رئيس التحرير
عصام كامل

بصراحة.. إسرائيل عدو وحماس عدو!


يمكن الالتفاف بسهولة حول مشاعر شماتة تشمل قطاعا كبيرا من الشعب المصري تجاه عصابة حماس الإرهابية، ويمكن تغليف شحنة التشفي في قيادات تلك العصابة بكلمات ناعمة ومخملية، لا تعبر عن حقيقة الألم المبرح، الذي يكابده المصريون جزاء خيانة وسفالة حماس قبيل ٢٥ يناير 2011، والحق أن الالتفاف يمثل ضرورة نفسية لمعالجة الانحراف الوطني عند قوم في الجانب المصري وقوم في الجانب الفلسطيني معا.


حماس ليست غزة وغزة ليست هنية ومشعل وتوابعهما، لكن غزة هي فلسطين، والضفة هي فلسطين، وحماس -من الآخر- هي عصابة الإخوان، المشكلة أن ضحايا العدوان الإسرائيلي الإرهابي هي أفراد الشعب الفلسطيني من أطفال ورضع ونساء وشيوخ، فضلا عن شباب، صار طعاما للقنابل والمدافع، ولم نر هنية أو مشعل أو الزهار أو أي قيادة إرهابية حمساوية انجرح لها ظفر، إنهم مختبئون في بيوت تمتد لستة طوابق تحت الأرض، بأموال المعونات العربية والغربية، وبأموال تهريب الوقود والسيارات والتموين من مصر إلى بلطجية حماس. المشكلة أيضا أن إسرائيل تستعبط، وتعتبر أية كتابات، أو كلمات على الشاشات، إن لم تكن شماتة، أو تحريضا، فهي على الأقل، تأييد لإسرائيل، في عدوانها على الشعب الفلسطيني.

نحن ضد الإرهاب الإسرائيلي، ونتمني لو أن الصواريخ الموجهة ضد الأهداف العسكرية الإسرائيلية لم تكن محشوة هواء وأوهاما، بل نيرانا كاوية، لكننا لا يمكن أن نكون مؤيدين للعدوان النازي الإسرائيلي على المدنيين، ويمكن المضي إلى أبعد من ذلك في المصارحة، لنقول إن المصريين ودوا لو نالت نيران العدو الإسرائيلي صدور العدو حماس! من ناحية ثالثة، لا يجوز أن نتجاهل اتهام مفوض حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لإسرائيل باستخدام غاز السارين والغاز الأبيض، والأخير يأكل اللحم ويترك الضحية البشرية هيكلا عظميا، وكما فرضت أمريكا على الأسد التخلص من مخزون سوريا من أسلحة الحرب الكيماوية، علينا، على الأقل إحراج أوباما، والدفع لمطالبة تل أبيب بالتخلص من الترسانة الغازية، طبعا لن يحدث، لأننا كلنا الآن رهائن ضعفنا وعملائنا ونشطائنا، للأسف الشديد، وهؤلاء يحزنهم انفراط عقد تحالفهم مع المغرر بهم من عامة الشعب، كانوا ساخطين على فاسدين ومتعفنين في عهد مبارك، ثم انفضح أمرهم، وأسفرت الوجوه عن خيانات وشيكات، مقابل تفتيت الوطن.

والحق أن المبادرة المصرية الحالية جردت جميع التجار السياسيين من ملابسهم، وأقنعتهم، وجمعت، في الوقت ذاته، رأيا عاما غربيا حول مصر، رأي الحكمة والمسئولية، في قرار السيسي بتقديم المبادرة، لقد رفضت حماس مبادرة السيسي ظنا منها أنها تعترف به إن وافقت، والحق أن مصر لا تحتاج لاعتراف التوافه، الأغبياء، الضالعين مع إسرائيل، في إراقة الدم الفلسطيني، سواء بسواء!
الجريدة الرسمية