رئيس التحرير
عصام كامل

احتفالات عيد الفطر بدأت في السنة الثانية للهجرة.. "دار الفطرة" مصنع مخصوص لحلوى العيد في عصر الدولة الفاطمية.. "الفراعنة" أول من عرف "كعك العيد".. زيارة المقابر إحدى طقوس العيد في عصر الدولة العثمانية

كعك العيد
كعك العيد

تختلف مظاهر الاحتفال بعيد الفطر المبارك من دولة لأخرى، والشعب المصرى له خصوصية في مظاهر الاحتفال بالعيد ومنها انتقلت هذه المظاهر إلى العديد من شعوب العالم.


ففى العصر الفاطمى، كان من أهم مظاهر الاحتفال بعيد الفطر توزيع الحلوى على جميع موظفى الدولة، وإقامة الموائد الضخمة التي تحوى كل ما لذ وطاب.

وقد أنشئ مطبخ مخصوص لصناعة الحلوى أطلق عليه «دار الفطرة» في عهد الخليفة العزيز بالله وهو أول من بنى دار الفطرة وكان يقام في القصر مائدتان بمناسبة عيد الفطر.

أما في عصر الدولة العثمانية فكان الاحتفال بالعيد عقب أداء صلاة الفجر حتى يصعد أمراء الدولة والقضاة في موكب إلى القلعة ويتوجهون إلى جامع الناصر محمد بن قلاوون داخل القلعة لأداء صلاة العيد، ثم يصطفون لأداء التهنئة للباشا في اليوم التالى.

كان الباشا يحضر الاحتفال الرسمى بالعيد في الجوسق المعدلة بميدان الرملية (القلعة) حاليا والذي كان يفرش بأفخر الوسائد ويتقدم للتهنئة الأمراء وكبار البكوات والمماليك وكبار الضباط وتقدم القهوة والحلوى والشربات وتفوح روائح المسك والبخور، ثم يخلع الباشا على أرباب المناصب والأمراء ويأمر بالإفراج عن بعض المساجين ويسهر الناس في ابتهاج وسرور وقد أعدوا الكعك والحلوى لتقديمها للأهل والزوار ويأخذ رب الأسرة زينة ويصطحب أولاده إلى المسجد لأداء صلاة العيد.

كما اعتاد الناس زيارة المقابر للتصديق على أرواح موتاهم ويحرص الشباب على الخروج في جماعات للنزهة في النيل ويشهد خليج القاهرة وبركة الأزبكية وبركة الفيل وجزيرة الروضة ازدحاما هائلا وكانت مدافع القلعة تطلق أيام العيد الثلاثة في أوقات الصلاة الخمسة.

وكان المسلمون قد بدءوا الاحتفال بعيد الفطر المبارك في السنة الثانية للهجرة لأول مرة في التاريخ الإسلامى.

أما في العصر الحديث، فالمصلون يحتشدون بعد طلوع الشمس مباشرة في أبهى حلة في الجوامع ويؤدون صلاة العيد ويحرص الجميع على ارتداء ملابس جديدة، ومن أشهر الأكلات أيام العيد الكعك والفطير والسمك المملح والمكسرات والبعض يفضل أطباقا من اللحمة والبصل والطحينة ومعظم المحال تغلق أبوابها خلال أيام العيد ويكون الأطفال أكثر فرحا بالعيد والاحتفال به. فالعيد عندهم يعنى الملابس الجديدة وركوب المراجيح وأكل الكعك وزيارة الأماكن الترفيهية كالحدائق والسينما والملاهى والالتقاء بالأصدقاء وزيارة الأقارب وتبادل التهانى، وتحرص الملاهى والحدائق على توفير وسائل اللعب وفى مقدمتها المراجيح التي ملأت الميادين والمناطق الشعبية، بالإضافة إلى الملاهى والحدائق.

والعيدية إحدى السمات الأساسية للاحتفال بالعيد وهى عادة جميلة ورسالة حب وود تدل على التكافل الاجتماعى والشعور بالآخرين وإسعادهم وينتظرها الأطفال من أول أيام العيد من الأبوين والأقارب ليتباهوا ويتفاخروا فيما بينهم بما حصلوا عليه من نقود، والعيدية هي عبارة عن هدية صغيرة لجلب الفرحة والسعادة للأطفال ومن المظاهر الاحتفالية للعيد شراء الملابس الجديدة للأطفال والكبار فقبل العيد تزدحم الشوارع والمحال ويزيد الإقبال على شراء الملابس والأحذية الجديدة بمناسبة العيد وتنتعش الأسواق، والاحتفال بالعيد يجب أن يدخل البهجة والفرحة على أفراد الأسرة، فهذا أمر مطلوب في الدين الإسلامى فصناعة الكعك أو شراؤه يدخل على الأسرة السعادة والسرور ومن خلاله يستطيع الفرد أن يصل به لأقاربه وأصدقائه كهدية.

يعتقد الكثيرون أن كعك العيد بدأ في مصر مع بداية العصر الفاطمى ولكن الحقيقة التاريخية تؤكد أنه بدأ قبل ذلك بكثير.

فقد عرفه المصريون منذ أيام الفراعنة حيث اعتاد المصريون القدماء تقديم الكعك على هيئة قرص الشمس وصنعوه من دقيق القمح والسمن وعسل النحل وكانت زوجات الملوك يقدمن الكحك للكهنة الحارسين للهرم خوفو في يوم تعامد الشمس على حجرة خوفو وقد وجدت أقراص الكحك محتفظة بهيئتها ومعها قطع من الجبن الأبيض وزجاجة عسل النحل.

أما في التاريخ الإسلامى فيرجع تاريخ كعك عيد الفطر إلى الطولونيين قبل العصر الفاطمى حيث كانوا يصنعونه في قوالب خاصة مكتوب عليها «كل واشكر» ثم أخذ مكانة متميزة في عصر الإخشيديين وأصبح من مظاهر الاحتفال بعيد الفطر.
الجريدة الرسمية