جرائم محور الشر
يبدو أن محور الشر المعادي لمصر «حماس - قطر - تركيا» يريد إبعاد أنظار الجماهير العربية التي تعتبر قضية فلسطين قضيتها المركزية عن تحديد المسئول عما يجري من عدوان غاشم على الشعب الفلسطيني في غزة.. سواء من قاموا باختطاف مدنيين إسرائيليين وقتلهم أو ردود الفعل العنيفة التي تقوم بها إسرائيل ضد المواطنين العزل في القطاع.
لذلك يركز محور الشر هجومه الشرس على مصر، ويتم توزيع الأدوار فيما بينهم بحيث يخاطب بعضها الجيش المصري ويحرضه ضد قيادته وهو ما يحاول أن تقوم به بعض رموز حماس، أو تنشر الشائعات التي تسيء إلى المبادرة المصرية على أمل أن يتحرك الشارع المصري ضد قيادته.. وتؤدي هذا الدور الساذج قناة الجزيزة ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان والذي يوجه انتقادات حادة للمصريين تفوق انتقاداته للمسئولين الإسرائيليين.
فهل تستحق مصر التي قدمت الشهداء على مدى تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي أن توجه إليها مثل تلك الاتهامات؟
تقدمت مصر بمبادرة تستهدف حقن دماء الفلسطينيين من أبناء القطاع، على أن يتم التفاوض برعايتها على فك الحصار الدائم عن غزة.. وفتح المعابر لدخول وخروج الفلسطينيين.
وحصلت على موافقة منظمة التحرير الفلسطينية على المبادرة التي وافقت عليها إسرائيل أيضا، وباركتها جامعة الدول العربية والأمين العام للأمم المتحدة والرئيس الأمريكي أوباما والعديد من الدول الأوربية.
ولم يكن مطلوبا من الدولة المصرية أن تعرض مبادرتها على الفصائل الفلسطنينة -وما أكثرها- لتحصل على موافقتها.. وإنما الرئيس الفلسطيني هو المخول بالقيام بهذا الدور.. خاصة بعد أن تشكلت حكومة وحدة وطنية فلسطينية تضم وزراء من مختلف الفصائل.. وبذلك تبدو حجة عدم الاتصال بحماس واهية.. وتستخدمها أطياف محور الشر لتحقيق أهداف أخرى، سرعان ما اتضحت أمام العالم أجمع، وهي أهداف ترتبط بمخططات جماعة الإخوان المسلمين الساعية للانتقام من المصريين الذين عزلوهم عن الحكم.. وتصدوا لأعمالهم الإجرامية «فهذا خالد مشعل يخاطب الجيش قائلا: إننا ننتظر نخوة الجيش المصري».. والمقصود جر مصر إلى حرب مع إسرائيل في الموعد الذي تحدده حماس.. ودون تشاور مع المصريين.. ودون نظر إلى محددات الأمني القومي المصري والتي تفرض على القوات المسلحة حراسة الداخل من مغامرات إخوان وحماس.
وتبرر تساؤلات عديدة.. منذ متي يخوض الجيش المصري معارك خارج حدوده لمجرد اشتباكات تتكرر بين حماس وإسرائيل.. لكلا الطرفين أهدافه من إشعالها.. وما المقصود من مخاطبة مشعل للجيش متخطيا القيادة السياسية التي اختارتها ملايين المصريين عبر صناديق الاقتراع.
والحقيقة أن ما لا يدركه مشعل وجماعته أن الشارع المصري لفظهم إلى الأبد.. بل كاد يكفر أيضا بفروعهم خارج مصر وعلى رأسها حماس.. وهو أمر يدعو للأسي لأن حماس ليست فلسطين.. وما ترتكبه إسرائيل من جرائم حرب في غزة لا يستهدف عناصر حماس بقدر ما يقتل الأطفال والشيوخ والنساء لا علاقة لهم بحماس.
وما لا يدركه مشعل الذي يعيش منعما في فنادق قطر.. أن حماس لم تبرئ نفسها بعد من الاتهام بقتل الجنود المصريين.. هذا الاتهام المعلق في رقبتها حتى تتجلي الحقائق.. وهو ما يجعل توجهه بالخطاب إلى الجيش المصري في الاتجاه الخطأ.