رئيس التحرير
عصام كامل

انتقادات كبيرة لأعمال مهرجان الفرق القومية.. الفنان خليل مرسي: تواضع مستوى العروض.. والاهتمام الزائد بالديكور وعدم وجود تغطية إعلامية أبرز العيوب.. وتوصيات بأن تتراوح مدة العمل بين 60 دقيقة وساعة ونصف

فيتو

أصدرت لجنة تحكيم مهرجان الفرق القومية عدة توصيات، في حفل توزيع جوائز المهرجان الختامي لفرق القاليم الدورة 40، والذي أقيم مساء أمس الأربعاء بمسرح السامر.


وقد أعلن توصيات المهرجان، الفنان الدكتور خليل مرسي، بحضور الدكتور عبد الناصر حسن، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف نائب رئيس الهيئة، نانسي سمير رئيس الإدارة المركزية للشئون الفنية، ودعاء منصور، مدير إدارة المسرح، رئيس المهرجان، وخالد رسلان، مدير المهرجان.

وقد تشكلت لجنة التحكم من الدكتور خليل مرسي، والكاتب عبد الغنى داوود، والدكتور عمرو دوارة، والمهندس فادى فوكيه، والمخرج فهمى الخولى..

دور المسرح لدى جمهور الأقاليم
ونوه خليل مرسي في كلمة لجنة التحكيم، إلى أن تلك التوصيات تأتي إيمانًا بدور المسرح الإقليمى في ترسيخ التقاليد الفنية بوجدان جمهور الأقاليم، وبقدرته على نشر الوعي الثقافي بجميع أرجاء بلادنا، ليتحقق بذلك الهدف المنشود بأن يصبح بحق مسرحنا للشعب، بمختلف طوائفه.

وواصل: على الرغم من التباين في المستويات الفنية للعروض المشاركة، فإن السمة الغالبة كانت -للأسف- هي تواضع مستوى العروض بصفة عامة، مما يدعو إلى ضرورة إعادة النظر في المنظومة الإنتاجية بجميع مفرداتها ككل، بدءًا من كيفية تشكيل الفرق ومكاتبها الفنية، وكيفية اختيار النصوص والمخرجين وأيضًا كيفية اعتماد الميزانيات.

فخ التكرار والجمل المحفوظة
وأشار إلى وقوع عدد كبير من النصوص - العروض في دائرة التكرار وفخاخ الكليشيهات المحفوظة، مع الإصرار على إقحام بعض الجمل الخطابية والحماسية المباشرة للتعليق على الأحداث السياسية الراهنة وخاصة ثورتى 25 يناير 2011، 30 يونيو 2013.

وواصل مرسي: إذا كان لكل مخرج الحرية المطلقة – بالاتفاق مع مجموعة العرض – في اختيار النص الذي يتناسب مع أفكاره ومعتقداته فإنه يجب عليه بعد ذلك الالتزام بهذا النص دون تدخل سافر سواء بالحذف أو الإضافة كما حدث بعدد كبير من النصوص مما أضاع معالمها وأسهم في تشويه خطابها الدرامي.

الديكور يفسد العمل
ونوه إلى أن اللجنة لاحظت ضخامة قطع الديكورات بكثير من العروض، مما يتسبب في عرقلة وإضاعة فرص تجوالها، والذي هو هدف أساسي من أهداف الفرق القومية – والتي تعد كل منها الفرقة الأولى بكل محافظة – مما يستدعى ضرورة أن تتضمن بنود التعاقد، مع المخرج ومهندس الديكور الالتزام بمراعاة شرط التجوال، لمدة 15 ليلة على أقل تقدير.

وتضمنت أغلب العروض استعراضات وأغانى مقحمة، عملت على إيقاف التصاعد الدرامى، وأسهمت بالتالي في تشتيت القدرة على متابعة الحبكة الدرامية، وللأسف فقد جاءت أغلبها – بخلاف عدم تبريرها دراميًا – متواضعة في مستوياتها الفنية، ولم تسهم في تحقيق أي متعة، وفق قول الفنان المعروف.

تراجع المستوى الفني
وذكر أن عددا كبيرا من مخرجى الفرق القومية لم يستطعوا تطوير إمكانياتهم ولا تنمية خبراتهم، بل للأسف قد تراجع المستوى الفنى لبعضهم بفقدانهم للحماس ووقوعهم في دائرة النمطية والتكرار، مما يستدعى ضرورة تجديد طاقاتهم وشحذ هممهم بتنظيم بعض الدورات الداخلية، وأيضًا البعثات الخارجية ولو لفترات قصيرة لا تتعدى الثلاثة أشهر.

وشدد الدكتور خليل مرسي على ضرورة توفير المستوى اللائق، والشكل المناسب للإقامة والمعيشة لجميع أعضاء الفرق، فلا يعقل أن يستغل حماس الهواة وعشقهم للمسرح في تعذيبهم بتلك الظروف الصعبة للسفر والإقامة، كذلك يجب توفير الإقامة لجميع الفرق طوال فترة المهرجان، حتى يتسنى لهم مشاهدة العروض واكتساب الخبرات والتي تعد من أهم أهداف تنظيم المهرجان.

ورأى أن ظروف تنظيم مهرجان هذا العام حال دون تنظيم ندوات مصاحبة للعروض أو إصدار نشرة يومية، أو حتى تنظيم أنشطة موازية كمعارض الكتب مثلًا.

الاهتمام الإعلامي.. واجب
كما نبه إلى أهمية تحقيق الاهتمام الإعلامي بهذا الحدث الفنى والثقافى المهم، لذا يجب السعى والتركيز –من خلال اللجنة الإعلامية – على مواكبة جميع العروض إعلاميًا سواء عن طريق دعوة النقاد والصحفيين للمتابعة أو القنوات الإذاعية والتليفزيونية المختلفة.

ومن بين التوصيات التي خرجت بها اللجنة، ما يلي: تحديد زمن العرض بحيث لا يقل عن الساعة { 60 دقيقة } ولا يزيد على الساعة والنصف { 90 دقيقة }، حيث شاهدت اللجنة بعض العروض التي تجاوز زمنها الساعتين؛ وضرورة زيادة الميزانيات المخصصة لإنتاج العروض، خاصة مع ارتفاع أسعار الخامات وأيضًا الأجور، فلا يعقل أن تستمر اللوائح والمبالغ المخصصة كما هي، خاصة وقد ظهر نتيجة ذلك من خلال تواضع المستويات الفنية وغياب عدد من الموهوبين أصحاب الخبرات الحقيقية عن المشاركة بالدورات الأخيرة للمهرجان.
الجريدة الرسمية