رئيس التحرير
عصام كامل

«فيتو» تحاور ثاني مصرى معاق يعبر «المانش».. البطل قهر «مقبرة السباحين».. ناصف: «الثأر» كان شعاري بعد فشل محاولتى الأولى.. لم يستقبلنى مسئول واحد.. وحلمى تنظيم &

فيتو

أحمد ناصف بطل مصرى نجح فى كتابة اسمه بأحرف من الذهب، تحدى الإعاقة التى لحقت به بعد سقوطه تحت عجلات قطار المنصورة أثناء عودته من الجامعة إلى منزله بالقاهرة، نجح فى عبور بحر المانش بعد أن قضى 19 ساعة فى المياه، أجبرته الظروف المادية على بيع شقته بـ 6 أكتوبر لاستكمال مسيرة الحلم.

التقت « فيتو» مع قاهر المانش، ليتحدث عن كواليس رحلة العبور واللحظات الصعبة التي واجهته في المياه، وأشخاصا لهم فضل في حياته في حوار لا يخلو من المفاجآت.

في البداية.. نود أن نبارك لك على تحقيق إنجاز عبور بحر المانش ؟

الحمد لله أنى نجحت في عبور بحر المانش بعد 16 عامًا من اختفاء السباحين المصريين وخشيتهم من عبوره، واجهت صعابا كثيرة ولكننى بحمد الله وبدعم من حولى نجحت في تحقيق حلمى.

حدثنا عن محاولتك في عبور بحر المانش ؟

هذه لم تكن المحاولة الأولى لى، فقد حاولت في عام 2012 عبور المانش ولكن لم أستطع تحقيق الحلم بعد أن واصلت السباحة في البحر لمدة 17 ساعة وكنت على بعد 3 أميال فقط على الشاطئ الفرنسى.

وما الذي منعك عن تحقيق الحلم وعبور المانش؟

كانت التيارات البحرية قوية جدًا ولم أستطع استكمال المهمة، طالبنى المدرب وقتها بالتوقف وإنهاء المحاولة حفاظًا على حياتى وحياة المرافقين في المركب التي كادت أن تتعرض للغرق، حتى أن المدرب وقتها قال لى "أنت تحارب إرادة الله".

نود منك أن تشرح لنا ما هو بحر المانش؟

بحر المانش هو مضيق مائى تبلغ مساحته 21 ميلا وهو ما يعادل 36 كيلو متر، يصل بين المحيط الأطلنطى وبحر الشمال، ويفصل بين بلدين هما إنجلترا وفرنسا، المحاولة تبدأ من شاطئ إنجليزى يسمى "لوفر" وتنتهى عند شاطئ فرنسى يسمى "كاريل"، ويطلق عليه "مقبرة السباحين" نظرًا لكمية المخاطر التي يلقاها السباح خلال محاولة العبور.

وكيف نجحت في تحقيق حلمك بعبور المانش هذه المرة؟

في البداية أرسلنا خطابا إلى اتحاد المانش نطالب بالحصول على موعد لمحاولة عبور بحر المانش، وهو ما وافق عليه مسئولو الاتحاد وتم تحديد يومى 19 و20 يوليو لإجراء المحاولة، وهذا التوقيت هو الأنسب لعبور المانش ولكن لا يقلل هذا من صعوبة الأمر.




وماذا تم بعد تحديد موعد المحاولة؟

توجهت بصحبة المدربين إلى إنجلترا يوم 15 يوليو الجاري، ونجحت في إجراء 4 تدريبات قبل موعد إجراء المحاولة للتأقلم على مياه بحر المانش، ولكن لم نستطع بدأ المحاولة يوم 19 نظرًا لصعوبة الأحوال المناخية وقتها وهطول أمطار غزيرة حالت دون بدء المحاولة.

وهل أثر ذلك في حماسك وإصرارك على عبور المانش؟

بالطبع لا، بدأت المحاولة يوم 20 فجرًا، ووقتها كانت المياه باردة جدًا تكاد تصل إلى حالة التجميد، أخذت على عاتقى مهمة هزيمة بحر المانش بكل صعوباته ومخاطره، ونويت الثأر بعد أن فشلت محاولتى السابقة عام 2012، واستمريت في السباحة لمدة 18 ساعة و50 دقيقة حتى وصلت إلى الشاطئ الفرنسى.

كيف قضيت كل هذا الوقت في المياه ؟

كان لدى ثقة وإصرار على تحقيق الحلم، وعاهدت نفسى أن أعبر المانش مهما حدث هذه المرة، قضيت الوقت في صراع مع الأمواج العالية والتيارات التي كانت تجرفنى يمينًا ويسارًا، حتى نجحت في الوصول إلى الشاطئ الفرنسى، حيث بدأت الرحلة في تمام الرابعة فجر يوم 20 وانتهت في الـ 11 مساءً من نفس اليوم.

وكيف كنت تتناول الغذاء وأنت في البحر؟

الغذاء كان عبارة عن عصائر طبيعية وكنت أتناولها في المياه في مدة لا تتجاوز الـ 20 ثانية، وكانت أوقات تسقط منى الزجاجة في المياه فأواصل السباحة دون اهتمام.

