رئيس التحرير
عصام كامل

توقعات بتخلى الغرب عن مرسى.. تقارير صحفية عالمية تتحدث عن دعم أمريكى لعودة الجيش.. مكرم: أمريكا ستلجأ للجيش مرة أخرى.. عيسى: الغرب لن يتخلى عن النظام حاليا.. غباشى: لا يمكن الاعتماد على هذه التقارير

الرئيس محمد مرسى
الرئيس محمد مرسى

مع تزايد الاهتمام العالمى بالأوضاع الحالية فى مصر ظهرت العديد من التقارير العالمية تتوقع حدوث صدام حقيقى بين الجيش ومؤسسة الرئاسة، وهو الأمر الذى يشير إلى وجود بعض الاتجاهات الغربية لرفع غطاء الدعم الخارجى عن نظام حكم التيار الإسلامى، وبخاصة الرئيس مرسى، وهو الأمر الذى اختلف حوله المحللون بين مؤيد ومعارض.

فالكاتب مكرم محمد أحمد؛ نقيب الصحفيين السابق، أكد أن هناك مجموعة من الأمور التى تعطى دلالة على رفض الدول الغربية، وبخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، لنظام حكم جماعة الإخوان المسلمين فى مصر، واحتمالية رفع دعمها له بصورة كاملة.
وأوضح: يظهر ذلك فى التهديدات بقطع المعونة، ورفض واشنطن لزيارة مرسى بدعوة أن الوقت غير مناسب، ما يدل على أن الرفض الأمريكى لسياسات مرسى، وبخاصة موقفه مع الحوار الوطنى، لا تلقى قبولا .
وتابع مكرم قائلا: هناك أمور لا بد أن توضع فى حسابات صانع القرار الأمريكى، منها إدراك الاستياء الشعبى من حكم مرسى، ورغبة قطاع عريض - بما فيهم من طالبوا برحيل العسكر- بنزول الجيش إلى الشارع مرة أخرى.
مؤكدا أن الولايات المتحدة تحاول أن تفشل أى محاولة للانقلاب العسكرى على النظام الديمقراطى.. إلا أن الأمر فى مصر مختلف؛ لأنه إذا استمرت الأمور على هذا الحال من الغضب، فقد تدعم أمريكا عودة الجيش للحياة السياسية مرة أخرى.
أما الكاتب الصحفى صلاح عيسى فاعتبر أن ما تنشره الصحف الأمريكية والبريطانية بخصوص احتمالية الصدام بين الجيش ومؤسسة الرئاسة هو فى الأساس معتمد على ما ينشر فى الصحافة المصرية، وبالتالى لا يمكن الاعتماد على مثل هذه التقارير فى الحكم على العلاقات المصرية بالدول الغربية؛ لأنها أولا وأخيرًا "بضاعة صدرناها نحن لهم".

وأضاف عيسى: إن علاقة مصر بالدول الغربية والعربية عانت من الارتباك بسبب تخبط الإخوان فى إدارة شئون البلاد، باستثناء قطر وتركيا والسودان، معتبرًا أن أسباب التراجع عن بعض القرارات الرئاسية فى الفترة الأخيرة كانت نابعة من التوجهات الغربية .
وأكد أن السياسة الغربية تفرض على النظام فى مصر بعض الأمور، ومنها الحوار الوطنى الذى نفذته الرئاسة والحكومة على مضض، وبشكل من المراوغة السياسية، موضحا أنه نابع من خوف الغرب على مصالحه فى مصر، والتى تضرها الاضطرابات أو الحرب الأهلية.
وتابع عيسى قائلا: التخلى الغربى الكامل أو رفع الغطاء السياسى عن الإسلاميين فى مصر، أمر غير وارد حاليا، على الرغم من الإجراءات الغربية "المناهضة " التى وقعت فى الفترة الأخيرة، مثل رفض سويسرا إطلاع مصر على ملف الأموال المنهوبة، وعدم تحقيق مكاسب مصرية من زيارة ألمانيا، وذلك لأن الغرب يدرك أن التيار الإسلامى له شعبية فى الشارع المصرى .
فى حين أكد الدكتور مختار غباشى، رئيس المركز العربى للدراسات السياسية والإستراتيجية، أنه لا يمكن الاعتماد على التقارير الصحفية الأمريكية والإنجليزية للحكم على مدى دعم الدول الغربية لنظام الحكم فى مصر، موضحا أن هذه التقارير تبنى على مجموعة من المعطيات الخاصة بها، وهى ليست دليلا على رفع الدعم عن نظام معين .
وأضاف غباشى: إنه لا يمكن القياس على أمور وقعت فى الفترة الأخيرة للحكم على الدعم الخارجى لنظام الرئيس مرسى، كرفض سويسرا إطلاع مصر على ملف الأموال المنهوبة؛ لأن مثل هذه الأموال لا يمكن أن تأتى بالطرق القانونية، وإنما بالضغط السياسى والتجارى؛ لأن اقتصاد مثل هذه الدول قائم على الأموال المنهوبة.

الجريدة الرسمية