساعات قليلة بالعاصمة الفرنسية باريس لبحث أزمة غزة.

وأوضح أن الاجتماع سيبدأ بحضور لوران فابيوس، وزير الخارجية الفرنسي، والأمريكي جون كيري ونظيره البريطاني فيليب هاموند إلى جانب وزيري الخارجية التركي والقطري أحمد داوود أوغلو وخالد بن محمد العطية.

كانت مباحثات دولية عديدة أجريت في عدة مناطق بين كبار قادة العالم من أجل للتوصل لحل للحرب بين غزة والاحتلال الإسرائيلي لم تسفر أحدها عن أية نتائج حتى الآن ليدخل العدوان الإسرائيلي على غزة في أسبوعه الثالث تاركا وراءه مئات الشهداء من المدنيين وآلاف الجرحي الأبرياء.
الجريدة الرسمية