وما هي أول الكلمات التي نطقت بها فور وصولك الشاطئ الفرنسى؟

أول كلمة نطقت بها كانت "الحمد لله"، وقتها كنت مرهقًا للغاية ولم أستطع فعل أي شئ غير أن أشكر الله على دعمه لى وتوفيقه ونجاحى في عبور بحر المانش.

وما هي المخاطر التي يتعرض لها سباح "المانش"؟

يجب أن يتحمل سباح المانش برودة المياه الشديدة، ولابد أن يكون لديه قوة تحمل عالية وأن يتمكن من مصارعة الأمواج واختراقها، وأن يكون لديه القدرة على التعامل مع التيارات التي من الممكن أن تجرف السباح بعيدًا عن هدفه.

اشرح لنا ملابسات الحادث الذي تعرضت له ؟

أثناء فترة دراستى بكلية التجارة جامعة المنصورة كنا دائما نرغب في الجلوس في مجموعات داخل القطار أثناء رحلة الذهاب أو العودة، وكنت واحدا من ضمن الأشخاص الذين يقفزون في القطار قبل توقفه لحجز المقاعد.

وماذا حدث في يوم الحادث؟

تحديدًا في يوم 2012-4-14 كعادتى حاولت القفز إلى القطار قبل توقفه، وكان وقتها سرعته تزيد عن كل مرة، وللأسف لم أنجح في القفز داخل القطار وسقطت تحت العجلات وتم بتر قدميا في حادث أليم، تسبب في تغيير مسار حياتى.

ماذا تقصد بتغيير مسار حياتك؟

كانت حالتى حينها صعبة جدا ولم يتوقع أحد أن أبقى على قيد الحياة بعد الحادث، ولكننى فكرت لماذا أبقانى الله حيًا ولم أمت، ومن وقتها أدركت أننى سأنجح في فعل شئ يسجل في التاريخ وبالفعل هذا ما حدث.




وكيف بدأت مغامرتك مع السباحة؟

بعد الحادث التقيت عن طريق الصدفة بالسباح العالمى مصطفى خليل، وهو من قام بتشجيعى على عبور المانش وكان له دور كبير جدًا في حياتى، واهتم بحالتى نظرًا إلى أنه يعانى من نفس الإعاقة، ووقتها كنت أبحث عن ما يشغلنى بعد الحادث الذي تعرضت له، وبالفعل اقتنعت بالفكرة وبدأت في تعلم السباحة.

هل تنوى أن تخوض التجربة مرة أخرى بعد ذلك؟

بالطبع أنا بالفعل قررت أن أخوض التجربة مرة أخرى ولكن هذه المرة ستكون ذهابا وعودة، أي إننى سوف أقوم بعبور المانش من الشاطئ الإنجليزى إلى الشاطئ الفرنسى وبعدها سأقوم بالعودة مرة أخرى إلى الشاطئ الإنجليزى وهو ما يعد إنجازًا بمعنى الكلمة.

هل لك طموحات أخرى غير المانش؟

نعم أنا أطلب مساعدة مسئولى وزارة الشباب والرياضة برئاسة المهندس خالد عبد العزيز في تنفيذ ماراثون للسباحة يبدأ من أسوان وينتهى بالإسكندرية يشارك به كل السباحين من جميع المحافظات التي سنمر عليها، مع التأكيد على دعم السياحة المصرية خلال الماراثون والذي سيحظى باهتمام إعلامي مميز.

وما موقف الوزير من الإنجاز الذي حققته؟

تلقيت برقية تهنية من المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة ولكننى كنت أتمنى أن يكون الاهتمام أكثر من ذلك، حيث لم أجده في مطار القاهرة فور وصولى ولم أتلقَ منه اتصالًا هاتفيًا حتى الآن.

ما هو مصدر دخلك ؟

أنا أعمل موظفا بشركة الصوت والضوء بالهرم، وأود تقديم الشكر لمسئولى الشركة على دعمهم لى من خلال توفير التفرغات الرياضية الخاصة بى، ولكننى اضطريت إلى بيع شقتى بمدينة 6 أكتوبر للحصول على أموال أستطيع من خلالها الإنفاق على المنزل واحتياجاتى الشخصية والرياضية.

هل ترى أن الدولة مقصرة في دعم ذوى الاحتياجات الخاصة؟

بالطبع مقصرة، يجب على الدولة أن تهتم بهؤلاء الأشخاص وتوفير الدعم الكافى لهم لإظهار قدراتهم ومساعدتهم على النجاح وتحقيق الإنجازات.

أشخاص لهم الفضل في الإنجاز الذي حققته؟

أود تقديم الشكر لكل من مصطفى خليل السباح العالمى ومكتشف موهبتى، نبيل الشاذلى المدير الفنى، أسامة الشاذلى المدرب، ناصر الشاذلى، سامح الشاذلى رئيس اتحاد الغوض والإنقاذ، حياة خطاب نائب رئيس الاتحاد، وإيهاب حسانين عضو الاتحاد.

أكثر من ساندك في حياتك؟

أمى، كان لها فضل كبير في كل ما وصلت إليه، وكانت دائما تساندنى وتشجعنى على تحقيق الحلم، كانت تقول لى "حلمك حان وقت تحقيقه"، أود شكرها على كل شئ وبدونها ما كنت وصلت إلى كل هذا.
الجريدة الرسمية