رئيس التحرير
عصام كامل

تجربة الرئيس..ومهرجانات التبرع


هناك قطاع كبير من المصريين يتمنون الحصول على أموال رجال الأعمال سواء بطرق مشروعة مثل التبرع أو بطرق غير مشروعة مثل المصادرة ليس هذا فقط بل يتمنى هؤلاء أن يشاركوهم رجال الأعمال الوقوف في طوابير انتظار المواد التموينية من وزارة التموين فالبعض يعتبر أن هذه الفئة الضالة من رجال الأعمال حصلوا على أراضى وأموال المصريين بغير حق وأنهم أحد الأسباب الرئيسية في فقر المصريين وأن العدالة الاجتماعية تقتضى توزيع الفقر على بطاقات التموين حتى يشعر الجميع بالسعادة.

والمتابع لنشاط الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الفترة الأخيرة وبعد لقائه مع عدد كبير من رجال الأعمال يؤكد أنه قطع النية على أن يكون رجال الأعمال أحد أدواته في البناء والتنمية ومن حق رئيس الجمهورية أن يفكر خارج الصندوق ويدبر الأموال التي تحتاجها المشروعات التي أعلن عنها ولكن تبرع رجال الأعمال وحدهم لن يقيم الاقتصاد وإصرار الرئيس أن يكونوا بدرجة إخلاصه للتجربة لن يتحقق فكثير منهم تبرع في مبادرات سابقة بمئات الملايين وعندما أطفئت أنوار الكاميرات وانتهت مهرجانات التبرع لم يرهم أحد كما أن رجال الأعمال إذا تبرعوا بشيء فسوف يحصلون عليه أضعافا مضاعفة من جيب المستهلك الذي لم يعد يستطيع تحمل أعباء جديدة.

لا بديل عن مشاركة رجال الأعمال تجربة الرئيس ليس بالتبرع وحده ولكن بالعمل والإنتاج ومضاعفة التصدير ودفع الضرائب وتوفير ملايين فرص العمل ومحاولة خلق مناخ استثمارى جديد وألا تدير الدولة ظهرها للقطاع الخاص وتكتفى فقط باللعب مع الكبار فأكثر من 70 % من حركة التجارة والاستثمار في يد المشروعات الصغيرة والمتوسطة.

وهذا لن يتحقق بين يوم وليلة فلابد من التخطيط الجيد له ووقف تجريف الاستثمارات المصرية الذي حدث خلال الثلاث سنوات الأخيرة فالحكومة تصور للمواطنين أن جميع المستثمرين العرب والأجانب يهرولون للاستثمار في مصر وأن أي استثمار في مكان آخر مصيره الفشل.

والحقيقة التي لا يجب الهروب منها أن مصر أصبحت دولة طاردة للاستثمار والمستثمرين وخرج منها عدد كبير من الشركات العالمية وذهبوا إلى منطقة الخليج والجزائر والمغرب فالمال ليس له دين أو وطن ولكن للأسف الحكومة تحدثنا كل صباح عن افتتاح مئات الشركات وكأن الاستثمار وطنه مصر فقط، في حين أن ورجال الأعمال لا يعرفون سوى مصلحتهم فقط ويهاجرون إليها..لذاعلى الدولة أن تهيئ لهم المناخ الجيد وتوفر لهم الأراضى والمرافق وتقدم لهم التسهيلات المطلوبة وأن تساعدهم في مضاعفة التصدير وتوفير ملايين فرص العمل وبعدها سيدفع رجال الأعمال ما عليهم عن طيب خاطر للوطن وسوف يؤيدون فكرة الضرائب المضاعفة لأنهم يعملون ويكسبون وغير ذلك فلن يقدموا للوطن شيئا.

الجريدة الرسمية