رئيس التحرير
عصام كامل

"فيسك": العالم لا يهتم بموت الفلسطينيين.. إسرائيل تتمتع بحصانة تجعلها تفلت من العقاب.. الغرب سيدفع ثمن الغضب العربي.. على العالم وقف الأكاذيب الإسرائيلية.. كيري فشل في معالجة قضايا الشرق الأوسط

الكاتب البريطاني
الكاتب البريطاني روبرت فيسك

قال الكاتب البريطاني روبرت فيسك: "إن الإفلات من العقاب هي الكلمة التي تتبادر إلى الذهن عندما نسمع عن 800 قتيل فلسطيني وهو عدد يفوق ضعف عدد ضحايا الطائرة الماليزية التي سقطت في أوكرانيا بمرتين، ولكن ردود الفعل لدينا في هذا الأمر غريبة وتصل للفاحشة".

وأشار فيسك في مقاله بصحيفة الإندبندنت البريطانية إلى انتقاد العالم العبث بمتعلقات ضحايا الطائرة "ام اتش 17" وتأخير دفنهم وبكائهم على الأطفال الذين كانوا على متنها لم يهتم العالم كثيرا بالقتلى والجرحى من الأطفال والرضع الفلسطينيين أو أولئك الذين يدفنون تحت القصف، ولم تبحث المنظمات الدولية حتى عن توفير ممرات آمنة لنقل المصابين.

إسرائيل تتمتع بحصانة
وأضاف فيسك أن إسرائيل تتمتع بحصانة وهي أول كلمة ستقفز إلى ذهنك عند مقارنة عدد القتلى من الجانبين فعدد الفلسطينيين الذين قتلوا جراء تصعيد الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة ومعظمهم من المدنيين 800 على الأقل وفي المقابل 33 إسرائيليا.

ويتابع فيسك:" ماذا لو عكسنا الأمر وقتل 35 فلسطينيا و800 إسرائيلي في العملية العسكرية على غزة، لكان الغرب سيسمي ما حدث مذبحة وحشية وليس دفاعا عن النفس وسيكون هناك مطالبات بتسليم تلك الأسلحة الغاشمة التي تحصد أرواح أبرياء الإسرائيليين، بل وبالطبع لتدخلت الولايات المتحدة لدعم إسرائيل عسكريا ضد الإرهابيين المدعومين من إيران، ولكن الحقيقة التي لا يعترف بها أحد هي أن العالم لا يهتم بموت الفلسطينيين".

أكاذيب إسرائيل
ولفت فيسك إلى الجرائم الإسرائيلية منذ عام 1948، إلى وقتنا هذا ومن بينها مجزرة صبرا وشاتيلا التي راح ضحيتها 1700 شخص في عام 1982، والهجوم العسكري الإسرائيلي في عام 1996 وعام 2008، وتدعي إسرائيل أنها تحارب الإرهابيين وتحافظ على أمنها وأن جيشها لديه أعلي المعايير القياسية تجعله في مصاف أقوى جيوش العالم وتمكنه من إصابة أهدافه بدقة إلا أن مثل هذه المزاعم ثبت كذبها بما حدث من مذبحة وراء الأخرى، ويجب على العالم أن يوقف ترويج مثل هذه الأكاذيب.

وأشار فيسك إلى وجود عرب فاسدين مثل "داعش" التي تنفذ عمليات قتل جماعي في العراق وسوريا وعدم اهتمامها بأمر فلسطين، مؤكدا أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أعلن أن القضايا الأساسية للحرب الإسرائيلية الفلسطيينة بحاجه لمعالجة، وتساءل فيسك: "لكن ماذا فعل كيري طوال العام الماضي في الشرق الأوسط؟".

ويختتم فيسك مقاله بأنه كلما ازداد الغضب في المنطقة العربية سيرتفع الثمن الذي يدفعه الغرب، لأن هناك مئات آلاف من الناس في جميع أنحاء العالم يرغبون في إنهاء تلك الحرب، وهناك ملايين أيضا يتمنون إنهاء الحصانة التي تتمتع بها إسرائيل وإفلاتها من العقاب.

الجريدة الرسمية